+A
A-

“اضطراب” يصيب الأفراد الأكثر ذكاء في العالم

قالت استشاري أول الطب النفسي ورئيس مستشفى الطب النفسي بوزارة الصحة، شارلوت عوض كامل، إن الاكتئاب ثنائي القطب هو أحد الاضطرابات النفسية التي تصيب الجميع نتيجة لعوامل متعددة تتشارك كلها وتؤدي لظهور المرض، مشيرة، الى أن اسباب التعرض له قد تكون من عوامل جينية “وراثية” تتداخل مع العوامل البيئة المحيطة وسمات الشخصية لكي يظهر الاضطراب النفسي، منوهة إلى ان اضطرب ثنائي القطب يصيب الافراد الاكثر ذكاء في العالم، إذ ان عددا كبيرا من المبدعين من الرسامين والموسيقيين والكتاب كانوا يعانون من اكتئاب ثنائي القطب.

وأوضحت كامل في تصريحات خاصة لـ “البلاد” أن اضطراب الاكتئاب الثنائي القطب، يشمل تقلبات المزاج ما بين الاكتئاب والفرح الزائد أو الهوس أو التوتر والعنف إلى درجة أكثر بكثير مما يحدث عند أغلب الأشخاص العاديين في حياتهم اليومية، مبينة، أن من أعراضه وأنواعه الشعور بالكآبة الشديدة واليأس “الاكتئاب” والشعور بالبهجة “الهوس” أو الشعور بالكآبة مع عدم الاستقرار وازدياد النشاط كما في النوبة “الهوسية” في نفس الوقت، مشيرة إلى انه يعاني الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب من نوبات الهوس والاكتئاب كليهما، ألا أن البعض يعانى من نوبات الهوس فقط، مبينة أن اضطراب المزاج الدوري (تقلبات المزاج) ليست شديدة كما هي في حالة الاضطراب ثنائي القطب ولكنها تدوم لفترة أطول في بعض الأحيان قد تتطور هذه الحالة إلى مرض الاضطراب الثنائي القطب، موضحة، أن المرض يصيب نحو من 2.8 % إلى 3 % اشخاص عالمياً، وعادةً يبدأ اثناء فترة الشباب المبكر في العشرينيات إن فرص الإصابة بين الرجال والنساء متساوية.

وعن إعراض المرض، قالت: جميعنا نشعر بالاكتئاب من وقت لآخر. حتى انه يساعدنا في بعض الأحيان على التعامل مع بعض مشاكلنا الحياتية، ولكن في الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب السريري أو اضطراب الثنائي القطب تكون حالات الاكتئاب لديهم أشد وتدوم لفترة أطول، كما يصعب عليهم أداء المهمات اليومية والمشكلات الحياتية، مضيفة أن الشخص المصاب بهذا النوع من الاكتئاب على الأرجح يعاني من عدة أعرض، منها الشعور بالتعاسة، نوبات من البكاء، فقدان الاهتمام بالأشياء والاحداث المحيطة حتى لو كانت أحداث سارة، فقدان الاستمتاع بالحياة، فقدان الثقة بالنفس، لوم النفس والإحساس بالذنب، الشعور باليأس وعدم الجدوى، وقد تظهر لديه أفكار انتحارية.

وأوضحت أن اعراض المرض في فترات الهوس، هي حالة معاكسة للكآبة، حيث يشعر الشخص بأنه يتمتع بطاقة عالية وتفاؤل أكثر من الطبيعي والشعور بالصحة الممتازة، وكلما اشتد هذا الشعور يمكن للشخص المصاب أن يفقد الاتصال بالواقع فيفقد القدرة على الحكم المنطقي يتصرف بطريقة مخجلة ومؤذية، وفي بعض الأحيان يقوم بتصرفات خطرة كالسياقة بسرعة جنونية وكسر الإشارات الحمراء وفقدان السيطرة على الاعصاب فيبدأ في افتعال الشجار مع من حوله، ويؤدي ذلك إلى استحالة العيش والتعامل مع من حوله بصورة هادئة، وتكون النتيجة تدمير العلاقات الشخصية كالانفصال أو الطلاق بين الزوجين في فترات الغضب الشديد نتيجة المرض أو فقدان العمل.

وأشارت إلى أن العلاجات تكون بالأدوية، ويشمل ذلك مثبتات المزاج والمهدئات في المراحل الأولى لحين استقرار الحالة ومتابعة العلاج تحت الإشراف الطبي وعدم التوقف عن اخذ الدواء الا بمشورة الطبيب المسؤول، حيث يقوم بتقييم الحالة النفسية بصورة دورية ونصح المريض بالاستمرار أو عدمه بحسب الحالة، مضيفة أنه إضافة إلى الدواء هناك العلاجات النفسية والسلوكية وخصوصًا في فترات الاكتئاب، حيث يكون للعلاج المعرفي النفسي فائدة كبيرة للمريض لتغير الافكار والمشاعر والسلوكيات السلبية إلى إيجابية من خلال 6 إلى 8 جلسات أسبوعية، وكذلك الإرشاد النفسي لإفراد الأسرة المحيطة بالشخص.