+A
A-

المردي: السعودية ستبقى سدًّا منيعًا بوجه إعادة هيكلة المنطقة وتفتيت دولها

قال رئيس تحرير “البلاد” مؤنس المردي إن العديد من الجهات والدول نصبت نفسها، دون أي حق، محققًا وقاضيًا وجلادًا، تجاه وفاة الصحافي السعودي جمال خاشجقي، موضحًا أنها اتجهت لسرد القصص، والحكايات الخيالية، وتنصيب المحاكم دون هوادة، وكأنها تنتظر فرصة وقوع خطأ أو جريمة، لتنفّذ “سيناريو” وضعته مسبقًا.

وأوضح المردي في حديثه ضيفًا رئيسا بندوة “ما الذي يريدونه من السعودية” في مجلس الدوي أخيرًا، التي أدارها حمد العثمان، أنه ومنذ اليوم الأول الذي تفجّرت فيه القضية، وهذا السيناريو يسير وفق خطوات ثابتة ابتزازية، حتى قبل الإعلان عن وفاة خاشقجي، حيث تحولت القنصلية السعودية بإسطنبول لمسرح أحداث، مع تحوّل بعض القنوات الفضائية من ناقلة للحدث، إلى صانعة للحدث. وتابع “إذا كانت استخبارات بعض الدول بارعة لأن تعلن عن التفاصيل الدقيقة عن حادثة خاشقجي، وتصر على سيناريو معين، حتى قبل الإعلان السعودي الرسمي، فأين البراعة في المئات من القضايا التي اغتيل بها، واختفى الكثيرون، وما زالت مبهمة حتى الآن”. وأردف “وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية (ماريا زاخاروفا) بأن قضية خاشقجي، تضخّمت بقدر هائل من المكائد السياسية والافتراءات، مشددة على ضرورة عدم الانجرار وراء هذا العدد الضخم من التسريبات غير المؤكدة، مع قلة المعطيات الرسمية”.

وأشار المردي إلى أن هنالك ملحوظتين أساسيتين على الموقف التركي من القضية، وهما اللجوء إلى سياسة التسريبات، والعمل على استثمار القضية في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، وتحقيق المصالحة، ورفع العقوبات الاقتصادية عنها.

وبيّن أن قضية خاشقجي، كشفت سقوطًا أخلاقيًّا مدويًّا للإعلام القطري، حيث اتجه -بموازنات ضخمة- وعلى رأسه قناة “الجزيرة”، لإلصاق مختلف التهم بالسعودية، حيث بثّ وعلى مدار 3 أسابيع فقط، ما يقارب 2900 مادة، رصدها موقع (كيوبوست)، منها 606 مواد لـ (الجزيرة) وحدها”.

وعن الموقف الإيراني، قال المردي “ما صدر عن الرئيس الإيراني حسن روحاني في 25 أكتوبر كان ضربة محسوبة جدًّا، فهو لم يسع للإضرار بالداخل السعودي فقط، وإنما الإضرار بالعلاقات السعودية الأميركية، حيث اتهم الولايات المتحدة، بدعم المملكة، فيما وصفه بعملية قتل جمال خاشقجي”.

ومضى قائلاً “نخلص مما ذكر، أن الهجمة الشرسة على السعودية، ليست وليدة اللحظة، وإنما بدأت منذ فترة، حيث تتعرض المملكة لهجمات شرسة، بدأت فعليًّا مع عاصفة الحزم لإعادة الشرعية إلى اليمن، ولا يمكن الفصل هنا بين ما تتعرّض له السعودية من هجوم، وبين الخطط التنموية الطموحة للمملكة، التي أعلنتها في رؤية 2030”.

وقال المردي “منذ تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًّا للعهد، اتخذ العديد من القرارات، والإصلاحات على المستويين الداخلي والخارجي، واستحوذ على اهتمام زعماء العالم، لما يتمتع به من أفكار غير تقليدية، وجريئة، فلقد شملت رؤيته خططًا شاملة، لمختلف أوجه الاقتصاد، حتى إن أهم المشاريع الثمانية المطروحة ضمن عشرات المشروعات القومية، يتوقع أن يكون مردودها بقيمة 276 مليار دولار، منها مصانع لتصنيع السلاح، والسيارات محليًّا”.

واختتم بالقول “هذه الزوبعات لن تؤثر على الجهود الإصلاحية للمملكة، وخير دليل على ذلك، تحقيق مبادرة مستقبل الاستثمار العالمية التي نفذت أخيرًا، صفقات بما يزيد عن 50 مليار دولار، وبمشاركة 4500 شخص من كافة أنحاء العالم، وبطموح يؤكد أن السعودية تعد سدًّا منيعًا، يحول دون تنفيذ خطط إعادة هيكلة المنطقة، وتقسيم وتفتيت دولها”.