+A
A-

ساندرا تروي لـ “البلاد” قصة انتحار والدتها

لا تزال “ساندرا.ح.ع” تتذكر تلك اللحظة المفجعة بالنسبة لها ولشقيقتها “أميرة”، وهي من “أفظع اللحظات” حينما رأت والدتهما وهي تودعهما قائلة :”مع السلامة”.. وما هي إلا لحظات حتى كانت “الأم” ممدة والدماء تسيل من جسدها بعد أن رمت بنفسها من الطابق الأول! وأشد من ذلك، هي اللحظة التي نزلت فيها مع شقيقتها إلى الأسفل وقد تجمهر الجيران في ذهول وصدمة أمام مشهد لا يغيب عن ناظريها منذ السادس عشر من ديسمبر 2019، وهو يوم انتحار الأم.

“ساندرا” البالغة من العمر 12 عامًا وشقيقتها أميرة البالغة من العمر 20 عامًا تعيشان ظروفًا في غاية الصعوبة، فالأب عاطل عن العمل وليس لديه مصدر دخل هو ملاحق بسبب قضايا مالية أودعته السجن، وعمهما الذي يتولى رعايتهما من ذوي الدخل المحدود وليس أمامه سوى توفير الحد الأدنى من متطلبات المعيشة لأسرته ولابنتي أخيه.

ساندرا لا تتكلم اللغة العربية، وكانت تدرس في مدرسة خاصة، تركتها بعد أن لم تتمكن الأم المنتحرة، وهي بحرينية من أصل بولندي، من تغطية الديون والالتزامات المالية لرعايتها ورعاية شقيقتها بعد أن هجرها الأب منذ عامين بعد زواج استمر 20 عامًا، وخلال العامين الماضيين فصلت من عملها، حيث كانت تعمل مضيفة في إحدى شركات الطيران، ثم التحقت بالعمل في مدرسة خاصة، وما هي إلا بضعة أشهر حتى تم الاستغناء عنها.

تراكمت الديون على الأم، فلم تتمكن من توفير متطلبات الحياة للبنتين، ولم تتمكن من الإيفاء بالديون والأقساط التي تراكمت عليها، فلم يكن أمامها سوى إنهاء حياتها أمام ناظري ابنتيها حينما غادرت الدنيا بإلقاء نفسها من نافذة الشقة، لتبقي تحت العلاج في المستشفى لمدة يومين، إلا أن إصابتها البليغة أدت إلى وفاتها.

تواصلت “البلاد” مع عم البنتين الذي عبر عن رغبته في أن يحصل على دعم ومساعدة تمكن البنتين من استكمال دراستهما، مناشدًا وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية والمؤسسة الخيرية الملكية للنظر في حالتيهما وتقديم ما يمكن تقديمه من مساعدة ليكملا حياتهما.