+A
A-

لماذا نحتفل بالأيام الدولية ومنها يوم الضمير؟

تبنت الأمم المتحدة الاحتفالات بالأيام الدولية كأداة قوية لنشر الوعي، إذ يعطي كل يوم دولي فرصة للعديد من الجهات الفاعلة لتنظيم الأنشطة المتعلقة بموضوع اليوم، حيث تعد الأيام الدولية مناسبات لتثقيف عامة الناس حول القضايا ذات الأهمية، ولتعبئة الموارد والإرادة السياسية لمعالجة المشاكل العالمية والاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها.

وترتبط موضوعات الأيام الدولية دائمًا بمجالات العمل الرئيسية للأمم المتحدة، وهي: صون السلام والأمن الدوليين وتعزيز التنمية المستدامة وحماية حقوق الإنسان وضمان القانون الدولي ودعم العمل الإنساني.

ويعتبر اليوم الدولي للضمير من بين الأيام الدولية التي اعتمدتها الأمم المتحدة مؤخرا استجابة لمبادرة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وذلك بناء على مشروع قرار تقدمت به مملكة البحرين باعتماد يوم الخامس من أبريل من كل عام يوماً دولياً للضمير، بهدف تحفيز المجتمع الدولي على حل النزاعات بطريقة سلمية.

واشتملت ديباجة القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن اعمال الدورة الثالثة والسبعين التي عقدت في شهر يوليو 2019، على أسباب اعتماد هذا اليوم ليضاف إلى أجندة الأيام الدولية، حيث بينت أن اعتماد الخامس من أبريل يوماً دولياً للضمير، يأتي كوسيلة لتعبئة جهود المجتمع الدولي بانتظام لتعزيز السلام والتسامح والادماج والتفاهم والتضامن من أجل بناء عالم مستدام قوامه السلام والتضامن والوئام.

وأضافت أن ثقافة السلام تمثل مجموعة من القيم والمواقف والتقاليد والعادات وأنماط السلوك وأساليب الحياة بحيث تجسد في مجموعها تعبيرا عن احترام الحياة واحترام البشر وحقوق البشر، مع رفض العنف بكل أشكاله، والاعتراف بالحقوق المتساوية للجميع والتضامن والتعددية وقبول الاختلافات والتفاهم بين الأمم.

وأوضحت أن تشجيع ثقافة للسلام هدف جدير بأن يسعى إليه المجتمع الدولي، من خلال بناء دفاعات للسلام في عقول البشر، تتأسس على التضامن الفكري والمعنوي للبشرية، مشيرة إلى أن بناء ثقافة للسلام يتطلب عملا تربويا وتثقيفيا واجتماعيا ومدنيا شاملا، يتاح من خلاله لكل شخص أن يتعلم ويعطي ويشارك، لجعل ثقافة السلام جزءا من الثقافة المترسخة في أفئدة الناس وعقولهم.

وقد دعت المنظمة جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأفراد، إلى الاحتفال بهذا اليوم على النحو المناسب، بما يدعم بناء ثقافة السلام بمحبة وضمير وفقا للثقافة السائدة في مجتمعاتها المحلية والإقليمية.

وحثت الأمم المتحدة، جميع الدول الأعضاء على مواصلة تعزيز ثقافة السلام بمحبة وضمير من أجل المساعدة على ضمان تحقيق السلام والتنمية المستدامة، بطرق تشمل العمل مع المجتمعات المحلية، من خلال تقديم الخدمات للأخرين والتشجيع على العفو والتراحم بين الأفراد.

وبالإضافة إلى زيادة الوعي بالقضايا على جدول أعمال الأمم المتحدة، تستخدم المنظمة الدولية هذه المناسبات لإسداء المشورة للدول بشأن الإجراءات المتخذة لمعالجة المشاكل الخطيرة التي يتمحور حولها الكثير من هذه الاحتفالات.

وتُعد الاحتفالات الدولية (والتي تشمل أيضًا الاحتفال بالأسابيع والسنوات والعقود الدولية) من أكثر الصفحات زيارة على موقع الأمم المتحدة، والتي تتوفر على شكل موقع مختص لكل يوم دولي وبالغات الرسمية الست للأمم المتحدة.

ويقاس التفاعل الشعبي مع مواقع الأيام الدولية كمؤشر على الاهتمام الذي يجتذبه موضوع معين في كل جزء من العالم، ولمعرفة ذلك الأثر، يستطلع القائمون على الموقع مستوى المشاركة التي تتلقاها هذه الاحتفالات في مناطق ولغات مختلفة في العالم.

وقد نال الاحتفاء بيوم الضمير الدولي اهتماماً واسعاً على مستوى العالم، إذ حظي بتفاعل ومشاركات كبيرة على مستوى العالم من جانب الشخصيات الدولية والفعاليات السياسية والحقوقية والاجتماعية والنخب الفكرية، والتي أكدت أهمية الاحتفال بيوم الضمير الدولي، في توجيه الأنظار إلى ضرورة تعزيز القيم الانسانية المشتركة، التي تهدف إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار، لاسيما في ظل ما يمر بها العالم بسبب تفشي وباء “كورونا” المستجد، إذ تتجلى أهمية قيمة الضمير في تحقيق التضامن والتعاون المطلوب لمواجهة هذا التحدي العالمي.