+A
A-

محمد بن عبدالله: تبادل الخبرات بشأن خطط “الضمان” بين دول العالم

أناب رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة لافتتاح المؤتمر والمعرض الخليجي الأول للضمان الصحي، الذي عقد بمركز عيسى الثقافي أمس تحت شعار “تطوير النظام الصحي: الرؤية الخليجية تجاه تطبيق الضمان الصحي”، ونظمه المجلس الأعلى للصحة، وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، وزيرة الصحة فائقة الصالح، والأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تدروس أدهانوم، وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، والمدير العام لمجلس الصحة الخليجي سليمان الدخيل.

ونقل رئيس المجلس الأعلى للصحة للمشاركين تحيات عاهل البلاد القائد الأعلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وتمنياتهم للمشاركين بالتوفيق والسداد.

وأعرب عن الشكر والتقدير والعرفان إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، على تفضُّلِ سُمُوِّهِ بالرعاية الدائمة والمستمرة للمؤتمرات العالمية التي تستضيفها البحرين الأمر الذي يُؤَكِّدَ مدى حرص سموه على دعم ومساندة المسيرة التنموية التي يشهدها القطاع الصحي في المملكة وتأكيد مكانة الفعاليات الصحية والطبية كإحدى الملتقيات العالمية على مستوى الشرق الأوسط.

وأوضح أنّ البحرين تسعى دائماً لتقديم الرعاية الصحية المتقدمة للمواطنين والمقيمين، ونود أن نعرب عن فخرنا واعتزازنا بتنظيم المملكة للمؤتمر والمعرض الخليجي الأول الذي ينعقد برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حيث تؤمن البحرين بأن توفير الرعاية الصحية المتميزة يمثل حقاً أصيلاً لكل بني الإنسان.

وأكد ضرورة ضمان تمتع جميع الأفراد بالرعاية الصحية وفق معايير الجودة والتميز بما يؤدي إلى تحقيق الصحة والسعادة والرفاه للجميع، وقال إنّ انعقاد المؤتمر الهام يؤكد حرص البحرين وحكومتها على استقطاب المؤتمرات الطبية المتخصصة التي تحشد الخبرات والكفاءات العالمية، انطلاقاً من اهتمام المملكة بمساندة ودعم كل الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مختلف القضايا الطبية، وبناء الشراكات الإقليمية والدولية لتعزيز استدامة الخدمات الصحية.

وأشار الشيخ محمد بن عبدالله إلى أنّ المؤتمر يعد من أبرز المبادرات التي أطلقتها البحرين لتشجيع مزيد من التعاون الإقليمي والعالمي في مجال التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز التنسيق بين دول مجلس التعاون، كما نتطلع للدفع قدماً بالمبادرات الصحية الخليجية عموماً وفي مجال الضمان ألصحي مبينا إن ما من سبيل إلى تحقيق الرعاية الصحية إلا من خلال التكاتف الصادق وتبادل الخبرات وزيادة الروابط الوثيقة مع المنظمات الدولية، والتي تأتي في مقدمتها الأمم المتحدة التي نرحب بتواجد أمينها العام السابق بان كي مون، ومنظمة الصحة العالمية والتي يسعدنا مشاركة أمينها العام تدروس أدهانوم.

وأضاف، أنّ المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه على الصعيد الإقليمي والذي يجمع نخبة من خبراء الصحة والسياسة العامة والتأمين من المنطقة والعالم لتبادل الأفكار حول تنفيذ خطط التأمين الصحي الوطني وإدارته، يسعى إلى تحقيق العديد من الأهداف الجوهرية منها تبادل المعارف والخبرات فيما يتعلق بخطط الضمان الصحي في دول المجلس والعالم، ومناقشة الاستراتيجيات المهمة، والاستفادة من خبرات البلدان في تغيير الإدارة في الإصلاحات الصحية ووضع سياسات قوية من شأنها أن تقود وتدير التغيير المخطط  لتحقيق تطلعاتنا الصحية.

وأوضح “يمثل المؤتمر منبراً حراً ومهماً لإجراء مناقشات مستفيضة بشأن إصلاحات الضمان الصحي، مع تحديد أدوار المشتركين في المستقبل ومقدمي خدمات الرعاية الصحية والدور الجديد لمقدمي الخدمات الصحية الخاصة وشركات الضمان الصحي، بالإضافة إلى تحديد الدور المهم لنظم المعلومات الصحية”.

وقال إنّ البحرين أقرت أخيرا الخطة الوطنية للصحة 2016 - 2025، كمدخل لسلسلة من الإصلاحات في القطاع الصحي، حيث تعد هذه الخطة واحدة من الأولويات الاستراتيجية الرئيسة في تنفيذ برنامج الضمان الصحي الوطني، وتم تكليف المجلس الأعلى للصحة بتنفيذ هذا المشروع، ووضع السياسات والاستراتيجيات التشغيلية اللازمة للوصول إلى النتائج المرجوة منه، نحو تحقيق هدف التنمية المستدامة من خلال التغطية الصحية الشاملة المستهدفة.

