+A
A-

وزير الخارجية يجري محادثات مع لافروف بشأن تطوير التعاون

عقد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، جلسة محادثات مع وزير خارجية روسيا الاتحادية الصديقة سيرغي لافروف أمس وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى موسكو. وعبر وزير الخارجية عن اعتزاز مملكة البحرين بعلاقات الصداقة الراسخة والوثيقة مع روسيا الاتحادية، وما تشهده من تطور وتنام مستمرين في مختلف المجالات، مؤكدا أن التشاور والتنسيق المستمر بين عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، يعكس العلاقة القوية والحرص المشترك والاهتمام الكبير بتمتين العلاقات وفتح آفاق أرحب للتعاون الثنائي في شتى المجالات.

وأثنى الوزير على الدور المهم الذي تقوم به روسيا الاتحادية لأجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والتوصل إلى حلول دائمة لأزماتها، وجهودها الحثيثة للتغلب على التحديات التي تواجه المجتمع الدولي.

من جانبه، رحب لافروف بزيارة وزير الخارجية إلى موسكو، مؤكدا حرص روسيا الاتحادية على تطوير مختلف أوجه التعاون مع البحرين ودفع علاقات الصداقة بينهما بما يلبي طموحاتهما ويعود بمزيد من النفع على شعبيهما الصديقين، منوها بالجهود البناءة والدؤوبة للمملكة الرامية إلى إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة بما يحقق مصالح جميع دولها وشعوبها استنادا إلى العمل الجماعي والاحترام المتبادل.

كما تم التباحث والتشاور وتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز التعاون الثنائي على المستويات كافة وأهم التطورات الإقليمية والدولية وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وعقد وزير الخارجية مؤتمرا صحافيا مع لافروف، حيث أكد أن العلاقات مع روسيا الاتحادية تأخذ دائما بعدا جديدا، حيث قوة العلاقة والتفاهم المشترك، وأن الاجتماعات بين البلدين دائما ما تكون مفيدة ومثمرة وتعزز العلاقات الثنائية وتدعم العمل المشترك لأجل أمن المنطقة واستقرارها وتنميتها.

وأشار إلى أن زيارته لروسيا الاتحادية والاجتماع مع لافروف يعكس الحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، منوها إلى احتفال البلدين خلال العام المقبل بالذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية بينهما حيث سيتم وضع برنامج بهذه المناسبة المهمة، معربا عن شكره لوزير خارجية روسيا الاتحادية لقبوله الدعوة لزيارة البحرين.

وأكد الشيخ خالد بن أحمد أنه تم إنجاز العديد من الخطوات والمبادرات المهمة على صعيد توطيد العلاقات بين البلدين منذ قيام العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث تم التوقيع على أكثر من 20 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم مشترك، وانشاء لجان حكومية للتعاون، ومجلس أعمال مشترك لغرف التجارة، إضافة إلى التعاون الثنائي في مجالات كثيرة لا سيما في مجالات النفط، والغاز الطبيعي وفي مجال الاستثمار، وانجاز العديد من المشاريع التي تؤكد الثقة المتبادلة وتعزز المصالح المشتركة.

وأوضح أن هناك اتفاقا بين البلدين على تطوير هذا التعاون المشترك وزيادة معدلات الاستثمار بينهما في المستقبل القريب، وعلى تعزيز السياحة وتسهيل إجراءاتها حيث أن البلدين بصدد اتخاذ الإجراءات الإدارية من أجل إلغاء التأشيرات بينهما، وهو ما يعكس الثقة المتبادلة.

وفيما يتعلق بقضايا المنطقة، أضاف وزير الخارجية أن هناك تقاربا بين البلدين بشأن أهمية استقرار المنطقة وتخفيف التوتر فيها، مرحبا بالدور الروسي المحوري في إعادة الاستقرار إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة والقضاء على خطر الإرهاب وإعادة الحياة الطبيعية للمواطنين السوريين الذين اضطروا للجوء خارج أو داخل بلدهم، مؤكدا دعم البحرين لهذا الدور المهم، وعلى ضرورة ضمان عدم وجود أي دور إقليمي غير بناء أو يؤثر على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها.

وشدد وزير الخارجية على حرص البحرين على أمن واستقرار المنطقة والتزامها بالعمل مع حلفائها لأجل هذه الأهداف، مطالبا بعدم اتخاذ أي إجراءات عدائية من قبل أي دولة، متطلعا إلى أن تحرص إيران على استقرار المنطقة وألا تضع نفسها في الجانب الآخر من أي موقف تتخذه دولنا مع الحلفاء تجاه أمن واستقرار المنطقة وحرية الملاحة فيها.

وفيما يتعلق بالمستوطنات الإسرائيلية في دولة فلسطين الشقيقة، جدد الوزير موقف البحرين الثابت الذي يعتبر هذه المستوطنات غير قانونية ولا يجب الاعتراف بها بأي شكل من الأشكال وأن أي تعامل مع هذا الموضوع يجب أن يكون من خلال قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأعرب عن تطلعه لمواصلة العمل مع لافروف على تطوير العلاقة بين البلدين والتنسيق المشترك، مؤكدا أن روسيا الاتحادية دولة محورية في العالم وأن العمل معها لترسيخ الاستقرار هو من أهم الأمور التي تحرص عليها المملكة.

من جانبه، أكد لافروف حرص روسيا على توسيع مختلف أوجه التعاون مع البحرين ولا سيما في مجالات الثقافة والسياحة والتعاون البرلماني، وفي الأمم المتحدة، وتعزيز الحوار والتنسيق بين البلدين من خلال وزارتي خارجيتهما، معبرا عن تقديره لوزير الخارجية على دعوته لزيارة المملكة.