+A
A-

“مدينة 2030” يغرس قيم الولاء والانتماء في نفوس الشباب

إن المتغيرات التي يشهدها العالم والمنطقة، جعلت الشباب في أوج بؤرة الاهتمام، كونهم القوة الأساس التي تعتمد عليها مملكة البحرين في غمار مختلف التحديات، إذ وضعتهم على سلم الأولويات الوطنية في برامج التنمية المستدامة التي تشهدها، من خلال الحرص على تنشئة جيل من الشباب، يتمتع بقيم الانتماء والولاء والمواطنة الحقة، والشعور بالمسؤولية والواجب الوطني عبر العديد من البرامج والخطط.

ومن هنا، كان للشباب الأولوية في الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة “بحريننا”، التي تستهدف انطلاقا من اعتزازها بالموروث البحريني والخليجي والعربي والإسلامي والإنساني والتزامها بأسس الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي، تكريس الوعي بالمسؤولية الوطنية والعمل على ترسيخ قيم الولاء والانتماء والتسامح والاعتدال والتعايش وقبول الآخر، وتعميق المعرفة بالتاريخ الوطني والإنجازات الحضارية، ويأتي تركيز مبادرات الخطة الوطنية على الشباب، باعتبارهم عماد الوطن ومستقبله، وهي أهداف تتلاقى مع أهداف مشروع مدينة شباب 2030 الذي نجح على مدى 9 أعوام في تهيئة الشباب على مستويات عدة، منها تكريس قيم الولاء والاعتزاز الوطني وترسيخ الثوابت الوطنية.

إن الاهتمام الكبير بالشباب، يأتي اتساقا مع الرعاية الكبيرة التي يوليها لهم عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وما تحقق من إنجازات في المجال الشبابي بالمملكة ما هو إلا ثمرة الدعم والاهتمام الكبير من قبل جلالته ورؤيته السديدة، وتهيئة الأجواء المثالية لتحفيزهم وتطوير قدراتهم، وإشراكهم في برامج التنمية والتطوير لاستيعاب تطلعاتهم، وإعدادهم الإعداد السليم لأداء واجباتهم تجاه أوطانهم بشكل مسؤول، وبما يمكنهم من وضع أسس وملامح المستقبل المشرق للوطن.

وضمن هذه الجهود، جاء توجيه ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لأن تكون مدينة شباب 2030 في نسختها العاشرة، مكانا مناسبا للتركيز على مبادرات الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة “بحريننا”؛ ليمثل منطلقا جديدا لإنجاح الخطة الوطنية التي جاءت تجسيدا لرؤية جلالة الملك لإعلاء قيم الولاء والانتماء للوطن، وتقوية دعائمه ليبقى قادرا على تجاوز التحديات ومواجهة أي مخططات تستهدف أمنه ووحدته.  وجاء اختيار شعار “بحريني وأفتخر” للنسخة العاشرة لمدينة شباب 2030، معبرا عن هذا الهدف النبيل، الذي وضعه سمو الشيخ ناصر بن حمد في إطار الاهتمام بتعزيز المواطنة، عبر تدريب الشباب وتأهيلهم بطريقة متميزة وتجعلهم نماذج فاعلة في المجتمع وقادرين على الدخول في سوق العمل متسلحين بالعلم والمعرفة والتدريب الاحترافي الذي توفره لهم مدينة الشباب.

إن الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، لها الصدى الواسع في برامج الشباب في إطار الجهود الوطنية المبذولة والمبادرات المتعددة لتعزيز الانتماء للوطن، ولذلك فإن اختيار مشروع “مدينة شباب 2030” ليكون المكان نحو تأكيد وترسيخ قيم المواطنة والانتماء، هو اختيار سديد. وأدركت رؤية مملكة البحرين 2030 هذه الحقيقة، فوضعت في مقدمة أولوياتها العناية بالشباب، وإعدادهم للعمل والمشاركة الفاعلة في خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إلى جانب تعويدهم على التحلي بأخلاقيات المواطن الواعي، وتنمية استعدادهم لتحمل المسؤولية تجاه أنفسهم، وتجاه مجتمعهم، وغرس روح المسؤولية وقيم العمل الجماعي كإحدى وسائل ترجمة الانتماء الوطني في سلوك الشباب، مع تعويدهم على كيفية التعامل بإيجابية مع التعددية الفكرية والثقافية والاقتصادية، لتكون المنطلق الأساس للحفاظ على الهوية الوطنية والعربية الإسلامية للبحرين.

إن اختيار مشروع مدينة 2030 لتنفيذ الخطة الوطنية “بحريننا” فيما يتصل بالشباب، يؤكد الجهود المبذولة لتفعيل مبادرات الخطة والتي دشنها وزير الداخلية، رئيس لجنة متابعة تنفيذ الخطة الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، ومن هنا تأتي أهمية دعوة سمو الشيخ ناصر بن حمد للشباب البحريني للمشاركة الفاعلة في مدينة الشباب والاستفادة من برامجها التدريبية والحرص على نهل العلم والمعرفة ومواكبة روح العصر والتحلي بروح الإبداع والتميز والحرص على أخذ موقعهم الحقيقي في التنمية، فمشروع مدينة شباب 2030 يحرص على غرس قيم الولاء والانتماء في نفوس الشباب، وإتاحة فرصة التعبير عن حبهم وولائهم بشكل عملي، ويسهم في دفع مسيرة التطوير والتحديث، التي تشهدها المملكة على الأصعدة والمجالات كافة.