+A
A-

جمال: البحرين شريك دولي بمكافحة الإرهاب وقطع تمويله

استضاف مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة يوم أمس، الوزيرة المفوضة بوزارة الخارجية والممثلة الرسمية السابقة للتحالف الدولي ضد “داعش” نانسي جمال بحلقة نقاشية مهمة حول “نهج شامل لمكافحة الإرهاب: دراسة حالة عن التحالف الدولي ضد داعش”.

ورحب رئيس المركز الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة بجمع الحضور، مؤكدا استمرار “دراسات” في دوره البحثي والتنويري، واستضافة الندوات التي تمثل إضافة للفكر الاكاديمي والسياسي والإنساني.

وتستذكر نانسي جمال البدايات بقولها، في العام 2014 (بمدينة جدة) تم تأسيس التحالف الدولي ضد داعش بحضور 12 دولة منهم البحرين، وفي نوفمبر 2014 اعلن الدفاع الأمريكي اكتمال تسديد 800 هجمة جوية ضد معاقل التنظيم، وفي نفس الشهر استضافت البحرين أول مؤتمر يخص عمليات التحالف، وبنفس الفترة استضافت المغرب مؤتمراً يعني بالإرهابيين الأجانب بداعش.

في 2015 اطلق كتابه الذي يستعرض خلاله فكره الايديولوجي والذي يختلف عن القاعدة، مع ارتفاع عدد الشركاء الدوليين ضد التنظيم بنفس العام الى 65 شريكا، وفي العام 2016 ارتفعوا الى 68 شريكا، وفي العام 2020 وصل الشركاء الى 82 شريكا.

وعن بدايات التنظيم، تقول نانسي”النشوء كان في العراق وسوريا، ثم انضم لاحقا له أربعة فروع، وفي العام 2016 أصبحت سبعة فروع، وفي العام 2018 اصبحوا ثمانية فروع و22 شريكا من تنظيمات إرهابية أخرى، من مختلف دول العالم، الأمر الذي كان يمثل تهديداً للأمن الوطني للدول، والذي حفز دول أخرى للمشاركة والانضمام للتحالف الدولي.”

وتتابع” في العام 2015 تم تحرير تكريت، وفي العام 2017 تم تحرير الرقة والموصل، وفي العام 2018 تم تحرير العراق بشكل كامل من داعش، حينها تم اجتماع دول التحالف بالكويت لإعادة الاعمار ومن ثم إعادة الاستقرار، وفق آلية وُزعت مسؤولياتها على الدول الأعضاء”.

وتردف عن مشاركة البحرين قائلة “ البحرين من الشركاء المؤسسين ضد داعش، وهي شريك في المجموعات المصغرة، والاتصال، ومكافحة التمويل، والعسكرية، واعتبارها مركزاً لاستضافة المؤتمرات المرتبطة بالتحالف، والتي انطلقت منها لاحقا “وثيقة المنامة” كنواة عمل في مكافحة تمويل الإرهاب، مما ساهم بتغيير الكثير من المفاهيم الدولية بهذا الجانب”.

وتقول” الجهات الحكومية البحرينية شريك فاعل بصياغة هذه الرؤية، ولقد انتدبت البحرين خبراتها الوطنية بهذا المجال، بوأها لترؤُّس المجلس الاستشاري للتحالف، وأيضاً الممثل الرسمي للتحالف (من نوفمبر 2018 وحتى ديسمبر 2019) ولقد ثمن وزير شؤون الدولة للدفاع البريطاني مايكل فالان شراكة البحرين بمحاربه تنظيم داعش”

وتكمل نانسي “ من أصل 82 شريكا ، 41 شاركا في الجهد العسكري، وكان داعش باسط السيطرة حينها على قرابة 8 ملايين نسمة، ومع العمليات العسكرية النوعية، نجح التحالف بتحرير 7.7 ملايين شخص من سيطرة التنظيم، وبمقدار 110 آلاف كيلومتر مربع بين العراق وسوريا”.

وتمضي قائلة إن “مقتل البغدادي مثل نجاحا قويا للتحالف، لكنه لا يعني نهاية المشوار في محاربة التنظيم الإرهابي، فإعادة الاستقرار لتلك المناطق يحتاج للمزيد من الوقت، مع تعقد الوضع نظراً للظروف السياسية المتقلبة هنالك”.

وتردف” في يناير 2017 بدأ التحالف استقطب شركاء جدد من مناطق ليست من المنطقة، كأفريقيا وآسيا، لحمايتها أيضا من التغلغل، وفي ديسمبر 2018 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجاح العملية العسكرية على داعش”.

وتقول نانسي” الجهد العسكري يتغير مع تغير الخطر، ولا تزال حتى اللحظة عمليات مستمرة ضد التنظيم، بالرغم من عدم بسطه للسيطرة على الأرض، لكنهم يمتلكون أنفاقا ومخازن تحت الأرض، وهو الأمر الذي حول الجهد العسكري ضدهم الى عمليات اقرب للدفاع الأمني أو مكافحة الإرهاب”.

وعن مكافحة تمويل الإرهاب، تشير بالقول “ لكل مجموعة ثلاثة شركاء مسؤولين عن هذا الجهد، وهم السعودية وامريكا وإيطاليا، وفي المجموعة التي تظم 37 شريكا، بمهمة واضحة هي دراسة المنظومة المالية الدولية لمنع مقدرة داعش وباقي التنظيمات الإرهابي لأن يستغلوا النظام الدولي المالي لدعم اعماله، وفي أوج تواجدهم كانوا يعملون بمجال الخطف والابتزاز، وبيع الشخوص لبقية التنظيمات لبيعهم، وتجارة الرق الأبيض والمخدرات ونظام الضرائب (الحسبة)، بالإضافة لاستغلال عوائد حقول النفط والغاز في الأراضي التي كانت تقع تحت سيطرتهم”.

وتعقب موضحة “كان التنظيم يعمد لدفن مبالغ ضخمة (نقدية) في الصحراء، والى اللحظة لم يتم التعرف على مواقعها بالشكل الكافي، مع وجود محاولات دولية لاسترجاع التحف الأثرية المسروقة من المتاحف العراقية، ولقد تم استرجاع الكثير منها، لكن كثيرا لم يسترجع بعد”.

وتنهي نانسي جمال حديثها بالقول” اكثر من 4.1 مليون عراقي استطاعوا العودة لمنازلهم بفضل عمليات التحرير، و 1.6 مليون لم يستطيعوا لأسباب عديدة، مع وجود التعاون ما بين الحكومة العراقية والتحالف لتمكينهم من العودة لمنازلهم واستقرارهم”.