+A
A-

طرفا النزاع الليبي يوقعان اتفاق وقف إطلاق النار

وقّع طرفا النزاع الليبي على “اتفاق دائم لوقف إطلاق النار”، أمس الجمعة، بعد محادثات استمرت خمسة أيام في الأمم المتحدة.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على صفحتها في فيسبوك: “تتوج محادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في جنيف (أمس) بإنجاز تاريخي، حيث توصل الفرقاء الليبيون إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا. ويمثل هذا الإنجاز نقطة تحول مهمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا”. ونشرت البعثة بثا مباشرا على صفحتها لحفل التوقيع الذي استمر 10 دقائق وأعقبه تصفيق.

وجرت المراسم في مقر الأمم المتحدة في جنيف، حيث وقف أعضاء الوفدين الليبيين ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز وهم يضعون كمامات أمام وثائق الاتفاق التي وقعوا عليها لاحقا.

وفي رد فعل سريع، نقلت قناة “تي آر تي عربي” التركية، عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قوله: “لسنا متأكدين من صدق نوايا سحب المرتزقة من ليبيا”.

واعتبر أردوغان أن “اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا يعد أقل مستوى من الاتفاقات السابقة”.

ومن جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الذي تم الاتفاق عليه، أمس الجمعة، “خطوة أساسية نحو السلام والاستقرار” في الدولة، لكن هناك الكثير من العمل الشاق في الانتظار.

وأضاف للصحافيين: “أناشد كل الأطراف المعنية والقوى الإقليمية احترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذه دون تأخير”.

ودعا غوتيريش أيضا إلى تطبيق كامل لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على ليبيا.

كما رحبت السفارة الأميركية في ليبيا بالاتفاق، وأكدت أنه “يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق المصالح المشتركة لجميع الليبيين في خفض التصعيد والاستقرار ورحيل المقاتلين الأجانب”.

وأضافت السفارة: “نهنّئ الطرفين على النتيجة الناجحة لمفاوضاتهما، كما نهنّئ الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني ويليامز على دورها المحوري في تسهيل المحادثات”.

وحثت السفارة “الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية الآن على دعم تنفيذ الاتفاق بحسن نيّة”.

وأوضحت أن “الإنجاز الذي تحقّق اليوم يمهّد الطريق لمزيد من التقدّم في منتدى الحوار السياسي الليبي الذي سينطلق الأسبوع المقبل؛ بهدف التوصل إلى حلّ دائم للصراع”.

وانزلقت ليبيا في الفوضى منذ أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي بالرئيس الأسبق معمر القذافي وأدت إلى مقتله في 2011.

وتشهد البلاد نزاعا بين حكومة الوفاق ومقرها طرابلس من جهة، وسلطة في شرق البلاد يجسّدها المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، ويدعمه قسم من البرلمان المنتخب ورئيسه عقيلة صالح.

وكثّف طرفا النزاع مفاوضاتهما في الأسابيع الأخيرة في مسعى لتهيئة الظروف للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأسفر النزاع عن مقتل المئات وأجبر عشرات الآلاف على النزوح.

ومن شأن الإعلان، الجمعة، أن يوفر بصيص أمل لسكان ليبيا الذين أرهقتهم سنوات من المعارك والانقسامات.

وقد انطلق المسار الأمني التفاوضي، الإثنين الماضي، في جنيف، وهو أحد المسارات الثلاثة التي تعمل عليها بعثة الأمم المتحدة إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي، والتي انبثقت عن مؤتمر برلين 2020 حول ليبيا وتبناها مجلس الأمن عبر قراره 2510.

والأربعاء الماضي، أعربت ويليامز، مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، عن تفاؤلها بالمفاوضات واللقاءات التي تجري بين أطراف الصراع على عدة أصعدة، مرجحة أن يستمر المناخ الإيجابي، وهو ما أسفر بالفعل عن التوصل إلى اتفاق في النهاية.

وأعلنت ويليامز أن المجتمعين في جنيف توصلوا إلى توافق حول العديد من القرارات المهمة، منها ضرورة الاستمرار في خفض التصعيد العسكري، فضلا عن فتح المسارات الجوية والبرية.

كما شددت على أن التدخل الخارجي في البلاد الغارقة منذ سنوات في النزاع والقتال، كبير جدا وغير مقبول.