+A
A-

كواليس عالم الأضواء والسجادة الحمراء

كثيرا ما نسمع عن عالم الأضواء والشهرة، ولكن ما الخفايا التي تحيط بهذا العالم؟ وما دور الأطفال في عالم غامض وواسع؟ وهل باتت تسلبهم أوجه البراءة والحرية؟ وما رأي الوالدين والخبراء في عالم شهرة الأطفال؟ وهل الطفل قادر على تحمل مسؤولية الشهرة؟

تحدثنا فاطمة يوسف، أم لطفلين، قائلة “لا أويد شهرة الأطفال وإقحامهم في هذا العالم، فمن حق الطفل أن يعيش طفولته بكل سهولة، بعيدا عن تسليط الأضواء، فليس من حق ولي الأمر اختيار المسار الذي يسلكه طفله ويحتم عليه الابتعاد عن طفولته والعيش في دوامة الأضواء، فاليوم هو طفل وغدا شاب تتحكم فيه رغباته وحاجاته، ويصل لمرحة ما يعاني فيها الكثير؛ بسبب مسار الشهرة الذي قد يسبب له العناء والاضطرابات النفسية. وبالنسبة إلى الشهرة القائمة على الاستعراض واللهو لا فائدة منها، على العكس من إشهار الطفل والاحتفال بإنجازه العلمي والأكاديمي وتوسيع مدارك المعرفة لديه، فإنها شهرة تمثل قدوة حسنة”.

وعلى عكس ذلك، فمحمد جواد، أب لبنت و3 أبناء، يقول “إنني مع الطفل المشهور، فهو يكسبه ثقة، إضافة لشخصية بارزة لديها كاريزما خاصة ومعتمدة على نفسها بالمستقبل، فهو قد يؤدي شيئا نافعا لمجتمعه، ويؤثر بفئاته المختلفة من الصغار والكبار، كما أنني أتابع مشاهير أطفال مثل ابني وأصدقائه وبعض قراء القرآن الصغار”.

ويقول الخبير أستاذ مشارك بقسم الإعلام والسياحة والفنون بجامعة البحرين شعيب الغباشي “ظاهرة شهرة الأطفال قديمة، فمنذ الأربعينات والخمسينات ظهرت في الأفلام المصرية، وهي ليست وليدة اليوم، ولكن يجب الاحتفاء بها؛ لأن هؤلاء الأطفال لا شك بأنهم يمتلكون مواهب ومهارات، وينبغي لأولياء الأمر وأصحاب الاختصاص الاعتناء بهم وتوجيههم وجهة صحيحة سليمة؛ لتنمية مواهبهم ومهاراتهم الإبداعية فيها وفق القواعد التربوية والسلوكية، بحيث لا ندع لهذا العالم أن يغير من تصرفاتهم وطرق تعاملهم مع الآخرين، وليس من العدل اتهام الأطفال بحب الشهرة أو إبخاس حقهم، ولا نسمح بأن يتم إشراكهم في أعمال غير مشروعة أو الإعلانات التجارية التي تظلم موهبتهم وقدراتهم”.

وتضيف صديقة أسيري، مديرة قسم بأحد المحلات التجارية وأم لطفلتين تعملان عارضتي أزياء أطفال، أنها من المؤيدين لشهرة الأطفال بدرجة كبيرة، بشرط أن تكون ضمن الحدود والضوابط الإسلامية والعادات والتقاليد. فليست الشهرة دائما سلبية كما يعتقد البعض، فهي قادرة على زرع الثقة في نفس الطفل بالحديث وإبداء رأيه والتعامل مع المحيط الخارجي، فهو يُعلم ويتعلم، وتكمل “كما أنني شديدة الحرص كأم على معرفة خلفية العمل الذي ستعمل بناتي فيه وطاقم العمل، وما الملابس التي ترتديانها، فهما تقدمان محتوى مفيدا بتعليم أقرانهما بعض الصفات والسلوكيات الرائعة عن طريق الاهتمام بالشكل الخارجي وتعلم تناسق الألوان والملابس”، كما توضح أن الطفل قادر على تحمل المسؤولية بجانب الثقة، فهو يسير على الأجندة التي تُعلّم تنظيم الوقت بين أعماله المدرسة واللعب وأموره الحياتية الأخرى بمساعدة ومراقبة الوالدين.

وتشدد خبيرة التجميل زهراء شملوه على أنها من المعارضين لشهرة الأطفال، مبررة ذلك بأن الطفل يكون همه الوحيد اللعب والمرح كباقي أقرانه، كما يجب على الوالدين احترام حقوقه، ويجب أن يعايش مراحل طفولته بكل تفاصيلها، فهو غير قادر على تمييز مفهوم الشهرة، فغالبا الطفل ليس لديه محتوى مفيد يقدمه بالإنترنت، الأمر الذي يفقده البراءة ويعيش بغير عمره نتيجة رسوخ أنه إنسان ناضج مسؤول في عقله.

وتلفت منى جناحي، المتخصصة في مرحلة الطفولة المبكرة وكاتبة العديد من الكتب المتعلقة بالأطفال، إلى أنه “غالبا ما تكون شهرة الأطفال شيئا سلبيا الغرض منه التكسب، ولكن لا ننكر النماذج الإيجابية التي تخدم قضايا مجتمعية”. كما نوهت إلى أن الطفل في رأيها أقل من 7 سنوات يعتبر استخدامه للشهرة استغلالا لحقه في الخصوصية، فهو غير قادر على التمييز واتخاذ قرار الموافقة أو عدمه. ولكن يجب الانتباه في مفهوم الأهل للشهرة، فتصوير الطفل بالإنترنت بالمواقف التلقائية مع الأسرة لا ضرر فيه، ولكن تعامل الأهل معه على أنه شخص مشهور وله متابعون وإعطاؤه ثقة زائدة نتيجة لذلك قد يخرجه من الطفولة إلى مرحلة الشهرة التي لها أضرار سلبية ومتطلباتها للطفل.

 

تحقيق الطالبة: معصومة يوسف السعيد

جامعة البحرين