+A
A-

عباس يوسف في “برلين آرت فير”

دائما تأخذ أعمال الفنان التشكيلي عباس يوسف طابع الدراسات الفنية الجادة، وهو يعنى في بحثه باللون وتنوعاته المتأججة الصارخة وهي سمة من سمات الفن الحديث، وكأحد أهم الفنانين على المستوى المحلي والعربي.

يشارك عباس يوسف بـ 3 أعمال من مجموعة “فردوس البقاء” في برلين آرت فير في الفترة من 10 إلى 13 من شهر سبتمبر 2020 الجاري عن طريق جاليري “Galeie Keinervonwiese”، في معرض جماعي يتكون من 24 فنانا دوليا تحت عنوان “Elysium”، أي الجنة. 

عباس يوسف تحدث لـ “البلاد” عن أعمال “فردوس البقاء” قائلا: في هذا الوقت الصعب والمخيف، وقت جائحة كورونا وما قبل ذلك بسنوات وما سيأتي من زمن أيضا، مرسم رباب هو المكان الأكثر أمنا وسلاما، هو الحضن الأم الذي يرعاني ويغذيني بحليب طاقته، يغذيني بلون مائه الذي لا يعرفه إلاّ عباس يوسف.

أراه لا يعني يراه الآخرون أبدا. حجمه، اكتظاظه بلوازم الرسم، بطاولته البيضاء المسيطرة على 85 % من مساحته وجدرانه المزينة بكتابة الأصدقاء لمناسبة زياراتهم إليه، أراه يكبر ويتوسع كلما حلت ضائقة.

أسلمه روحي وأكون في متناوله، فيهبني الحنان والجمال والسكينة بهدوء بهدوء.

ويقول كل المشاريع منك لك، المؤجلة، ما سيرد مستقبلا، ما أنجز، وما هو قيد التنفيذ الآن.

الفردوس السماوي: مسكن الأبرار والقديسين والصالحين بعد الموت.

اتخذت الزاهي من الألوان بابا لأدخل منه وأخلق منها فردوسا من الأعمال الفنية مؤسسة على قوة حضورها ودلالة معانيها في ثقافة مجتمعنا، حيث الشمس لا تغادر المنطقة إلاّ قليلا، رغم هذا الظل الأسود الذي سببته جائحة كورونا، هذه ألواننا التي أول ما فتحنا أعيننا لمسناها لمس القلب، نحيا بها وتعيش فينا، سر وهجنا وفرحنا وأناقة قلوبنا وبياضها.

كونت عناصرها عنصرا وبنيت ركائزها بصمت فرح وجعلت سياجها من ألوان السماء والسلام والأمن والطهارة والصفاء والإثارة والشغف والعواطف الملتهبة والأنوثة والدفء.. صداقات والبهجة والسعادة والأناقة والغموض والحزن. الأبيض والأحمر والأصفر والبرتقالي والأسود.

الجنة: كمكان أسطوري، كحالة مثالية، تشكل تباينا مع معاناة الحاضر، ويتم تقديمها على أنها إسقاطا يوتوبيا في العديد من الثقافات والأديان على شكل خيال وأمل. لذلك، فإن التوق إليها هو حالة إنسانية عميقة في هذا المعرض، لا ينبغي فهم حقول الجنة على أنها مكان للهروب من الواقع، يمكن العثور عليها، جميلة وغامضة، خالية من العنف ومليئة بالفكاهة، في منتصف حياتنا اليومية، هنا والآن، يمكن أن تمثل الجنة أيضا لحظات الحياة المكثفة، الإثارة بالوجود، تلك اللحظة من السعادة، الهدف من هذا المعرض الموجز هو إعادة توعيتنا بإمكان حدوث لحظات من الإنجاز.

كما تشير اللجنة المنظمة إلى ظاهرة الترابط بين جميع الناس على الرغم من الاختلافات الثقافية الظاهرة، لدينا جميعا جذور مشتركة، ويتم التعبير عنها أيضا في تاريخنا الثقافي، والذي غالبا ما يكون أقدم من تاريخ الأديان الخاصة بالشعوب المختلفة.

يذكر أن قيمي المعرض هم: كونستانز كلاينر، راشيل ريتس فولوك، فرانسيس ستافورد وستيفان فون ويسيس.