+A
A-

الذوادي: أسسنا مهرجانا سينمائيا قبل دبي بسنوات

اسدل الستار مؤخرا عن النسخة الأخيرة من مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية، والذي شارك فيه المخرج البحريني القدير بسام الذوادي ضمن الندوة الرئيسة للمهرجان والتي كانت بعنوان «نهضة السينما الخليجية» تحت رئاسة المخرج مجدي أحمد علي، بحضور المخرج خالد الزدجالي من عمان، والممثل الإماراتي عبدالله الجنيبي، والناقد عماد النويري من الكويت وادار الندوة مدير المهرجان الكاتب مصطفى الكيلاني.
وفي ورقته قال المنتج والناقد بسام الذوادي انه لم يكن هناك إنتاج سينمائي محلي في البحرين، فأول مسرح لعرض الأفلام تأسس في 1937 وأطلق عيه “مرسح البحرين”، وأول عرض له كان فيلم “وداد” بطولة “ام كلثوم”. في ذلك الوقت تأسست دور عرض سينمائية بسيطة مثل “الزياني” التي افتتحت عام 1946 وحضر الافتتاح الفنان المصري حسن فايق نجم السينما المصرية وقتها. ودور السينما الأخرى كانت سينما بن هجرس، والمحرق، والؤلؤ وسينما النصر التي تخصصت في الأفلام الغربية. وفي 1967 تأسست شركة البحرين للسينما التي أنشئت بهدف بناء دور عرض جديدة للسينما. خلال الفترة 1961-1971 شركة نفط البحرين قدمت عددا من الأفلام القصيرة وأفلام الأنباء، والتي كانت تعرض في دار سينما بابكو والقرى.
وأول بحريني اظهر الاهتمام بالسينما هو المصور والمخرج خليفة شاهين الذي كان يعمل مساعد مصور في قسم التصوير الفوتوغرافي في بابكو، درس خليفة التصوير في كلية إيلنغ للفنون في المملكة المتحدة عام 1965. وفي عام 1966 أصدر أول فيلم أخباري لصالح بابكو. لذلك يعتبر خليفة شاهين واحدا من الرواد في صناعة السينما في البحرين. وهناك مهتم بحريني آخر في الإنتاج السينمائي وهو المخرج عبد الرحمن الرويعي الذي اشترى كاميرا 16 ملم في السبعينات بهدف تحويل حلم خلق فيلم بحريني إلى واقع، لكن أحلامه تبخرت حيث لم يجد المنتج. كما تضم القائمة المصور البحريني دآراب علي الذي أنتج عددا من الأفلام القصيرة
في 1975 قدم بسام الذوادي أول أفلامه بعنوان “وفاء” والذي ركز فيه على المخدرات وكانت مدته 12 دقيقة وبعد ذلك قدم عدد من الأفلام الدرامية القصيرة. في 1990 قدم بسام فيلمه الروائي الطويل الأول بعنوان “الحاجز” وقد قام بإنتاجه في البحرين بالتعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون. هذا الفيلم كان بمثابة أول فيلم بحريني روائي طويل وقد مثل البحرين في الكثير من المهرجانات السينمائية في القاهرة، تونس، سوريا، طوكيو، وفرنسا.
