العدد 5725
الإثنين 17 يونيو 2024
banner
كوثر جعفر حمزة
كوثر جعفر حمزة
القدوة الحسنة الركيزة الأساسية لمجتمع رائد
الأحد 26 مايو 2024

القدوة الحسنة في يومنا هذا تعد كالنجم المتلألئ في سماء الاحتذاء الأخلاقي، فهي تنير الدرب بأنوار فضائلها، وتسطّر أروع المثل في صحف السلوك الرفيع.
القدوة الحسنة كالوردة المزهرة في حديقة الرِيادة، تشع القدوة بجماليات أخلاقها وتوهج تضحياتها، تحلق بأجنحة الإخلاص والنزاهة، لتقدم للناس أنموذجاً يُحتذى به في زمن المادية والانحراف.
ألسنة لغتها تنطق بالحكمة والرحمة، وقلبها ينبض بالحب والإيثار، شخصية تتنزل من عليائها لتمسك بأيدي الضعفاء والمحتاجين، شافعةً لهم بكرمها وعطفها.
في هذا الزمن المتردي، تُعتبر القدوة الحسنة كالمنارة في ظلمات الأنانية والانحطاط، تُضيء الطريق وتبعث الأمل في نفوس المتعطشين للخير والفضيلة.
بوصلتها الحق والعدل، وشعارها الإخلاص والتضحية، فهي تأبى إلا أن تكون مثلاً أعلى للإنسانية الراقية، وشاهداً على جمال الروح وسمو الأخلاق.

وما يميز هذه الشخصية المتفردة بهذا البهاء هو أنها تحقق ما تريده من الناس في نفسها أولاً، فالقدوة الحقيقية تنبع من داخل الفرد وتعكس ما استقر في نفسه من قيم وأخلاق فضلى، فتبدأ بإصلاح الذات والتزكية الداخلية قبل أن تنعكس على الخارج، لتجسد في سلوكها وتصرفاتها ما تريده من الآخرين متحلية بالصفات الحميدة التي تريد غرسها في الآخرين فتتحدث بلسان الفعل لا بالقول. 
كما أن القدوة الحسنة تبني ذاتها على أساس قوي من المبادئ والمثل العليا، لتكون بمثابة الحجر الثابت الذي يرتكز عليها الآخرون، فبامتلاك الرؤية والإرادة والتصميم على التمسك بالخير، تصبح القدوة قادرة على إلهام الآخرين وقيادتهم نحو الأفضل.
ونحن في زمنٍ قد تكون مفاهيم القدوة للأسف قد امتزج بياضه بسواده، فأصبحت بعض السلوكيات المزعجة مدعاة للانتشار و(الترند) وهو ما يشكل خطورة كبرى على مستقبل الأجيال من مراهقين وأطفال، فلا بد من مجابهة هذه الظاهرة الخطيرة بظهور قدوات حسنة تصارع من أجل الفضيلة والحفاظ على القيم في مجتمعنا المحافظ على القيم والمبادئ.
وكلنا نسعى أن نمثل قدوة حسنة تكتسب قوتها وتأثيرها من داخلها وإيمانها القوي، لتصبح بعد ذلك مصدر إشعاع وقدوة حقيقية للناس من حولها، وبذلك نقتدي بسيد الأمة فهو الأسوة الحسنة. 

* معلمة تربية خاصة 

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية