+A
A-

استعدادات مهرجان “البحر الأحمر السينمائي”

سينطلق مع بداية شهر مارس المقبل من قلب المدينة التاريخية في جدة، مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي يعتبر تظاهرة سینمائیة دولیة، مع الانفتاح الفني السينمائي، مع عودة نشاط عروض السینما العامة إلى المملكة العربية السعودية من بعد 3 عقود من الغياب.

وتركز العروض على المواهب السعودية الصاعدة، والأعمال العربية الجديدة، إضافة إلى الأنماط السينمائية الحديثة في السينما العالمية، وهو من تقديم مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي التي تأسست العام 2018، ويشرف عليها مجلس أمناء يرأسه أول وزير ثقافة سعودي سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، فيما يشغل المخرج والمنتج محمود صباغ منصب المدير التنفيذي للمؤسسة.

ويقع مقر المؤسسة في الحي الشمالي للمدينة التاريخية بجدة، تحديدًا في بيت زينل "بيت هولندي"، الذي يصنف كعقار تراثي إنساني عالمي، إذ يعد أول مبنى اسمنتي مسلح تم تشييده في مدينة جدة العام 1929.

وتضطلع المؤسسة بمهمة خلق نظام إيكولوجي صلب لقطاع السينما والأفلام، يعزز من نمو الصناعة والثقافة السينمائية، عبر تقديم مبادرات رئيسة، هي: معمل أفلام البحر الأحمر لتأهيل مشاريع الأفلام الطويلة على مدار العام، ومبادرات الصناعة التي تصدر من خلال ذراعها الخاص بالمعارض سوق أفلام البحر الأحمر.

وسيكون المهرجان بمثابة نقطة تحول مهمة للملكة والسينما العربية والعالمية عبر المنتجات السينمائية التي ستقدمها، التي تتنوع منتجاتها بین العروض السینمائیة، لقاءات الصناع، برامج السوق ومبادرات الصناعة، الى جانب حفلات الموسیقى الحیة، العروض التفاعلیة، المأكولات البدیلة، وفُرص التقاء نماذج انسانیة مختلفة من كل اطراف العالم، كأغنى التظاهرات السينمائية تنوعًا في المحتوى، واكثرها حداثة في روزنامة المهرجانات الدولية.

ويقول مدير المهرجان محمود صباغ: إن ملامح السينما السعودية بدأت تتشكل بشكل ملاحظ، في الوقت الذي أعلن فيه عن برنامج “سينما السعودية الجديدة” كمنصة لتقديم المواهب الجديدة التي ترسم ملامح المشهد السينمائي في السعودية، وتستعد للانطلاق بأعمالها إلى العالم، واكد أن السينما في المملكة تشق طريقها بمبادرات ذاتية من صناعها، وتحدث عن حجم التسامح على الرقابة في السينما التجارية.

وشدد صباغ على أهمية النقد كالعامل مساعد لصانع الفيلم في تجويد محتواه، وقال في لقاء اذاعي أخيرًا "نحن نحاول في المهرجان أن نعطي توازنا في الأصوات، الفكرة أن نعطي الفرصة لمزيد من الأصوات النسائية، 5 مخرجات، هن: جواهر العامري، فاطمة البنوي، نورا الأمير، هند الفهاد، سارة مظفر السبيعي. كل واحدة عملت فيلما خاصا بها بلغتها وبصوتها، هذه الـ 5 أفلام سوف تدمج في فيلم طويل، وستعرض لأول مرة للجمهور المحلي والعالمي في مارس".

وسيقدم المهرجان الكبير قائمة أفلام طويلة تضم 107 مشاركة في البرنامج الرسمي للمهرجان، إذ تضم أفلامًا روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، بما فيها 16 فيلمًا في المسابقة الرئيسة، و7 أفلام خارج المسابقة، و15 فيلمًا في برنامج العروض الكلاسيكية، و3 أفلام في برنامج أجيال، و5 أفلام تفاعلية تشمل تجارب الواقع الافتراضي، و11 فيلمًا في سينما السعودية الجديدة، و13 فيلمًا في مسابقة الأفلام القصيرة، و23 فيلمًا في برنامج مخصص لأفضل إنتاجات العام، و17 فيلمًا تجريبيًا، ومشروعًا إنتاجيًا خاصًا يضم 5 أفلام قصيرة لمخرجات سعوديات.

ويستضيف المهرجان سلسلة من الندوات والمحاضرات السينمائية التي تهدف إلى تعزيز الوعي وتنويع الذائقة السينمائية، وتشجيع وإلهام الجيل الجديد من المبدعين، بمشاركة نخبة من رواد السينما العرب والعالميين، بمن فيهم: خيري بشارة، ويسري نصرالله، وسبايك لي، وويليام فريدكن، وأبيل فيرارا.

وسيستضيف المهرجان الدولي معرض “عندما حلم فليني ببيكاسو" في دورته الافتتاحية، بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد المخرج الإيطالي الكبير فيدريكو فليني، إذ ستنطلق فعاليات المعرض في الـ 14 من مارس 2020، بالتعاون مع وزارة الثقافة السعودية والسينماتيك الفرنسي ولمدة شهرين.