+A
A-

عبدالسلام النابلسي.. كوميديان “حزين” خطف عروسه مرتين

حفلت حياة الممثل الراحل عبدالسلام النابلسي بالعديد من الألغاز، حيث عاش يصنع ويصدر الابتسامة رغم أن حياته كانت مشحونة بالوجع والشجن.

وفي ذكرى ميلاده التي حلت مؤخرا نلقي الضوء على لقاء تلفزيوني نادر جمعه بالإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم في برنامج بعنوان “نجوم فوق الأرض“. تحدث النابلسي في هذه الحلقة عن تفاصيل كثيرة من حياته الشخصية، وقال إنه أحب مرة واحدة طوال حياته، وكان حريصا على الزواج بالفتاة التي احتلت واستعمرت أرض مشاعره.

وكشف النابلسي في حواره عن الصعوبات التي واجهته في الزواج بهذه الفتاة قائلا: “أحببت جورجيت، وكنت أعرف أن عائلتها سوف ترفض زواجها مني لأنها من دين غير ديني، ومن فرط حبي لها قررت أن أقوم بخطفها والزواج منها، ونجحت في الأمر وحدث الزواج”.

وتابع النابلسي حديثه مؤكدا أنه فوجئ بعد الزواج بأيام، بأشقاء زوجته وعددهم 6 أفراد ومعهم ما يقرب من 10 أشخاص آخرين، يدخلون المنزل ووعدوه بأنهم سوف يتأكدون من صحة العقد، وأن يعيدوا له زوجته، ورحب بالفكرة لكنهم لم يحافظوا على الوفاء بالوعد، لذا خطف زوجته للمرة الثانية وهجر المدينة وذهب لمكان بعيد.

وعبدالسلام النابلسي من مواليد 23 أغسطس 1899، وهو من أصل فلسطيني، وبدأ حياته بالعمل في الصحافة وكان عاشقا للكتابة، وبعد ذلك انتقل لعالم التمثيل ووقف بجوار نجوم من العيار الثقيل وكان سببا في نجاح أفلامهم مثل إسماعيل ياسين وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ.

عاش النابلسي لحظات مؤلمة وبالتحديد بعدما أفلس بنك “انترا “في بيروت، والذي كان يضع فيه كل أمواله، وأصيب بعد سماع الخبر بحالة من الاكتئاب، ولم تكن الوفاة بسبب أمراض المعدة كما كان معتقدًا قبل ذلك وهو ما كشفته صديقته الفنانة زمردة التي كشفت بعد وفاته بأيام قليلة أنه كان يعاني من أمراض القلب منذ 10 سنوات، وأن إخفاءه هذا السر كان متعمدًا حتى عن أقرب الناس لديه، حتى لا يتهرب منه المخرجون والمنتجون ويبعدوه عن أفلامهم! وفي 5 يوليو 1968 فارق الفنان الكوميدي الكبير عبدالسلام النابلسي الحياة ولم تستطع زوجته تدبير مصاريف الجنازة، وأنقذ الموقف صديق عمره الفنان فريد الأطرش الذي حزن لفراقه وتألم لنهايته المأساوية. وعلى رغم مرور52 عامًا على رحيل الضاحك الباكي، النابلسي، فإن أدواره الجميلة ما زالت خالدة في ذاكرة السينما وجمهورها، كما ظلت عباراته الشهيرة وإفيهاته المضحكة حاضرة وبقوة يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن يرون فيه قيثارة الضحك التي لن تتوقف عن العزف مهما مرت السنين، ومهما تبادل عليها عشرات الفنانيين.