+A
A-

عبدالقادر زري: صيحة “ثوب النشل” عادت أقوى من الماضي

عبدالقادر أحمد أو المعروف باسم عبدالقادر زري، رجل قهر ظروف الحياة الصعبة والقاسية من خلال حياكة أثواب النشل، فصنع ثورة في عالم أزياء النساء وطورها بما يواكب مختلف الأجيال في حديث مع عبدالقادر، قال أن سعر ثوب النشل يتراوح من ٣٠٠ دينار إلى ١٠ آلاف دينار، وتختلف الفترة المستغرقة في حياكة الفساتين من أسبوع إلى شهرين وفيما يلي نص الحوار :-

منذ متى بدأت العمل في هذه الحرفة ؟

بدأت هذه الحرفة في سن الخامسة عشر، حينها كنت أزور أحد الأقرباء كل جمعة وهو يمارس  هذه الحرفة،  كنت أراقبه لأتعلم المهنة، وبحكم أنني لم ألتحق بالمدرسة، كنت فور خروجي من الـمـطـوع أذهب لمحل عملي وكان يعطيني بعض الأشغال البسيطة مثل صناعة “القحفية” والخياطة البسيطة، وبعد ذلك تطور الأمر لأنني محترف في الرسم كان الجميع يأتيني ليطلب مني أن أرسم لهم نقشات ليطبقونها

متى فتحت أول محل خاص فيك ؟

في عمر صغير جدًا افتتحت أول محل  لي، عملت فيه بكل شغف وحب، فكنت منذ الصباح الباكر اعمل في المحل حتى صلاة العشاء، وإذا لم ينتهي العمل أجلبه معي للمنزل، ظللت على هذا الحال حتى ذهبت بنفسي للهند لجلب العمالة المختصة في الخياطة

من هم منافسينك في سوق العمل؟

السوق ممتلئ بمختلف خياطين الزري، ولكن ذوي الجودة السيئة والرخيصة، وأنا اليوم اتحدى أي شخص في البحرين باستطاعته تقليد أو اختراع “نقوش” مطابقة لنقوشي، والسبب خلف ذلك بأنني بحريني وأعرف الذوق البحرينين 

كيف بدأت فكرة رسم النقشات؟

كان لدي صديقة بحرينية من أصول يهودية، كلما أذهب لها أراها تصنع نقشة على أداء تسمى “الطارة”، وهي أداء صغيرة مدورة تثبت فيها قطعة القماش وينقش عليها، بعدما ذهبت إلى الهند زرت العديد من المحلات المختصة في النقش تلك الآلة، وعند عودتي للبحرين صنعت “طارة” بحجم كبير وكنت أول بحريني يستخدم “الطارة” في الخياطة

كم تستغرق مدة تطريز الفستان؟

إذا كان تطريز عن طريق آلة الخياطة فسيستغرق من أسبوع إلى أسبوعين وإذا كان العمل يدويًا من شهر إلى شهرين 

كم تتراوح أسعار الأثواب النشل التي تصنعها؟

تبدأ من ٣٠٠ دينار حتى ١٠ آلاف دينار، وذلك حسب طلب الزبائن

ما هو سبب ارتفاع قيمة الثوب؟

يعتمد على نوع الزري المستخدم، في السابق كنا نستخدم الزري الهندي المصنوع من فضة، ويبلغ سعر “تولة” الخيوط الواحدة ٤٠ دينارًا، واستخدمت بعدها الزري الفرنسي الذي تبلغ قيمته ١٦٠ دينارًا، وهو يستخدم في خياطة ثوب الكعبة لجودته العالية، ففي الثوب الواحد يستخدم ٨ تولات أي ما يقارب ٥٠٠ دينار على الأقل دون عمل.

كيف تحافظ النساء على ثوب الزري؟

يجب أن لا يتعرض للبخور والعطور بشكل مباشر، لكي لا يسبب ضرر أو بهتان للون، وإن حدث تعود الزبون للمحل لإعادة صقله وإرجاعه للون الطبيعي

هل اندثرت موضة ثوب النشل؟

على العكس الموضة عادت أقوى من السابق خاصة مع إضافة النقاشات الجديدة والألوان الدراجة التي ساهمت في زيادة الطلب على أثواب الزري مثل الذهب الذي يظل أكثر من خمسين سنة دون أن يتضرر، لكن الجيل الحالي لا يلبسن ثوب النشل إنما “الجلابيات” المطرزة بنقشات الزري القديم

هل يرمز لون الثوب لمناسبة معينة؟

نعم، الأخضر يلبس لحفلة الحناء وغالبًا الأبيض لأم العروس، و لكن الأن مع مواكبة الموضة يختار البنات لون الثوب على حسب الذوق

من الذي سيورث الحرفة بعد عبدالقادر؟

لا أحد، أنا لدي ٤ بنات ولم أجبرهم على تعلم هذه الحرفة ولا أحبذ أن يتعلموها في الأساس ليكملوا دراستهم، فخياطة ثوب النشل تحتاج تعلم ودراسة

 

محمد بوقيس

طالب إعلام في جامعة البحرين