+A
A-

جلالة الملك يوجه بتوثيق شامل لمسيرة التعليم تخليدا لذكراها المئوية

تفضـل عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة فشمل برعايته الكريمة، عصر أمس، “مهرجان البحرين أولاً” في نسخته الثانية عشرة للعام 2019، والذي نظمته وزارة التربية والتعليم باستاد البحرين الوطني، والذي خصص هذا العام للاحتفال بمرور 100 عام على بدء التعليم النظامي الحكومي في مملكة البحرين.ولدى وصول موكب جلالة الملك كان في الاستقبال وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، والذي قدم لجلالته وزراء التربية والتعليم بالدول العربية الشقيقة، والمديرين العامين لعدد من المنظمات التربوية الإقليمية والدولية، إضافةً إلى ممثلٍ لجامعة الدول العربية، والذين يحضرون هذا المهرجان الوطني بدعوة كريمة من جلالته، للمشاركة في احتفالات المملكة بمئوية التعليم.

وقد قوبل جلالته بالترحيب والهتاف من قبل الطلبة المشاركين في المهرجان، والذين تجاوزت أعدادهم 30 ألف طالبٍ وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة.

وبدأ الاحتفال بالسلام الملكي، ثم ألقى عرفاء الحفل وهم الطالب عبدالله عبدالجليل من مدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنين، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة المدمجين بالمدارس الحكومية، والطالبتان بلقيس العوضي، وآمنة بوسميط من مدرسة الاستقلال الثانوية للبنات، والطالب جاسم محمد جمعة من مدرسة التعاون الثانوية للبنين، والطالبة رتاج العباسي من مدرسة الحد الثانوية للبنات، كلمة قالوا فيها:

“حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، يشرفنا جميعًا أن نرحب بجلالتكم أجمل ترحيب في هذا المهرجان الوطني السنوي الكبير، الذي يتزامن هذا العام مع احتفالات الوزارة بمرور 100 عام على بدء التعليم النظامي الحكومي، والذي تحول في ذاكرتنا الوطنية إلى حلم سنوي ننتظره بكل شغف، للتعبير عن خالص محبتنا لكم، ولاستعراض جانب من الإنجازات العديدة التي تحققت في ظل قيادتكم الحكيمة، مرحبين بكل الاعتزاز بضيوف جلالتكم في هذا المهرجان الوطني الكبير”.

ثم ألقيت آيات بينات من القرآن الكريم من قبل الطالب: عبدالرحمن مهيدي مطلق من مدرسة الإمام الغزالي الإعدادية للبنين، وهو من الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة المدمجين بالمدارس الحكومية.

 

ثم تفضل جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه بكلمة سامية هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأساتذة الأفاضل،،

أولياء الأمور الكرام،،

أبنائي وبناتي الطلاب والطالبات الأعزاء،، 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

نرحب بداية بضيوفنا الكرام من وزراء ومسؤولين بحقل التربية والتعليم في وطننا العربي، الذين نسعد بحضورهم بداية احتفالات “موسم أفراحنا الوطنية” هذا العام، بمناسبة الذكرى المئوية لانطلاق التعليم النظامي، متمنين لمؤتمرهم، الذي تستضيفه البحرين بالتزامن مع هذه المناسبة الوطنية الهامة، كل توفيق ونجاح، والوصول إلى قرارات نوعية تسهم في تسليح أجيالنا بعتاد المستقبل، استعداداً لتحولاته المتسارعة نحو الاقتصاد المعرفي والرقمي، وبما يحقق النماء والرخاء المستحق لشعوبنا العربية.

وبكل محبة وفخر، أحيي أبنائي وبناتي في هذا التجمع الطلابي السنوي، الذي نحرص على مشاركتهم أفراحه بما يقدمونه من لوحات فنية تعبّر عن تقديرهم وحبهم للوطن العزيز، الذي يسمو بهم، ويحمي مصالحهم، على طريق مستقبلهم الواعد، بإذن الله تعالى.

ومن منطلق اعتزازنا الكبير بإسهامات كل من حمل رسالة التعليم السامية من رجالنا ونسائنا الكرام، فقد وجهنا بتوثيق شامل لمسيرة التعليم الوطنية تخليداً لذكراها المئوية، فهي ذكرى تاريخية عزيزة، جعلت من بلادنا مركزاً للإشعاع الحضاري، والتنوير المعرفي، والبناء المدني، وصولاً لنموذجنا الوطني الحي، بتراثه الإنساني العريق، وبقدرته على العمل والانتاج في كافة المجالات.

وختاما، لا يفوتنا أن نبارك لكم النتائج المتميزة التي حققتها مملكة البحرين مؤخرا، في عدد من المحافل والتقارير الدولية، ويعود فضل ذلك، من بعد الله، للجهود الحثيثة والمتواصلة لكوادرنا التعليمية، واجتهاد طلبتنا وطالباتنا، وحرصهم جميعا على رفع راية بلادنا عاليًا.

كما يسعدنا تقديرًا منا لأبنائنا وبناتنا أن يكون يوم غد إجازة لهم، وكل عام وأنتم بخير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ثم تشرف منتسبو الوزارة بتقديم هدية تذكارية إلى صاحب الجلالة عاهل البلاد، وهي عبارة عن لوحة فنية رسمت خطوطها ونسجت ألوانها الطالبة غدير إبراهيم علي، مستخدمة حواسها وقدرتها على التأمل، حيث تعتبر هذه الطالبة ثمرة طيبة من ثمار دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم النظامي.

ثم تم تقديم أوبريت البحرين أولاً بعنوان “100 عام من التعليم النظامي الحكومي”، والذي تضمن سبع فقرات غنائية، وهي فقرة “الحضارات” من  كلمات الشاعر عقيل علواني وغناء الفنان محمد الحلو، وفقرة “الغوص والتحميده” من كلمات الشاعر إبراهيم الأنصاري وغناء الفنان ناصر السعدي والطالب راشد خالد، وفقرة “فتح البحرين” من كلمات الشاعر عبدالله الرمزان النعيمي وغناء الفنان محمد عبده والفنان محمد الكعبي، وفقرة “الهداية” من كلمات يعقوب يوسف الغنيم وغناء الفنان محمد التميمي، وفقرة “تعليم البنات واكتشاف النفط وتطوير التعليم الفني والمهني” وهي من كلمات الشاعر محمد الجلواح وغناء الفنان محمد البكري، وفقرة  “التطور التعليمي في عهد جلالة الملك حفظه الله” من كلمات الشاعر حسن كمال وغناء الفنانة دنيا بطمة، وفقرة “حمد ملاذ الدار” من كلمات الشاعر يونس سلمان وغناء الفنان حسين الجسمي، وقد تولى تلحين الأوبريت والإشراف العام عليه جاسم محمد بن حربان.

وتخللت الأوبريت مشاهد تمثيلية طلابية تناولت أبرز المحطات المضيئة للمسيرة التعليمية خلال 100 عام.

وفي ختام الحفل وُدع عاهل البلاد بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.

وعلى صعيد متصل، وبمناسبة الأمر الملكي السامي لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالتوثيق الشامل لمسيرة التعليم الوطنية، تخليدا لذكراها المئوية، فقد أعرب وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي عن خالص الشكر وفائق التقدير لجلالته الكريم على هذا التوجيه الملكي السامي الذي يسهم في تخليد الجهود المبذولة عبر مائة عام من التعليم النظامي الحكومي.