+A
A-

حميدان: ترسيخ مبادئ الحوار يضمن استقرار المجتمعات

 أقامت المؤسسة البحرينية للحوار، تحت رعاية وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، في فندق السوفيتيل أمس، “مؤتمر الحوار المجتمعي” بالتعاون مع منظمة البحث عن أرضية مشتركة، وتتمثل أهدافه في تعزيز ثقافة الحوار والتسامح وتسهيل تبادل الأفكار بين قطاعات المجتمع انطلاقًا مما يفرضه الشعور بالانتماء إلى هذه الأرض الطيبة والجوامع المشتركة والمصالح العامة وتحقيق التطور والنماء المنشودين.

وتم صباح أمس اختتام البرنامج التدريبي المشترك بين المؤسسة والمنظمة بشأن تصميم وتيسير الحوار المجتمعي، والذي شارك فيه 19 مدربًا بحرينيًا و56 شابًا، واستغرق 20 شهرًا، وتضمن 4 مراحل، هي مرحلة تدريب المدربين، ومرحلة تدريب ممارسي الحوار، ومرحلة سوق الأفكار، ومرحلة تنفيذ المبادرات المجتمعية.

وفي تصريح بهذه المناسبة، أكد حميدان أهمية الحوار كأداة متحضرة تستطيع من خلالها المجتمعات تحقيق أقصى تطلعاتها نحو التنمية المستدامة الشاملة على مختلف الأصعدة، إذ جاءت أهداف هذا المؤتمر ترجمة ومتوافقة مع أهداف مسيرة الإصلاح الشامل التي أطلقها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وجعلت البحرين واحة للتعددية والتعايش والانفتاح والحوار الإيجابي بين جميع الأديان والطوائف والمعتقدات.

ولفت الوزير إلى أن التنوع والاختلاف سمة إنسانية، يجب أن تسخر في خدمة الأهداف المشتركة للمجتمعات، عن طريق ترسيخ قيم الحوار الإيجابي البناء في مختلف الحقول، مشيرًا في هذا السياق إلى تجربة المملكة في الحوار بين أطراف الإنتاج الثلاثة كنموذج راق ومتحضر كان محط إشادة من مختلف الدول، إذ استطاعت المملكة عبر هذا الحوار تحقيق العديد من المكتسبات العمالية، وتحويل المعوقات إلى عامل إيجابي يساهم في حل القضايا وتطوير أطر التعاون، مؤكدًا أن الحوار القائم على الاحترام المتبادل وتقبل الآخر يمهد الطريق نحو الاستقرار الدائم في العلاقات المجتمعية بين الشركاء ضمن أجواء إيجابية دافعة للمزيد من العطاء والإنتاج والأمن والسلم المجتمعي.

وفي هذا السياق، أشاد حميدان بأهداف المؤتمر، لافتًا إلى أن مثل هذه الفعاليات من شأنها أن تساهم في ترسيخ الحوار كثقافة وسلوك مجتمعي يضمن استقرار المجتمعات وتقدمها، معربا عن تقديره لحماس الشباب البحريني المنظم والمشارك في المؤتمر نحو نشر ثقافة الحوار المجتمعي بين مختلف الفئات، ما يعكس حجم الإحساس بالمسؤولية نحو بلدهم، مؤكدًا أن مثل هذه الروح تبعث على الأمل بغد مشرق يكون الحوار فيه منصة دائمة تتعدد فيها الرؤى ويتوحد فيها حب الوطن.

وألقى رئيس مجلس أمناء المؤسسة البحرينية للحوار سهيل القصيبي كلمة أعرب فيها عن شكره للوزير على رعايته وحضوره المؤتمر، مثمنًا الدعم الذي تقدمه الوزارة للمؤسسة ولمختلف المنظمات والجمعيات الأهلية، مشيرًا إلى أن الحوار البناء الذي تتبناه المؤسسة هو من أفضل الحلول لمعالجة قضايا المجتمع، وأن تحقيق التعايش والسلام هو السبيل الأمثل لمجتمع مترابط وإيجابي ونشط.

وتخلل الحفل الختامي عرض فيلم قصير بعنوان “مهد السلام”، يحكي صورة التعايش والوئام في مملكة البحرين منذ القدم.

ثم سلم حميدان الشهادات والدروع التذكارية للمدربين المعتمدين في البرنامج في مجال تصميم وتيسير الحوار، وكذلك المشاركين ومنفذي 3 مبادرات حوارية وهي: مبادرة الحوار المجتمعي لتسوية خلاف أهلي بشأن تبعية أرض وقفية في إحدى مناطق البحرين، مبادرة تحسين أحد الأسواق المتنقلة ومعالجة السلبيات في السوق بالتوافق مع أهالي المنطقة، ومبادرة حملة مناصرة اجتماعية للحد من ظاهرة التسول في مناطق جدحفص والسنابس والديه والمصلى.

كما قدم الوزير جائزة الحوار للمدربة البحرينية فاطمة عبدالمحسن، بعد اختيارها من قبل المؤسسة والمنظمة تقديرًا لدورها الرائد في مجال التدريب على أسس الحوار والسلام بين الشباب، ولجهودها الواضحة في دعم البرنامج التدريبي المشترك بشأن تصميم وتيسير الحوار المجتمعي.