+A
A-

الحنين إلى الحديقة المائية في المنامة رغم المكعبات الإسمنتية!

كانت الحديقة المائية في العاصمة المنامة بالسابق بالنسبة لأبناء جيل السبعينات حتى التسعينات من أجمل الأماكن الترفيهية هناك لما تقدمه الحديقة آنذاك من ألعاب وأماكن خضراء جميلة للترفيه، والجلوس وسط الحشائش الخضراء، أو تناول الوجبات واللعب في البحيرة الاصطناعية في المراكب الصغيرة وغيرها.


تعتبر الحديقة أول حديقة مائية في البحرين، وكانت ذات صيت عالٍ بألعابها الشهيرة كالجوكر وبيت الرعب ومطار التنين الطويل وأيضا قطار الرعب ولعبة تصادم السيارات بالإضافة إلى ركن الدواجن والجيوانات الأليفة التي كانت في شمال الحديقة، بالإضافة إلى الألعاب المجانية المتنوعة والتي كانت توفر العديد من الترفيه آنذاك وأماكن للتصوير في أيام الإجازات، وحتى تمتد هذه الذكريات إلى الرحلات المدرسية التي كنا تدفع لاجلها نحو الـ ٥٠٠ فلس مع أخذ بعض الطعام من البيت والنقود أيضا للعب.


كانت هذه الحديقة بمثابة ”ديزني لاند“ الطيبين بمعنى الكلمة بعيدا عن التكنولوجيا اليوم التي احتلت عقول الأطفال، ولعل انتشار الكورونا قد زادهم تعلقا بها!


ربما اندثرت فكرة الحدائق الكبيرة المفتوحة في بعض الدول، وتم استبدالها المغلقة كما هو الحال في أبوظبي ودبي، لكن مميزات الحدائق المفتوحة أفضل بكثير، وخصوصا أن الحديقة المائية كانت مميزة بمساحتها وتنوع ما بها إلى جانب الألعاب، فالمسطحات الخضراء والمماشي والمياة والأجواء الطبيعية التقليدية فيها تعتبر متنفسا طبيعيا يحبه القلب وكذلك طبيعة البحيرة والتي كنا فيها نطعم البط والطيور البحرية كانت تعطي روحا لها إلى جانب الأرجوحات وغيرها بالرغم من عدم صيانتها لعدة سنوات، لكنها دخلت مؤخرا مرحلة تطوير شاملة، ووعدت وزارة الاشغال والبلديات والتخطيط العمراني بتطويرها وإعادة تأهيلها والحفاظ على جميع الأشجار والبحيرة الموجودة، وتنفيذ تصميم جديد بتوفير مساحة العاب للأطفال بمختلف الأعمار، وتتضمن عملية التطوير عمل ممشى وجلسات مظللة للعوائل وتوفير مسطحات خضراء، تخصيص مساحة للاستثمار، مواقف للسيارات ومبانٍ خدمية بالإضافة إلى إنشاء سور محيط بالحديقة وبحسب آخر تصريح رسمي من الوزارة هو انتهاء 47 % من أعمال المرحلة الثانية من تطوير الحديقة المائية، خصوصا أن المشروع من المشاريع الترفيهية المهمة في مملكة البحرين.


الحنين إلى الحديقة تتمثل في رؤية لعبة الجوكر من الشارع المحاذي للحديقة، ومشاهدة أيضا الأضواء الجميلة حوله، والأشجار بعيدا عن مكعبات الإسمنت التي تطغى على حياتنا، فهي المكان المريح للنفس للعائلة وخصوصا الأطفال وكبار السن والجلوس بين الخضرة والزهور والأشجار خصوصا مع اعتدال الطقس العام، فبالرغم من وجود المجمعات التجارية لا تزال بعض الدول المجاورة كالسعودية والإمارات تولي اهتماما أكبر وتهتم بهذه الحدائق الكبيرة والترفيهية؛ لأن الحنين إليها ترجعك بشرط استمرار صيانتها دائما!