+A
A-

العملات الورقية.. تصاميم وأشكال وقيم جمالية وتاريخية

جمع العملات الورقية.. هواية تتخطى الفواصل الجغرافية والعرقية واللغوية والدينية، ولها جذور موغلة في القدم، وإذا كان فهم الإنسان للكون المحيط به عن طريق تفسيرات الثقافات والحضارات المختلفة المتعاقبة، فإن للعملات دورا مهما في معرفة القيم الجمالية والتاريخية، كما أنها تعكس تطور بعض الحضارات.

في دولنا الخليجية تزدهر هواية جمع العملات الورقية ازدهار كبيرا ونراها في تناول نخبة من المواطنين على اختلاف مستوياتهم الثقافية والعلمية وتباين أعمارهم وميولهم ومهنهم، البعض يحتفظ بها كإرث تاريخي ومن النوادر، والبعض الآخر يتاجر بها عن طريق البيع وبأسعار مرتفعة جدا، أو للمبادلة، وشخصيا التقيت بالكثير من هواة جمع “الانتيك” ووجدت عندهم منجما ثريا من العملات الورقية النادرة منهم أحمد عواد، وصالح الحسن، وحافظ عبدالغفار، وعبدالجليل أحمد، وعبدالله السهلي، وعلي مساعد، وغيرهم.

ميزة العملة الورقية أنها تكشف عن جوانب عديدة تتعلق بالتراث والهوية والمطابع وتأخذك في رحلة عبر التاريخ القديم، لترى “رهافة الحس الفني” وعلى القدرة الإبداعية، أجل. فالعملة الورقية تشبه الفن التشكيلي تماما، وكثيرة هي الشواهد المادية التي وصلتنا من العصور التاريخية القديمة تعبر عن العلاقة الوطيدة بين التشكيل والعمارة كتشييد المباني والقصور ورسم العملات.

ففي العصور العربية الإسلامية استمرت العلاقة الحميمية والتعاون المثمر في عملية التركيب والتأليف بين العمارة والتشكيل، ومجمل الأنشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛ لأن الفن هو الذي يوصلنا إلى التعرف على مبادئ المجتمع وفلسفته، ويعمل على تهذيب الإنسان وصقله، والفن في هذه الحالة سابق على العلم، وعن طريق الفن والتسجيل تمكن العلماء والباحثون من تحديد معالم مختلف الحضارات وتوصلوا عن طريقها إلى الكثير من النظريات الرياضية والعلمية التي خلفها القدماء.

إذًا، هواية جمع العملات الورقية ليست مجرد هواية، وإنما نشاط إنساني له دلالة على الجوانب الإبداعية على اختلاف أشكالها وأنواعها، في مشارق الأرض ومغاربها.

في تقريرنا هذا نستعرض مجموعة من العمل الورقية اخترناها عشوائيا لنبين فقط التصاميم والأشكال ومقتضيات الفن والجمال.