+A
A-

التشكيلي بديع بوبشيت: المعارض تملأ في اليوم الأول فقط حاليًّا

عندما تقف أمامك العوائق وتتخطاها محاربًا لأجل الثأر لموهبتك، ولأجل أن تنهض بفنك فتغوص في أعماق المدارس الفنية، وتخرج بسحر لوحاتك وتكون المسيطر على معارض وجوائز الفن، فإنك أمام قصة فنان بحريني عشق الفن فأصبح من أساطيره اليوم، إنه الفنان البحريني التشكيلي بديع بوبشيت الذي تحدث لـ ”مسافات البلاد” عن الفن والمدارس الفنية وأدوات تطور الرسام في البحرين في هذا اللقاء الشائق:

متى بدأ يظهر بك حس الفن التشكيلي؟

اكتشفت نفسي عندما رأيت أستاذي يرسم على السبورة خيولا تجري فتعجبت واقترحت عليه أن يرسمها على جدار المدرسة وبعد هذا الموقف بدأ يظهر بي حس الفن، فعند رجوعي للمنزل رسمت مثلها على الجدار، وهكذا كبرت في هذا البحر العميق.

من اكتشف فيك مهارة الفن؟

في فترة الستينات كان الفنان التشكيلي عبدالعزيز الذي يعتبر من رواد البحرين، يأتي لزيارة والدي فاقترح علي الرسم على لوحه وأعطاني الألوان كانت بداية انطلاقتي في الفن وبعدها تركت الفن واتجهت للموسيقى بسبب أنه لم يكن لدي مكان للرسم في منزلي، فتركت الرسم مدة سنتين تقريبًا وبعدها عدت وكونت فرقة مع فنانين تشكيليين أرادوا التواصل في الفن، وطورنا في الفرقة إلى أن وصلنا وكان عددنا 3 أشخاص فقط.

كيف طورت من نفسك فنيًّا، هل درست الفن أم اعتمدت على نفسك؟

ذهبنا أنا وفرقتي للدراسة في كليات العراق، فواصلت الفرقة الدراسة، أما أنا فلم أوفق فقررت أن لا أتابع وعدت للبحرين ودرست الفن ذاتيا وكنت معلما لنفسي إلى أن وصلت الى المستوى الذي فيه أستطيع تقديم اللوحات.

تعني أن الفنان التشكيلي لا يحتاج لدراسة الفن ليطور من نفسه؟

بل يحتاج، لأن الفنان قد يرسم يوما ويتوقف 3 أيام أما أثناء دراسته سيتعمق في تفاصيل الفن يوميًّا مما سيصقل موهبته.

ما المدرسه الفنيه التشكيلية التي تنتمي إليها؟

أنا أحب التجريد، فالتجريد أفق كبير والمدرسة التجريدية تعطي الفنان سعة في الإدراك وطرح المواضيع وأنا تقريبا مررت على أكثر مدارس الفن التشكيلي فرسمت كثيرًا في الواقعية ثم انتقلت للسيرياليه وكانت صعبه نوعًا ما ثم التكعيبية والآن أرسم في التجريدية.

ما أبرز المعارض التي شاركت بها وأبرز الجوائز التي حصلت عليها؟

شاركت في أغلب المعارض في البحرين مثل معرض البحرين السنوي وفازت لوحتي بأول معرض لي على 50 فنانًا وحصلت على جائزة دلمون وجائزه تقديرية وشاركت خليجيا في معرض الشارقة والرياض والمعرض الدوري بعمان وبيبينالي سعاد الصباح، وفزت بالجائزة كما فزت بالكويت مرتين بجائزة الدانة وشاركت خارج الدول العربية في لندن وبمعرض باريس والصين لدي مقتنيات خاصة في البحرين والكويت والأمارات والسعودية وببريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.

ما مدى تجاوب المجتمع البحريني مع الفن التشكيلي، وهل يحصل الفنان البحريني على الدعم الكافي؟

المجتمع البحريني في زمننا كان مجتمعا مثقفا متجاوبا أي كان له الدافع لحب الفن فكانت المعارض تمتلئ من الصحفيين والأدباء، كما أن الفنان البحريني كان يحصل على دعم واقتناء لوحاته، أما الآن فالوضع اختلف وصارت المعارض تمتلئ في اليوم الأول وباقي الأيام لا يوجد سوى الفنانين التشكيليين.

ما رأيك في حركة الفن التشكيلي في البحرين؟

هنا فنانين كثيرون يحاولون الظهور، ولكن المشكلة أن أي شخص رسم وجها أو خيلا سمى نفسه فناان ولكنني في الحقيقة أعتبره رساما وليس فنانا لأن هناك فرق بين الرسم والفن التشكيلي. فالفن التشكيلي ليس مجرد أن ترسم أي شيء تراه إنما الفن التشكيلي هو أن ترسم لوحه ذات معنى وانطباع جيد، فأنا أرى أن الشباب هنا يستعجلون الظهور من غير إدراك ووعي فالمفترض أن تكون لديهم الثقافة والمعرفة وأن يمروا بجميع مدارس الفن التشكيلي ويتعلموا من الفنانين.

في ظل تزاحم الفنانين التشكيليين، كيف يستطيع الفنان التشكيلي أن يبرز نفسه؟

يستطيع أن يبرز نفسه من خلال المعارض لأن المعارض الفنية هي التي تبرز الفنان وتعطيه التقدم في الفن وعلى الفنان أن يحاكي حركة الفن التشكيلي بالطريقة الصحيحة وأن يكون صبورًا دون استعجال في طرح الأعمال

الفن لا يطعم خبزًا.. ما رأيك في ذلك؟

نعم أتفق فالفن مجرد موهبة وليس مهنه يعتاش منها الفنان وأدوات الفن في الأساس أسعارها مكلفة فلن يكون هناك عائد ومردود مادي جيد للفنان.

 

صالحة مساعد

طالبة إعلام بجامعة البحرين