+A
A-

الألعاب الإلكترونية تسبب الاكتئاب للأطفال

حذر أستاذ طب الأسرة والمجتمع البروفيسور فيصل عبداللطيف السليمان الناصر من التهاون في التعامل مع حالات الاكتئاب والانعزال وشكوى الأطفال والناشئة وفئة المراهقين من الصداع المستمر التي انتشرت بشكل ملحوظ في الفترة الماضية لدى العيادات والمراكز الصحية، لافتًا إلى أن الجانب المهمل من جهة أولياء الأمور هو قضاء الأطفال فترات طويلة في ممارسة ألعاب (بلاي سيتيش) ونماذجها الألعاب الإلكترونية المتعددة في الهواتف النقالة، وهي تمثل أحد أهم أسباب تردى الحالة النفسية لهم.

وقال البروفيسور الناصر في تصريح لـ “البلاد” ردا على سؤال عن انتشار شكوى الكثير من المواطنين والمقيمين من حالات الاكتئاب والانعزال بين الأطفال بالقول أن الحالة الأكثر وضوحًا وانتشارًا هي الشكوى من الإرهاق المستمر المصحوب بأنواع من الصداع علاوةً على ملاحظة الأهل مشاعر الاكتئاب لدى أبنائهم، موضحًا في هذا الصدد أن هذه الفئة، أي فئة الأطفال والناشئة والمراهقين، يكونون أكثر حيوية ونشاطًا في هذه المرحلة العمرية، غير أن المجهود الذهني الذي يبذلونه في ممارسة الألعاب الإلكترونية وقضاء ساعات طويلة أمام الشاشات يحرمهم من الأنشطة الأخرى الطبيعية كالدراسة وأداء الواجبات وقضاء أوقات المرح وتنمية الأفكار والحركة الجسدية والرياضة، وتصبح الخطورة أشد كما لاحظنا ولاحظ الكثيرون من أولياء الأمور أن هذه الفئة تصبح منعزلة تمامًا بسبب الوقت الطويل في الألعاب الإلكترونية، ومع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى ارتفاع احتمال إصابة الطفل باضطراب نفسي، وكذلك الإصابة بنوع من الاكتئاب واحد ملامحه هو الانعزال المستمر والامتناع عن الطعام مما قد يؤدي إلى الإصابة بسوء التغذية، وكذلك انحدار مستوى التحصيل الدراسي وسوء العلاقة سواء في إطار الأسرة أم المجتمع، وتتعاظم المخاطر لتصل إلى حالات الانتحار كما حدث في بعض الألعاب الخطرة التي انتشرت بين الأطفال، وسجلت بعض الدول حالات منها.

وفيما يتعلق بمدى إدراك أولياء الأمور لهذه الجوانب الخطرة، أجاب البروفيسور الناصر بالقول :”مع شديد الأسف، فإن الكثير من هذه المشاكل يكون الأهل هم السبب فيها بطريقة مباشرة أم غير مباشرة! فعلى سبيل المثال، وحتى ينمي الطفل مداركه فإنه يسأل ويستفسر مما يجعل بعض الأهل الذين ليس لديهم قدرة على تحمل هذه الأسئلة يرتاحون حين يتركون الطفل منشغلًا بالألعاب الإلكترونية، ولكن ذلك يعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى أن ينعزل الطفل مع تلك الألعاب”.

وعن الخطوات التي يمكن للأهل اتباعها لحماية الأطفل، أكد على ضرورة (تقنين) الوقت المسموح لممارسة الألعاب الإلكترونية، فنحن لا نقول (منعها) تمامًا كون الطفل يستطيع الوصول إليها عبر وسائط مختلفة، ولكن يعطي الوقت المعقول مع المتابعة وكذلك تنشيط الجانب الأسري في المنزل بالأنشطة المشتركة بين أفراد الأسرة، وإشراك الأطفال في برامج اجتماعية، فالطفل لا يدرك تحذيره من مخاطر تلك الألعاب فهو لا يعرف معنى الاكتئاب أو الانعزال، ولكن بطريقة (حلوة) ومناسبة، يتوجب على أولياء الأمور إعطاء الطفل معلومات مناسبة من خلال ممارسة الأنشطة المشتركة والقيام بأشياء جميلة تمنع مخاطر الإدمان على الألعاب الإلكترونية.