+A
A-

63 % من الجامعيين: الأنشطة الطلابية تصقل الشخصية

في معترك الحياة الجامعية يخوض العديد من الطلبة تجربة المشاركة في الأنشطة الطلابي من خلال الانضمام إلى جمعية أو ناد طلابي أو بالمشاركة بتنظيم الفعاليات التي تقام ضمن النطاق الجامعي، لكن الجدل مازال قائما حول ما إذا كانت المشاركة في هذه الأنشطة تساهم في صقل وبناء شخصيات الطلبة وتنمية مواهبهم، أم إنها لا تعد سوى مضيعة للوقت؟

في استبانة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” شمل 1757 مشاركا، أشار 63 % منهم أن العمل الطلابي يسهم في صقل شخصيات الطلبة، في حين عارض 16 % منهم ذلك وذكر 21 % منهم أنهم  محايدون للموضوع.   

  تهيئة لسوق العمل

يرى وسام السماك إن العمل الطلابي دائما ما يساعد في صقل المواهب، ففي كثير من الأحيان هذه الأعمال تكشف المواهب الدفينة في داخل الطلاب، والتي كانوا يجهلونها في السابق، فهذه المواهب لا تكشف إلا بالمشاركة بمثل هذه الأعمال واندماج الطلاب في مثل هذه الأعمال تساعده عند خروجه لسوق العمل أن يكون مهيأ لتعامل مع الأشخاص كافة، والضغوطات كافة.

ويضيف: “يتعلم الطالب كيفة الاعتماد على نفسه والتعامل مع أطراف كثيرة موجودة في المجتمع، إضافة إلى أن الطالب يستطيع إظهار مواهبه وتتنميتها، فالأنشطة الطلابية هي التي تصقل من شخصيات الطلبة”.

ومن خلال تجربته الشخصية في هذا المجال، قال: “ساعدتني المشاركة في الأنشطة الطلابية في وظيفتي الحالية بطريقة التعامل وكيفية التصرف في بعض المواقف، فهذه الأمور جميعها تم اكتسابها من خلال العمل الطلابي، ولست مع من يرى أن العمل الطلابي مضيعة للوقت، بل على العكس فهو يفيد جميع الطلاب من الناحية الشخصية والعملية”.

كشف المواهب الدفينة

وقال اختصاصي النشاط المسرحي بجامعة البحرين إبراهيم خلفان إن العمل الطلابي المتمثل بمشاركة الطلاب بالجمعيات والأندية الطلابية مثل نادي المسرح، والموسيقى، والتصوير والفنون التشكلية يساعد في تنمية مواهب الطلاب بشكل أكبر؛ كون هذه الأندية تهتم بالطالب وتعاملهم كطالب ليس كورقة أو آلة تعامله كإنسان لديه مواهب وتحاول تطويرها وتطوير الجانب الاجتماعي، ونظرة الطلاب للمجتمع.

ويتابع: “نرى بعض الطلاب الذين ينخرطون في هذه الأنشطة منذ السنة الأولى لهم تراهم بعد فترة مختلفين عما كانوا عليه في البداية، وبعض الطلاب يشاركون في هذه الأندية ولا يعرفون عنها شيئا، وبعد فترة تجدهم اكتشفوا مواهب دفينة بداخلهم ليشاركوا في السنة الواحد في أكثر من عرض، فتجد ثقتهم زادت بأنفسهم أكثر”.

وأشار إلى أن المستفيد من كل هذا المجتمع؛ كون الطالب بعد تخرجه تجده مستعد للمشاركة في الكثير من الأنشطة التطوعية والمعاهدن وغيرها فتكون الجامعة ساهمت بإعطاء المجتمع نماذج مهيأة وذات شخصيات تقوم على نهضة البلد.

بحر العمل الطلابي

يرى رئيس جمعية كلية الآداب بجامعة البحرين عادل حسن أن العمل الطلابي يساهم بشكل كبير جداً في صقل الشخصيات، ويتابع: “لم أكن أحب ممارسة العمل الطلابي في السنة الجامعية الأولى، فلم أرها أمرا مهما، ولكن بعد دخول هذا المجال كما أطلق عليه “بحر العمل الطلابي” استفدت كثيرا، فمن خلاله تعلمت كيف أتعامل مع مختلف الناس، وكيف يتم التعامل مع الجنس الآخر، وكيف أستطيع أن إدارة مجموعة من الأشخاص مختلفين الميول والشخصيات والمواهب في العمل الطلابي”.

