+A
A-

كيت بلانشيت ضد مواقع التواصل الاجتماعي

لا تملك كيت بلانشيت أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. يبدو رأيها في هذا الموضوع واضحاً: “قراري مبني على سببَين: أولاً، يستنزف هذا العالم الوقت بدرجة فائقة. ثانياً، قد يصبح التواصل عبر الإنترنت ضيقاً وسلبياً، وقد يؤجج مشاعر الغيرة أو الغضب من دون التمكن من محاسبة الطرف الآخر وجهاً لوجه. أخشى أن يكون تعلّقنا بمواقع التواصل الاجتماعي مرتبطاً في معظمه بغرورنا الكامن، وأنا أفضّل فصل الغرور عن الأفكار”.

تنصح بلانشيت الممثلين الشباب بوضع غرورهم جانباً: “باعتباري جزءاً من الجمهور، لن أهتم مطلقاً بحياة الممثلين الشخصية. أريد أن أنسى تلك التفاصيل كلها وأغوص في شخصياتهم وفي القصص التي يسردونها. لكن من الواضح أن الإشاعات التي تطلقها صحف الفضائح عن الممثلين تمنعنا من التركيز على العمل”.

فيما يخص التمثيل، تحب بلانشيت الحوار الصادق والمبتكر وتستمتع بالعمل مع خبراء في الفنون البصرية وموسيقيين وكتّاب ومخرجين يستعملون أساليب لها طابع تقليدي. تعاونت كيت مع المخرج تود هاينز في فيلمَي Carol وI’m Not There (لستُ هناك): كان الفيلم الأول كفيلاً بمنحها رابع ترشيح لها لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثلة، بينما أكسبها الفيلم الثاني جائزة “غولدن غلوب” عن فئة أفضل ممثلة مساعِدة. تحب بلانشيت حس الإبداع الذي يتمتع به الفنان الألماني جوليان روزفيلد: اعتبر النقاد فيلمه القصير Manifesto (بيان رسمي) “عملاً فنياً بامتياز”، علماً بأن بلانشيت أدّت فيه 13 دوراً. في شهر مايو الماضي في “كان”، حضرت المهرجان بصفتها رئيسة لجنة التحكيم للمرة الأولى، وسمحت لها تلك التجربة بتكوين رؤية جديدة عن قطاع السينما.

على صعيد آخر، تشعر بلانشيت بقلق شديد بسبب التغير المناخي وطريقة توزيع الثروات في العالم، وتفكر بالفوضى التي أحدثتها الأجيال القديمة وبالمشاكل البيئية والاجتماعية والسياسية التي سترثها الأجيال الشابة. تقول بلانشيت: “أقلق أحياناً بشأن المستقبل لأنني أم لأربعة أولاد وأتساءل غالباً: كيف سيكون العالم حين يصبحون في عمر العشرين أو الثلاثين أو الأربعين؟”.

في الفترة الأخيرة، تأثرت تحديداً بمشاكل اللاجئين. بصفتها سفيرة النوايا الحسنة لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، شهدت على المصاعب الأساسية التي يواجهها لاجئون من جماعة “روهينغيا”. تأثرت بعمق بفتاة عمرها 18 سنة وتسمّيها ليلى: احترق منزل تلك الفتاة وقُتِلت عائلتها وتهجّرت مع طفلها المولود حديثاً. ألقت بلانشيت منذ فترة قصيرة خطاباً خلال اجتماع لمجلس الأمن في الأمم المتحدة وقالت فيه: “أنا أم وقد رأيتُ أولادي في عيني كل طفل لاجئ قابلتُه، كما رأيتُ نفسي في كل أب وأم. كيف تتحمل أي أم رؤية أبنائها في أوضاع مأساوية مماثلة؟ لا يمكن أن تفارقني تجاربهم مطلقاً”.

في الجهة الخلفية من غلاف هاتفها الشفاف، ثمة صور لأولادها الأربعة: ابنها الأكبر داش الذي أنهى للتو امتحانات الدخول إلى المدرسة الثانوية، ورومان البالغ من العمر 14 عاماً، وإيغناتيوس البالغ من العمر 10 سنوات، وابنتها الصغرى إيديث.

يبدأ يومها الاعتيادي في بلدها بإرسال الفتيان الثلاثة إلى المدرسة وينتهي بجلبهم منها. تتقاسم بلانشيت مع زوجها الأعمال المنزلية بالتساوي، ومع ذلك من الشائع أن تواجه الموقف التالي في منزلها: تحمل بلانشيت سلة الغسيل بيديها وتضع الهاتف على أحد أذنيها فيما تناقش مسائل العمل وتحاول في الوقت نفسه تحرير إحدى ذراعَيها لتوقيع بعض الأوراق: “يقول لي الأولاد دوماً إنني لست مضطرة إلى القيام بثلاث مهام دفعةً واحدة، ثم يأتون لمساعدتي على إنهاء ما أفعله”.

تبذل بلانشيت قصارى جهدها للعمل بطريقة فاعلة ومكثفة ومدروسة: “التنظيم هو السبيل الوحيد للتأقلم مع أربعة أولاد وأفضل طريقة لإرضاء جميع الأطراف في العمل”.