+A
A-

نظرية العادات الخمس لتحقيق ما تريد

الحياة أقصر مما نعتقد، وأحلامنا لا يمكن أن تتحقق إلا إذا عملنا عليها اليوم دون تكاسل أو مماطلة. فالجميع يملك أهدافا يود الوصول إليها في أسرع وقت ممكن، ولكن كثيرا ما تتحول تلك الأهداف إلى مجموعة أمنيات وأحلام وردية، بسبب ماذا؟ بسبب أننا شعرنا بصعوبة تحقيق الهدف الكبير دفعة واحدة حتى ذهب الشغف، وأصبحت الأهداف أبعد أكثر مما سبق.

كثير من الناس يضع نفسه رهينة وضعه اليوم، أو عمله اليوم، وبالتالي ينشغل عما هو ممكن تحقيقه ولو على المدى البعيد. فضيق الوقت وقلة الحافز وضعف الإمكانات هي عوائق قد تصيب أي إنسان، ومع ذلك بالإمكان تخطيها بسهولة لو طبق نظرية العادات الخمس اليومية.

نظرية العادات الخمس عادة ما ترتبط بقيم الإنسان وأهدافه. من الطبيعي أن السعادة الحقيقة والراحة النفسية تتحقق عند الإنسان عندما يقوم بما يتوافق مع قيمه الداخلية وأهدافه.

عندما تكون أهداف شخص ما اسمه محمد مثلا. أن يؤلف كتابا، وأن يصبح صحيا ويؤسس مشروعه الخاص، بالإضافة للوصول إلى الراحة النفسية والسعادة، وأخيرا أن يتميز في عمله الحالي.

للوصول لتلك الأهداف عليه أن يقوم بخطوة/ فعل/ action تجاه ما سبق يوميا، وإن كان عملا صغيرا. فالغرض هنا أن تتراكم الأفعال الصغيرة حتى توصل محمد إلى أقرب مسافة ممكنه لتحقيق هدفه.

فالحجر الصلب قد ينهار جراء قطرات متواصلة من الماء، وكذلك الأهداف البعيدة سوف تصبح أقرب من أي وقت مضى لو ثابرنا على تحقيقها كل يوم بأعمال صغيرة.

بدل أن ينتظر محمد وصول الدعم المالي لتأسيس مشروعه، بإمكانه البدا بالعمل على أمور صغيرة تتعلق بذات المشروع مثل أن يشتغل على تصميم الشعار والرؤية أو أن يتواصل مع أهل الخبرة، وأيضا يطبق العادات الخمس على ما سبق من أهداف كبيرة، مثل أن يمارس المشي يوميا، وأن يحاول الكتابة بعض من صفحات كتابه وأخيرا أن يقوم بأي عمل يسعده، وإن كان صغيرا.

لا يجب أن ينتهي يوم محمد فعليا إلا بعد أن ينتهي على الورق، ويقوم بتطبيق العادات الخمس يوما بأفضل صورة حتى يختصر المسافات ويكون أقرب للهدف.

فالممارسات الصغيرة المتكررة أو كما اسميتها العادات الخمس سوف تقود بلاشك محمد إلى الطريق الصحيح، وسوف يستغل عامل الوقت لصالحه حتى يصبح كل ما تمناه حقيقة واضحة لا تقبل الإنكار.

 

أحمد آل نوح