+A
A-

عيد الأضحى.. فرصة لتنمية أخلاق أطفالنا

يفتقد أطفالنا بين صفحات الزمن الكثير من العادات والتقاليد الأسرية الأكثر ألفة ومحبة، فيأتي عيد الأضحى بكل تقاسيمه المشوِّقة ليجمع الأسرة أطفالاً وكبارًا، آباء وأمهات، وهو عنصر تربوي مهم يحتاج إليه أطفالنا، ليكتمل نموهم الاجتماعي، فيشعروا بالفرق في الأجواء الأسرية لأيام الأعياد، وما دون ذلك من أيام، فيكون للأسرة مذاق آخر يتمثل في نكهة الفرح، والبسمات المرتسمة على الوجوه، والضحكات التي تعلو أصداءها، فتملأ أرجاء البيوت التي امتلأت بالأحبة والأقارب والأصدقاء.

ولأن جوانب الشخصية متعددة لدى الطفل، فكرية، اجتماعية، ثقافية، ونفسية، وتنميتها جميعًا بلا نقصان عملية تربوية معقدة لا يتسع الوقت لتنميتها مجتمعة في الأيام العادية، وبما أن عيد الأضحى هو موسم الحج والأيام المباركة التي لا يرد فيها الدعاء، فجميل أن نعلِّم أبناءنا القيمة المعنوية للعشر الأوائل من ذي الحجة، والقيمة الأخلاقية لعيد الأضحى المبارك، عيد العطاء والمساندة، عيد تجمع العائلة والمسلمين من شتى بقاع الأرض على قلب واحد، وعبادة واحدة تنمي في الروح والنفس المحبة والولاء.

لذلك تظهر في أيام العيد أجمل القيم وأطهر الصفات التي يتعلم منها الأطفال مساعدة الآخرين، والإحساس بالفقراء، والتخلي عن الكذب، والبعد عن الغضب، وصلة الرحم، والتوجه للمساجد لصلاة العيد، ويتعلمون منها كذلك روح الإسلام الحقيقية التي تظهر في تعاملهم مع ذويهم وجيرانهم وأقربائهم، وبذلك ينمو لديهم الجانب الأخلاقي والثقافي، الذي في الغالب لا يجدون وقتًا لتعلمه بالممارسة اليومية العادية، فقط يتعلمونه من خلال الكلمات والكتب، وهو ما لا يكفي لترسيخ هذه القيم الإنسانية الجميلة بداخلهم.