في 2003 قدم فيلمه الروائي الطويل “زائر” الذي يعتبر ثاني فيلم روائي طويل ينتج في البحرين والأول في منطقة الخليج الذي يحوي نظام Dolby، في 2006 قدم الذوادي الفيلم الروائي الطويل “حكاية بحرينية”، والذي اعتبر ثالث فيلم روائي طويل ينتج في البحرين بنظام DTS. وأنتجت بعد ذلك فيلم “أربع بنات” 2008 و”حنين” 2010 للمخرج حسين الحليبي، وفي 2014 تم إنتاج فيلم الشجرة النائمة للمخرج محمد راشد بوعلي وإنتاج مؤسسة نوران، ويوسف الكوهجي اخرج فيلم طفاش: جزيرة الهلامايا 2016 وطفاش والأربعين حرامي 2017 إنتاج مؤسسة حوار وفي عام 1996 أنتج وأخرج حمد الشهابي فيلم بيت الجن وفي العام 2006 أنتج وأخرج فيلم حباب وكلاب الساحر، ومنذ عام 1976 كانت هناك محاولة لتقديم فيلم سينمائي بحريني بعنوان “الأحدب” إخراج إبراهيم جناحي ولم يكتمل بسبب ظروف خاصة بالمخرج. جميع الجهود لإنتاج أفلام سينمائية في البحرين من 1972 حتى 1978 كانت تصور بكاميرات 8 ملم (الصامتة والناطقة)، باستثناء تلك الأفلام التي قدمتها شركة نفط البحرين (بابكو).
كنت أؤمن بانه من الصعب أن تكون هناك صناعة سينما خليجية، لأنني أعتقد بأنه منطقي جداً، فلو كان هناك توجه لخلق صناعة سينمائية في الخليج لوجدنا أولاً توجه من الدول الخليجية لخلق بنية تحتية لهذه الصناعة وذلك من خلال المنح الخاصة بدراسة عناصر السينما التي توفرها وزارات التربية والتعليم أو أي جهة حكومية لها علاقة بالإعلام عموما، وهذا ينطبق على القطاع الخاص كذلك.
لأن البنية التحتية ستخلق مناخاً مناسباً يدفع الجهات الرسمية والقطاع الخاص للاستثمار في المعامل والأجهزة والمشاركة في دفع عجلة الاقتصاد في هذا الجانب بحيث تكون هناك صناعة قائمة بذاتها لها إيراداتها وأشكالها الاقتصادية المختلفة.
ولكن عدم وجود متخصصين ومحللين ونقاد سينمائيين ومستثمرين وسوق محلي يعتمد على الكثافة السكانية بسيطة، لا أعتقد بأن هذا سيساهم في خلق “صناعة سينمائية” حقيقية نستطيع أن نعتمد عليها.
ووجود أفلام خليجية بسيطة لا يشجع أياً كان سوأ مستثمر أم مبدع لاتخاذ السينما مصدر دخل ثابت له أو مصدر ربح استثماري جيد، وأعتقد بأنكم تشعرون بذلك عندما تجد 90% من الخليجيين يتمنون أن يكونوا مخرجين سينمائيين - مع تحفظي على كلمة سينمائيين – دون الالتفات إلى العناصر الأخرى كالمونتاج وكتابة السيناريو والتصوير... إلخ من العناصر الأخرى المهمة لإكمال السلم السينمائي الصناعي
وتابع: «الإشكالية ليست في السينما ولكن في الكثافة وفي 1998 عملت مهرجان بمساعدة ماجدة واصف وسمير فريد وعلي أبوشادي واللبناني محمد سويد، وكان لدفع الدول لدخول الحكومة وإغوائها للإنتاج وعرض إنتاجها داخل المهرجانات وأسسنا المهرجان قبل مهرجان دبي بأربع سنوات وقبل سلطنة عمان بسنة واحدة، أما اليوم وبعد دخول المملكة العربية السعودية مجال السينما وبكثافة سكانية تعادل 20 مليون نسمة بالإضافة إلى 5,5 مليون خليجي تغير هذا التفكير، وأصبح لدي أمل أكبر في خلق وقيام هذه الصناعة.
أما عن وجود إنتاج مشترك لن ينجح إلا بوجود اللغة العربية الفصحى أما بالنسبة للهجات فعلينا ان نخلق بيئة لكل لهجة وهذا سيكون صعب على كاتب السيناريو، وجود اللغة العربية الفصحى سيساعد الجميع على فهمها، هذا بالنسبة للممثلين، ولكن من الممكن أن يكون هناك إنتاج مشترك على أن يكون جميع الممثلين من دول الخليج والتعاون يكون في الفنيين والصناع مثل كتاب السيناريو والمخرجين والمصورين الخ.