+A
A-

شقيقا متهم بالقتل يبرران الجريمة بحالته السيئة

استمعت المحكمة أمس إلى شهود الإثبات وشهود النفي بقضية شاب (28 عامًا)، متهم بنحر وقتل شابة آسيوية، والمتهم أيضًا بتعمّد فقء عينها الأخرى عندما لم يتمكن من اقتلاع الأولى من مكانها، والذي أنكر ما نسب إليه مدعيًا أن المجني عليها حاولت استمالته جنسيًّا ما دعاه لقتلها.

وقرّر شهود النفي الأول والثاني أن شقيقهم مر بحالة نفسية شديدة عقب وفاة والدهم، خصوصًا أنه من كان يحاول إسعافه حين فارق الحياة، فضلا عن نفسيته المتردية عقب وفاة صديقه أيضًا بحادث سير بعد بقائه لمدة في غيبوبة.

وأفاد شقيق وشقيقة المتهم أن الأخير اعتكف في غرفته بالمنزل لمدة 3 أيام دون طعام أو شراب، وكان يكسر الحاجيات بداخلها وهو يصرخ، ويلبس ملابس والدهم المتوفى، فضلاً عن أنه تسبب بمشاكل للآخرين وتعمد الاصطدام ببعض السيارات، وهو ما يثبت تعرضه لحالة نفسية غير طبيعية.

فيما ذكر شاهد ثالث أنه على معرفة بالمتهم، والذي يبادره بالتحية والسلام عند الالتقاء به، إلا أنه ذات يوم التقى به فرمقه بنظرات غريبة وصدمه ولم يتوقف، كما اصطدم بسيارات الغير ولم يتوقف أيضًا.

وقررت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى تأجيل النظر في القضية حتى جلسة 30 ديسمبر الجاري؛ وذلك للمرافعة مع التصريح لوكيل المتهم بنسخة من أقوال شهود الإثبات والنفي، مع الأمر باستمرار حبس المتهم.

وتتمثل وقائع القضية حسبما جاءت في اعترافات المتهم أنه وبعد مغادرة صديقته الآسيوية للمملكة حاولت صديقتها -المجني عليها- استمالته واستدراجه إلى إقامة علاقة جنسية لأكثر من مرة فيما بينهما، إلا أنه كان دائمًا ما يرفض ذلك، لكنها عندما تطلب منه مساعدتها بالأموال كان لا يرفض طلبها.

وأضاف أنه في ذلك اليوم طلبت منه المجني عليها أن يحضر لمسكنها في البسيتين، وفوجئ عندما التقى بها بمحاولتها معانقته، فما كان منه إلا أن دفعها بعيدًا عنه، فتمسكت به بشدة حتى تمكن من التوجه للمطبخ وأخذ منه سكينًا حال كون المجني عليها ممسكة برقبته، فأمسك هو الآخر برقبتها بإحدى يديه وطعنها بالأخرى في خصرها، ومن ثم نحرها رقبتها من اليمين إلى اليسرى.

كما قرّر أنه بعد نحرها ظلّت ترجف إلى أن سكن جسدها الساقط على الأرض، فتيقن أنها ماتت، عندها حاول اقتلاع عينها اليمنى لكنه لم يتمكن من ذلك، ففقأ عينها اليسرى بواسطة إصبعه السبابة، وغسل السكين المستعملة بالجريمة ورماها أسفل سرير المجني عليها وغادر مسكنها.

إلا أنه لم يكتشف أحد طوال 4 أيام جريمة المتهم، حتى حاولت صديقة للمجني بها الاتصال بها مرات عدة دون جدوى، فقررت التوجه لمسكنها والسؤال عنها والاطمئنان عليها، وهناك لاحظت أن المكيف يعمل في حين أن الباب مغلق ولا أحد يرد عليها، فما كان منها إلا أن اتصلت بشرطة النجدة، الذين تمكنوا من فتح الباب واكتشاف الجريمة.

وجاء في تقرير الطبيب النفسي الخاص بالمتهم أن الأخير لم يكن يعاني من أية أعراض أو عاهات عقلية أو نفسية مؤثرة على إدراكه وقت وقوع الحادث، فيما أوضحت اللجنة الطبية أنه كان مدركًا لأفعاله وتصرفاته تمامًا ولم يكن واقعًا تحت تأثير أي مرض عقلي أو ذهني، وبذلك يعد مسؤولاً مسؤولية كاملة عن تصرفاته حيال الواقعة.

يذكر أن وكيل النائب العام بنيابة محافظة المحرق عامر العامر، صرح بأن النيابة العامة أنجزت تحقيقاتها في واقعة قتل عمد وانتهاك حرمة جثة، وأمرت بإحالة المتهم إلى المحكمة الكبرى الأولى الجنائية مع استمرار حبسه (...).

وكانت النيابة العامة قد تلقت بلاغًا من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية مضمونه العثور على جثه بأحد الشقق السكنية لامرأة آسيوية الجنسية وبها إصابات تشير إلى وجود شبهة جنائية.

وعلى الفور انتقلت النيابة لمسرح الجريمة وعاينت الجثة، ولاحظت وجود جرح قطعي في العنق وإصابة في العين، وبمعاينة مسرح الجريمة تم ضبط أداة الجريمة وتحريزها، وأمرت بفحصها.

وأضاف العامر أن النيابة طلبت تحريات الشرطة حول الواقعة، وقد توصلت التحريات المكثفة إلى المتهم، والذي كان يتردد على مكان الواقعة في الفترة المعاصرة للواقعة، فتم القبض عليه.

وأقرّ المتهم بارتكابه الواقعة، وباشرت النيابة استجوابه واعترف بارتكابه الواقعة بعد خلاف معها، فاستل سكينا وقام بنحرها من رقبتها، وبعد مفارقتها الحياة انتهك جثتها بأن فقع عينيها بواسطة إصبعه، وتم الانتقال رفقة المتهم إلى مسرح الجريمة وقام بإعادة تمثيل الجريمة.

كما استمعت النيابة إلى شهود الإثبات، ووردت إليها التقارير الفنية، التي تؤكد اقتراف المتهم للجريمة، ومن ثم أمرت بإحالته محبوسًا للمحكمة المختصة.