+A
A-

رغم الجائحة... “الحية بيه” حاضرة بأهازيجها

قبل يوم عيد الأضحى - أي في مساء يوم عرفة التاسع من ذي الحجة - أو في عصرية يوم العيد العاشر من ذي الحجة، وضمن موروث شعبي قديم في دول الخليج العربي، يكون الأطفال وذووهم على موعد مع رمي “الحيه بيه” في السواحل القريبة من مناطق سكنهم، في احتفالية جميلة ربما ستتغير أو تنخفض أو تنعدم في بعض السواحل هذا العام؛ بسبب جائحة كورونا ومتطلبات التباعد الاجتماعي.

ومع ذلك، فقد حضرت “الحيه بيه” في العديد من المواقع لدى كثير من الباعة الذين تفننوا في تقديمها سواء على طريقتها القديمة المكونة من أصيص من حصير سعف النخيل، أو من أصايص البلاستيك، وشهدت كما يقول الباعة إقبالًا كما هو معتاد، إذ بيعت كميات كبيرة قبل يومين لكي يمارس الأطفال رعايتها كما ورد في التراث، إذ يتم سقايتها والاعتناء بها قبل رميها في البحر، وعادة ما يردد الأطفال في البحرين والخليج أهازيج معروفة ومشتركة من قبيل “حيه بيه.. راحت حيه.. ويات حيه”، ويضيف عليها أهل البحرين “على درب لحنينية.. غذيناك وعشيناك ويوم العيد في البحر رميناك.. لا تدعين علي.. حلليني يا حيتي”، ويكتفي بعض الأطفال بترديد عبارة “مع السلامة يا حيتي”. ووفق المرويات الشعبية، فإن معنى “الحيه بيه” تعني “أن الحاج سيعود”.. “الحجي بيجي”.. وفيها دعوات لسلامة الحجيج وعودتهم من الديار المقدسة سالمين غانمين بعد أن يؤدوا مناسك الحج، ومهما كانت ظروف الحج والعيد هذا العام، إلا أن حضور “الحيه بيه” واقتنائها من جانب الأهالي، قد لا يرتبط بالتجمع لرميها في البحر عصرية يوم العيد كما يقول بعض المواطنين، بل هي لإسعاد الأطفال ولكي يعيشوا لحظات جميلة مع هذه العادة التي توارثناها أبًا عن جد.