ودعا إلى مواجهة التحديات من خلال تعزيز الحوار الصحي بين مختلف البلدان وقال: “إننا نعيش اليوم في عالم يموج بالمخاطر والتحديات والأمراض المختلفة التي تترك أثراً مباشراً على الخدمات الصحية، مما يحتم علينا جميعاً في المنابر الصحية الدولية، والهيئات المعنية لتنسيق كافة جهودنا، وقدراتنا بما يمكننا من القيام بمسؤوليتنا المشتركة تجاه دولنا وشعوبنا وضمان توافر الخدمات الصحية للجميع وبالمستوى اللائق ومواجهة كافة التحديات التي تنشأ عن التغيرات المختلفة والمتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم”.

وبين أن المؤتمر والمعرض يعتبر المنصة الاستراتيجية الرائدة للمهنيين في مجال صناعة التأمين الصحي لمواجهة التحديات في إطار إصلاح المنظومة الصحية وتبادل أفضل الممارسات وإطلاق الفرص المُحتملة عبر التعاون والشراكات الاستراتيجية، سعياً منها نحو التميز.

وأكد أن الأوراق العلمية والفنية والجلسات النقاشية للمؤتمر سوف تُركِّز على العديد من المواضيع، كما سيمثل المؤتمر والمعرض المصاحب فرصة للالتقاء بصناع القرارات الاستراتيجية في هذا المجال على الصعيدين الإقليمي والدولي إضافة إلى أن الفعاليات سوف تشهد جلسات رئيسية، وعدداً من الفعاليات المُصاحبة، مما سيساهم في استخلاص أفضل النتائج، معربا عن شكره كل المساندين والرعاة للمؤتمر، ووزيرة الصحة، وأعضاء اللجنة المنظمة.

 

بان كي مون: إصلاح قطاع الرعاية الصحية

أعرب الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون عن شكره وتقديره إلى البحرين على جهودها في تنظيم واحتضان هذا المؤتمر الهام الذي يحشد مشاركة دولية واسعة النطاق.

وبين أن من حق كل الأفراد التمتع بالرعاية الصحية الشاملة والمناسبة، وأنّ دستور الأمم المتحدة نص على الحق في الصحة، إذ أوضح أن التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه هو أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان، ويشمل الحق في الصحة الحصول على الرعاية الصحية المقبولة والميسورة الكلفة ذات الجودة المناسبة في التوقيت المناسب.

ودعا إلى تكريس الجهود بين الدول والمنظمات لتطوير الرعاية الصحية والعمل بشكل جماعي لمواجهة التحديات الصحية، فضلاً عن المضي قدماً في مبادرات إصلاح قطاع الرعاية الصحية بما يضمن تحقيق أعلى معايير العدالة والاستدامة.

 

الصالح: الارتقاء بصحة المواطن الخليجي

ثمنت وزيرة الصحة فائقة الصالح الرعاية الكريمة لسمو رئيس الوزراء للمؤتمر الذي يشهد مشاركة خليجية ودولية واسعة، مشيدة بمشاركة بان كي مون، وادهانوم في المؤتمر، مشيرة إلى أن حضور وزراء الصحة بدول التعاون، وكبار المسؤولين في القطاع الصحي الخليجي يساهم في تعزيز التكامل الصحي الخليجي وتنسيق الجهود لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين.

وأكد أهمية العمل الخليجي المشترك للارتقاء بصحة المواطن الخليجي، وبما يعزز مبادرات تطوير القطاع الصحي في دول المجلس بما ومواكبتها للمتغيرات والتطلعات المستقبلية وفق أعلى معايير الجودة والاستدامة.

 

أدهانوم: ضمان حصول الجميع على الخدمات

أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تدروس أدهانوم إن التغطية الصحية الشاملة تتصدر الأولويات الصحية لمختلف دول العالم، مؤكداً ترحيب المنظمة بالمؤتمر المهم. وأوضح أنّ الغرض من التغطية الصحية الشاملة هو ضمان حصول الجميع على ما يلزمهم من الخدمات الصحية من دون مكابدة ضائقة مالية من جراء الحصول عليها، إذ يجب على كل مجتمع أو بلد يسعى إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة أن يأخذ في حسبانه عدة عوامل، أهمما إقامة نظام صحي فعال، وإنشاء نظام لتمويل الخدمات الصحية، وإتاحة الأدوية والنظم الصحية التقنية الأساسية، وتهيئة كادر من العاملين المدربين على نحو جيد”.

وأضاف “يعد ضمان تحقيق التغطية الصحية الشاملة دون إفقار الأساس لتحقيق الغايات الصحية لأهداف التنمية المستدامة”. وفي الوقع، يجب أن يكون شعار “الصحة للجميع” هو مركز الثقل للجهود المبذولة من أجل تحقيق جميع الأهداف الإنمائية المستدامة. وذلك لأنه عندما يتمتع الناس بصحة جيدة وأسرهم، فسوف تستفيد المجتمعات والبلدان.