+A
A-

شاهدت لكم: Skin والغوص في تطور الشخصية

شاهدت لكم الاسبوع الماضي فيلم Skin في شركة البحرين للسينما المقتبس من فيلم قصير بنفس القصة والمخرج الذي حقق جائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير عام 2018 وهو عن عن رحلة الخروج المؤلمة نفسياً وجسدياً، والمحفوفة بمخاطر جمة عن معتقد متطرف.

وفي التفاصيل يحكي الفيلم الرائع القصة الحقيقية لحليق الرأس بريون وايدنر المغطى بالوشم في كامل جسده تقريباً، وكل وشم يعكس جريمة كراهية ارتكبها في حياته بصورة حاقدة والتي بنت معه منذ الصغر، فقد نشأ على يد والديه بالتبني اللذان كانا يديران معسكراً يستقطب النازيون الجدد ليتحولوا إلى مجموعة تؤمن بأيديولوجية تفوّق العنصر الأبيض على بقية عناصر المجتمع الأميركي، فقبد كان فريد وشيرين يستهدفون الشباب التائهين والجائعين، ليكونوا أعضاء جدداً يتغذون على معتقدات كراهية الآخر، من مسلمين ويهود وسود وصينيين، وكل مكونات المجتمع الأميركي! وتدور القصة في لقطة عندما يلتقي بريون جولي في أحد تجمعات الكراهية ويقع في حبها ويتزوجها ثم يكتشف مدى الخطأ الذي ارتكبه، ومن ثم يبحث عن طريق التراجع والتوبة والعودة إلى درب الصواب. جولي، عضو سابق في حركة الكراهية وأعلنت توبتها وتراجعت، أم عازبة لديها ثلاثة بنات، ولا تريد أن تعرضهن لثقافة الكراهية. الانشقاق عن عائلته بالتبني الشرسة ليس بالأمر السهل بالنسبة لوايدنر. عملية إزالة الوشوم في الفيلم ترمز إلى شخص يولد من جديد، هذه الأخيرة ربما أقوى جزئية في الفيلم، فما أجمل شعور المشاهد عندما يرى شخصاً يعاني ليتغير إلى الأفضل، وهنا أقوى لحظات الشخصية العاطفية. يذكر أيضاً أن قصة بريون وايدنر كانت مادة فيلم تسجيلي بعنوان Erasing Hate “محو الكراهية” عام 2011. Skin فيلم جدير بالمشاهدة جدا، حيث يقدم الحياة بعد الغوص في داخل الشخصية الحقيقية لكل منا بعيدا عن التأثير، خصوصا مع الاخراج الرائع للمبدع ناتيف والتركيز الكبير على الشخصية وتطورها يعطي المشاهد الصورة الكاملة للقصة.