+A
A-

في المزارع... الخير كثير وسوق الأضاحي “منتعش”

في مزرعة جاسم يوسف بالبسيتين، أو في مزرعة عبدالله الدوسري في سند أو في مزرعة فدك في الصالحية وغيرها من المزارع في عراد وبوري والهملة ممن تواجدت فيها عدسة “البلاد” أو تواصلنا معهم بالاتصال، كانت الأجواء تشير إلى أن سوق الأضاحي “منتعش حقًا”! فخلاف توقعات البعض من أن الموسم سيكون “كاسدًا” كما هي حال مختلف القطاعات بسبب جائحة كورونا، وبسبب عدم ذهاب الحجيج إلى البقاع المقدسة، إلا أن الواقع غير ذلك، بل إن بعض الباعة يرون أن موسمهم هذا العام، أفضل بكثير من مواسم السنوات السابقة.

طلبات الجمعيات والأفراد

وليس الجمعيات الخيرية فقط هي التي أنعشت السوق بمشاريع الأضاحي الخيرية التي تنفذها، والتي نشرت إعلاناتها منذ ما يقارب من أسبوعين في مختلف شوارع البلاد، بل هناك الأفراد، من المواطنين والمقيمين، ممن أقبلوا على طلب الأضاحي، فبعضهم أوكل الجمعية أو المقصب بتوزيع “البركة لنيل الثواب”، وبعضهم فضل استلام الذبيحة وتوزيعها على معارفه من المحتاجين، وفي كل الحالات، فالخير كثير كما توضح لنا الصور في هذا التقرير.

تجهيز وتسليم الذبائح

في مزرعة “أبوعلي” بالبسيتين، يحدثنا صاحب المزرعة جاسم يوسف، فيقول إن مزرعته تتعامل مع العديد من الجمعيات التي تتقدم بطلباتها لشراء الأضاحي وبالتالي، تتولى المزرعة تجهيز الذبائح وتسليمها للجمعيات أو القيام بمهمة توزيعها على المحتاجين، وبالطبع هناك أفراد من البحرينيين أو من الجاليات المقيمة، ولا يشعر بأن هناك فرقا في الإقبال هذا العام بسبب جائحة كورونا، فالحركة كما هي والأضاحي متوفرة، والإقبال الأكبر على الخروف الصومالي الذي يبلغ سعره 65 دينارًا تشمل الذبح والتوزيع بأوزان من 14 إلى 16 كيلوغراما، ويتم الذبح في المسالخ المرخصة الرسمية التي تنطبق عليها الشروط الصحية، ويتم نقلها في ثلاجات حفاظًا على جودة اللحم.

شروط الأضاحي وأسعارها

وتشمل الأضاحي “بهيمة الأنعام” وهي الإبل، البقر، الغنم، الضأن، لكن الإقبال الأكبر هو على الغنم، وللأضحية شروطها وفق الشريعة الإسلامية، وأولها أن تكون سليمة لا عيوب فيها، فلا تصح الأضحية بخروف أعور أو شاة مكسورة الرجل على سبيل المثال، كما أن لكل منها “شرط السن”، فالإبل تصح في عمر ست سنوات، والبقر والغنم في عمر ثلاث سنوات، والضأن في سنته الثانية، ونادرًا ما يتم التضحية بالإبل كما يقول الباعة لثمنها الباهظ، وكذلك بالنسبة للأبقار خصوصًا الصومالية، حيث تتراوح أسعارها ما بين 450 إلى 700 دينار وأوزانها ما بين 150 إلى 250 كيلوغرامًا. أما الخروف النعيمي أو “البلدي”، فتبدأ أسعاره ما فوق 100 دينار وقد تصل إلى 170 دينارا كحد أعلى. أما الخروف الصومالي والسوداني، فيترواح بين 55 إلى 70 دينارًا، وهناك الخروف السوري بسعر 120 دينارا، و30 إلى 40 دينارا للخروف الأسترالي، وأوزانها تتراوح بين 15 إلى 18 كيلوغراما.

في مقصب الهملة

رغم حرارة الطقس والتي تراوحت في الأيام الماضية بين 35 إلى 45 درجة مئوية، إلا أنه ومنذ الصباح الباكر حتى وقت الظهيرة يمكن مشاهدة توافد المشترين على المزارع الكبيرة للأغنام والأبقار، وبالطبع، تزداد الحركة عصرًا، ويشير المزارع سلمان إبراهيم “صاحب مزرعة سلمان للمواشي” إلى أن الإقبال ممتاز، والمواشي متوفرة، خصوصًا الخرفان الصومالية والعربية والأبقار، والأسعار تختلف وفق الأوزان، إلا أن الغالب على الإقبال هو على الخرفان النعيمية والصومالية، فالأولى أسعارها لدينا بين 145 إلى 170 والثانية بين 55 إلى 60 دينارًا. أما الأبقار، فسعرها بين 450 إلى 700، وبالنسبة لي، لا أجد تأثيرًا لكورونا على السوق في مثل هذا الموسم.