+A
A-

طهران تتكتم على “كورونا” وتقمع الإعلام

اتهمت منظمة “مراسلون بلا حدود” النظام الإيراني بالتكتم حول انتشار فيروس كورونا وعدد الضحايا، وذلك من خلال عدم الشفافية وقمع الإعلام المستقل في البلاد.

وأصدرت المنظمة بيانا، أمس الأربعاء، أدانت فيه الحملة على وسائل الإعلام والصحافيين الذين يحاولون نشر المعلومات حول انتشار الفيروس بشكل مستقل، مؤكدة أن “نظام طهران يحاول إخفاء معلومات عن حقيقة انتشار الفيروس”.

إلى ذلك قال مدير قسم إيران وأفغانستان في “مراسلون بلا حدود”، رضا معيني، إن “إيران أثبتت خلال أحداث عام مضى أنها تعتمد سياسة التكتم إن كان فيما يخص أزمة الفيضانات إلى عدد قتلى ومعتقلي احتجاجات نوفمبر أو حتى حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية”.

كما أكد معيني أن “سياسة التكتم على المعلومات تؤدي إلى خطر زيادة الوفيات”، مضيفا: “من حق الناس الوصول إلى المعلومات الكافية والصادقة والمستقلة والمتعددة، وهو أمر تم التأكيد عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهذا هو الحل الأنجع لحماية الناس ومحاربة الإشاعات”.

وذكرت المنظمة أن انتشار الأنباء عن تفشي “كورونا” في قم بشكل مفاجئ أظهر أن الفيروس منتشر بشكل واسع والسلطات تحاول إخفاء هذه الحقيقة، مشددة على أنه “منذ ذلك الحين رفض المسؤولون الإيرانيون مراراً تقديم إحصائيات دقيقة عن المصابين أو الذين لقوا حتفهم بسبب الفيروس، ومنعوا الصحافيين من القيام بواجبهم الإعلامي”.

إلى ذلك، أفادت أن السلطات قامت، الأحد الماضي، باستدعاء الصحافي المستقل، محمد مساعد، واستجوبته استخبارات الحرس الثوري بعد أن نشر أخبارا وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي حول كورونا، كما قامت بإغلاق حساباته على تويتر وتلغرام بعدما استحوذت على هاتفه وحاسوبه.

هذا وعبر العديد من الصحافيين والمواطنين عبر مواقع التواصل عن احتجاجهم على الرقابة والتكتم وسوء إدارة أزمة انتشار كورونا في إيران.

إلى ذلك أعلنت إيران، أمس، عن تسجيل 4 وفيات جديدة لدى مصابين بفيروس كورونا المستجد من بين 44 حالة جديدة سُجلت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 19 حالة والإصابات إلى 139.

وسُجلت 15 إصابة جديدة بفيروس كوفيد-19 في مدينة قم في إيران، و9 في جيلان، و4 في طهران، و3 في خوزستان، واثنتان في كل من سيستان وبلوشستان وكهكيلوية وبوير أحمد وفارس وواحدة في مركزي وكرمانشاه وأردبيل ومازندران ولورستان و سمنان وهرمزجان.

من جهته، دعا وزير الصحة سعيد نمكي، أمس، الإيرانيين إلى الالتزام بتعليمات الوزارة وإلا ستضطر الأخيرة إلى عزل مدن بأكملها، مؤكداً في الوقت عينه أن الحكومة بدأت بالسيطرة على الفيروس.

واعتبر أن شفاء عدد من المرضى من الفيروس خلال الأيام الماضية يدل على سيطرتنا على هذا المرض. وأضاف: “قمنا بتعبئة وتهيئة كل إمكانياتنا في هذه الأيام لمواجهة فيروس كورونا.” وقال: “بدأنا بالسيطرة بشكل كامل على الفيروس”.

فيما شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني على ضرورة ألا يصبح كورونا “سلاحا في يد العدو” يمنع العمل والإنتاج في إيران.

ونقل الموقع الرسمي للرئاسة عن روحاني قوله “يجب عدم تحويل الفيروس إلى سلاح في يد أعدائنا لتعطيل العمل والإنتاج في البلاد”.

إلى ذلك، قال ابن إحدى ضحايا فيروس كورونا في إيران إن السلطات الإيرانية أخفت موضوع تفشي الفيروس في مدينة قم.

وانتقد الشخص الذي يدعى رضا في مقابلة مع إذاعة “فاردا” الناطقة بالفارسية من التشيك، أن الحكومة لم تكن صادقة بشأن تفشي فيروس كورونا وأن السلطات أخفت تفشي المرض بسبب الانتخابات البرلمانية في 21 فبراير.