ويتابع: “تعلمت من هذا البحر الصبر والعمل تحت الضغط وكيف نبدع ونبطق الأفكار المكتوبة في الأوراق على أرض المواقع، العمل الطلابي يضيف لنا الكثير ويسهم بتطور الشخصيات وأرى أن أنا العمل الطلابي والعمل الطلابي أنا”.

منافسة شريفة

وقال رئيس جمعية إدارة الأعمال فيصل الشافعي أن جامعة البحرين تعتبر حاضنة لعدد كبير من الطلاب والطالبات وتتميز عن باقي الجامعات بالعمل الطلابي التي نجحت من خلاله نشر روح المنافسة الشريفة بين الطلبة وساهمت في تنمية الإبداع من ناحية الأفكار وكيفية تطبيقها.

ويكمل: “يعيش الطالب تجارب جديدة ويكتسب مهارات عديدة مثل التعامل مع إدارة الجامعة، وذلك من خلال الفعاليات التي تقام على مدار السنة مما يساهم في تهئية الطالب لسوق العمل بعد التخرج من الجامعة”.

العمل الجماعي

أكد الطالب سعود الياسين أن العمل الطلابي يؤثر في الطالب بشكل إيجابي، فهو يصقل مهارات العمل الجماعي ويطورها وعن تجربتي الشخصية قال: “إن العمل الطلابي يحقق الاستفادة الكبيرة من عدة جوانب سوى أثناء فترة دراسته أو من بعد تخرجه، فهو يعمل على صقل شخصية الطالب وزيادة إلمامه بالأمور وزيادة الخبرة في العمل الجماعي والتطوعي لديه”.

ويتابع: “كما أن مؤسسات المجتمع المدني عام بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية الرأي الآخر والمناقشة هي جوانب يستمر الفرد بتطويرها حتى بعد التخرج، وأنا أنصح جميع الطلبة بالانخراط في العمل الطلابي، فهو يسهم في جعل الفرد قيادي، مبدع، واجتماعي والأهم كيف له أن يعمل تحت الضغط”.

سلاح ذو حدين

قالت مناهل محمد فكرة العمل الطلابي بادرة جدا مميزة وجميلة خصوصا عندما تكون في الجامعات، ولكن من وجهة نظري أعتقد أن العمل الطلابي سلاح ذو حدين، ففي بعض الأحيان يتخذه الطلبة كمبرر لإهمالهم في الداراسة وعدم النجاح في الحياة الجامعية، إلا أن في المقابل هناك طلاب آخرون يدركون كيف يجعلون من مشاركتهم في العمل الطلابي طريقا يساعدهم في النجاح وجسرا ينقلهم من تطور إلى آخر.

مضيعة للوقت

ومن وجهة نظر الطالب عمار الشيخ، فالمشاركة في العمل الطلابي أمر سلبي؛ لكونه يأخذ معظم وقت الطالب الذي من المفترض عليه أن يقضيه في الدراسة والمذاكرة خوصا طلاب السنة الأولى؛ كونهم يعيشون تجربة جديدة يجب عليهم عدم الانشغال بأمور أخرى والمحافظة على التحصيل الدراسي.

ويتفق الطالب مهند زينل مع الشيخ في أن العمل الطلابي غالبا يأخذ من وقت الطلاب مما يؤثر عليهم سلبا وعلى تحصيلهم الدراسي، ويضيف: “كما أنه من الممكن أن ينعكس بالضرر بسبب قيامهم ببعض المهام التي لا تعد من اختصاصاتهم مثل تركيب الكهرباء أو تركيب الخشب أو غيرها”.

ويؤكد زينل أنه ضد المشاركة في العمل الطلابي، ويعتقد أن توفر الجامعة أنشطة وفعاليات من طرفها وإعدادها أفضل وعلى الطلاب الحضور للمشاهدة فقط لا العمل فيها.

 

تسنيم الطائي

طالبة في جامعة البحرين