+A
A-

وزير العدل: المملكة نموذج حي في الانفتاح على التنوع الثقافي

برعاية كريمة من عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، نظم مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وجمعية هذه هي البحرين بمركز عيسى الثقافي يوم أمس، مؤتمر دور التعليم في تعزيز التسامح في مملكة البحرين عبر التاريخ (لنتعلم.. لنعمل .. لنكون)، بحضور جمع غفير من ممثلي الأديان، والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، والإعلاميين.

وجاء تنظيم هذا الحدث بمناسبة اليوم العالمي للتعايش السلمي، حيث استعرض فيه فيلم وثائقي عن ثقافة التسامح في المؤسسات التعليمية البحرينية وأثرها الإيجابي على مكونات المجتمع، وعلى تعزيز اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي بين مختلف ممثلي الأديان والعقائد الدينية.

ورحب وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة بالحضور قائلا “إن الرعاية الملكية لهذا الملتقى هي تأكيد للرؤية الملكية السامية في تعزيز قيم التعايش السلمي على أساس من المواطنة والتي يحظاها الجميع، والقيم التي تعكس ما عرف به شعب البحرين عبر تاريخه من وسطية واعتدال”.

وأضاف “إن البحرين على مدى تاريخها الطويل نموذج حيّ في الانفتاح على التنوع الثقافي، مع الحفاظ على الهوية الأصيلة الجامعة، حيث بقيت البحرين على مراحل التاريخ ملتقى حضاريا للأديان ولتعدد الثقافة، وهو ما يعكس درجة التآخي والانسجام النابع من تجذر التسامح في الهوية العربية والإسلامية، باعتباره قيمة إنسانية وحضارية عالمية”.

وتابع قائلا “يأتي هذا المؤتمر ليسلط الضوء على جانب محوري في إرساء قيم التسامح من خلال الترابط المعرفي، ودور الأساسي في نشر ثقافة التسامح، وإبراز أهمية التضامن بين الأفراد، ودوره تنمية الصداقات بين الشعوب، وبناء السلام، ومكافحة العنف، والأفكار المتعصبة، وأن مركز الملك حمد للتعايش السلمي يشكل بدوره ترجمة لجهود مملكة البحرين بقيادة الملك المفدى بتعزيز قيمة الاعتدال، بروح من التآخي والمحبة، بما يصون حقوق للإنسان، ويؤكد حريات الفرد الخاصة”.

من جهته، أكد رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة بكلمة له على أهمية إرساء التعايش السلمي بين البشر.

وأضاف “لقد جاءت مساعي القيادة الحكيمة وعلى رأسها جلالة الملك، لدفع قيم التسامح والتعايش السلمي، من منطلق الأسس التي بني عليها المجتمع البحريني منذ مئات السنين، ورعاها الحكام المتعاقبون من آل خليفة، وحرصهم على تعزيز التعايش السلمي في البحرين والذي يعود بجذوره لأكثر من 300 سنة”. 

وتابع الشيخ خالد بن خليفة “وجميل أن يتزامن الاحتفال باليوم العالمي للتعايش هذا العام، مع احتفالات مملكة البحرين بمرور 100 عام على التعليم النظامي، ولقد كان القطاع التعليمي بالبحرين نبراس النجاح في تهميد الطريق واسعا أمام الانفتاح والتنوع الثقافي والرقي واحترام الثقافات، سمات رئيسة لتآلف مختلف فئات المجتمع، مع تحويلها لمنهاج عمل للارتقاء بعوامل التنمية والأمن والاستقرار في شتى المجالات”.

وأردف “الهداية الخليفية والقلب المقدس لا تمثل أسماء مؤسسات تعليمية فحسب، بل تشكل تاريخا بحرينيا ناصعا من الريادة في التربية والتعليم، بنيت على أسس قوية من التسامح والتعايش السلمي بين مختلف أطياف البشر، فترى المسلم والمسيحي واليهودي والهندوسي وآخرون يجلسون في صف واحد، ينهلون العلم تحت سقف واحد، متآخين، متحابين، لا تمييز بينهم، كلهم إخوة في سبيل كسب العلم والمعرفة”.

بدوره، ألقى الرئيس السابق لجمهورية البوسنة والهرسك حارث سيلايديتش كلمة تحدث فيها الظروف المأساوية التي مرت بها بلاده في السابق، والتي قتل بسببها كثير من المسلمين الأبرياء؛ لأسباب ترتبط بمفاهيم الكراهية والتطهير العرقي والديني.

وأوضح سيلايديتش بكلمة مؤثرة بأن التعايش هو الطريقة للحياة، مضيفا “لقد أثبتنا في البوسنة والهرسك ذلك حين كان الناس يلجأون إلينا قبل تأسيس الأمم المتحدة وفي العصور المُظلمة نفسها”.