+A
A-

لوحات العريض... طابع محلي والتزام بمقتضيات الجمال

إن قيمة الفنان القدير عبدالكريم العريض تكمن في عدة امور اولها انه استطاع ان يربط فنه بالمجتمع وان يجعل للفن وظيفة اجتماعية الى جانب قيمته الجمالية، فهو فنان كبير قدم للساحة تراثا ضخما من الاعمال التي تعبر عن طابع حضاري مميز، يقوم شاهدا على مبلغ ما روعي في تنسيقه من تكامل مع طبيعة المكان وبلاغة التعبير في اشكاله الخارجية والداخلية.
لطالما كنت معجبا بأعمال الرواد من امثال الفنان ابراهيم بوسعد، والفنان عباس الموسوي، والفنانة بلقيس فخرو والفنان خليل الهاشمي والشيخ راشد آل خليفة وعدنان الاحمد وغيرهم من الكبار، ولكنني دائما اتوقف امام لوحات عبدالكريم العريض لأني اجد فيها اصالة روحية من الطراز الاول وطابع محلي والتزام بمقتضيات الفن والجمال والمقومات التي تجعل اللوحة تحفة معمارية. لوحات العريض فيها من اسرار الابداع الفني الكثير وابهار مدهش يفوق ما يتم تعلمه في المعاهد والاكاديميات، فنان كون لنفسه اسلوبا خاصا يتمثل بأجلى صورة في استعمال الالوان الفاتحة المحددة الاشكال ويتجسد نجاحه في صلته بالبيئة واشكالها.


طبيعة وبيئة بحرينية زاخرة بالدهشة الاصيلة، فثمة روح شعرية تنتظم انتاجه المتنوع، فنلاحظ عنصري الرشاقة والاناقة في ضربة الفرشاة من خطوط والوان، يضاف الى ذلك ان الفنان عبدالكريم العريض ينطلق من فنه من مسلمات محلية بحتة اذا جاز التعبير فأثر “البحر والسفن وبيوت الطين” واضح في معظم رسوماته التي تعتمد على الالوان الناعمة ذات السحرية المعقدة.
لست بناقد مع علمي ان النقد الفني هو تحويل الرؤية التشكيلية عن طريق الكلمة الى رؤية مكتوبة تفسر وتضيء العمل الفني وتكشف للناس عن سر قيمته، ومهمة النقد بالدرجة الاولى تحقيق مزيد من الفهم ومزيد من الحب للفنون، ولكنني مجرد عاشق للوحات الفنان العريض واجد نفسي كلما اقف امامها انني اجتاح العالم بحركة هادئة.