أثبت الاتحاد البحريني للكرة الطائرة اهتمامه بدعم الأندية الوطنية الأعضاء باعتبارهم النواة الأساس لعمله والركيزة المهمة في الارتقاء باللعبة وتعزيز مسيرتها، وهو ما يتجلى في موقفه الأخير بدعم مشاركة نادي المحرق في بطولة الأندية العربية العشرين للسيدات، والنادي الأهلي في بطولة الأندية العربية للرجال بعدما أوقفت وزارة الشباب والرياضة الدعم عن الأندية في المشاركات الخارجية.

بذلك الموقف الرائع يؤكد الاتحاد برئاسة الشيخ علي بن محمد آل خليفة دعمه للأندية متى ما توفرت الإمكانات المالية، وهو بخلاف ما كان يتهم به طوال السنوات الماضية في ظل عدم وجود شركات راعية لمسابقاته يستطيع من خلالها أن يوزع الدعم على الأندية، باستثناء بعض العائدات المالية التي ينالها في مسابقة كأس سمو ولي العهد والتي تخصص للمنتخبات.

فمتى ما استدعت الحاجة لأن تخصص عائداته للأندية فإنه حريص في توجيهها لصالحها وهو ما حصل بالنسبة لنادي المحرق والأهلي تحديدًا، رغم الجهود التي مازال يبذلها الاتحاد للحصول على دعم من الوزارة لمشاركة الأهلي بطل العرب في نسختي 2014 و2017، والتي يبدو أنه سيضطر لتمويل مشاركة الأخير بحال تم الرفض النهائي. لطالما اتهم الاتحاد بعدم دعم الأندية وهو أمر خارج عن إرادة مجلس الإدارة؛ بسبب عزوف شركات ومؤسسات القطاع الخاص برعاية الأنشطة الرياضية عموما، وهو ما تعاني منه معظم الاتحادات الرياضية باستثناء البعض منها. واللافت للنظر أن اتحاد كرة اليد على سبيل المثال الذي يعتبر في طليعة الاتحادات المنجزة والذي تأهل منتخبه الأول لنهائيات بطولة العالم 4 مرات مع باقي الإنجازات العالمية والقارية التي حققتها منتخباته للشباب والناشئين فإنه يعاني من ذات الأمر، مع أهمية التذكير بأن الرعاية تأتي عبر “العلاقات” أكثر من الجدوى التسويقية أو قيمة اللعبة وإنجازاتها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

مبادرة اتحاد الطائرة بتكريم افضل اللاعبين في مسابقة كأس سمو ولي العهد في الموسم الماضي وتكريم افضل اللاعبين بفرق الفئات السنية هذا الموسم تندرج في إطار جهوده كذلك في دعم الأندية رغم ضيق ذات اليد وهي تعكس كذلك إصراره المستمر على دعم الأندية وفق الإمكانات المتاحة، ومع ذلك لابد من مواصلة عملية البحث عن رعاة لدعم الأندية من خلال ملف تسويقي يتم إعداده بصورة ذكية تستقطب اهتمام الشركات والمؤسسات الخاصة.

كما أن تلك المبادرة تعكس وعي الاتحاد بأهمية تقوية أنديته الأعضاء والوقوف بجانبهم؛ لأنهم الأساس الذي يرتكز عليه، وهو ما جسدته حالة الوحدة والالتفاف التي مرت بها الانتخابات على مدار الدورات الماضية بتزكيتهم للشيخ علي بن محمد لمنصب الرئاسة مع الاحتفاظ بالكفاءات الإدارية من أصحاب الخبرة لتحقيق الاستقرار الإداري المنشود الذي يقود إلى المزيد من النجاحات والإنجازات.