+A
A-

مجلس بو طبينة يستحضر مآثر سمو الشيخ عبدالله بن خالد

نظم مجلس جاسم بو طبنية بعراد أخيرا أمسية جميلة بعنوان “في ذكرى العطاء الخالد لفقيد البحرين الشيخ عبدالله بن خالد”، استذكر من خلالها الحضور الذين اكتظ بهم المجلس، مآثر ومكارم خلق الفقيد الكبير، وحجم إسهاماته الخيرة في خدمة المجتمع والدين والمواطن نفسه.

ورحب عريف الأمسية الكاتب يوسف الحمدان بجميع الحضور، مؤكدًا أن رحيل سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، خلف في قلوب البحرينيين وفي الذاكرة الوطنية فراغًا كبيرًا، ووجعًا أكبر، مستدلًا بذلك على التواضع الجم للفقيد، الذي قربه من كثيرين من أبناء البلد، ومنذ الوهلة الأولى للقائه بهم.

واستلم طرف الحديث في بداية الأمسية مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي وعضو مجلس الشورى منصور سرحان، إذ بين أن مجلس الفقيد الراحل وأثناء ذروة قوته كان يفتح على مدار الأسبوع؛ لاستقبال جمع الضيوف، قبل أن يتم تحديد ذلك بثلاثة أيام، وبرواد من كل رجالات البحرين من وزراء، ومسؤولين، وعمال، وفلاحين، وغيرهم.

وأضاف سرحان “لاحظت أن سموه كان يهتم بالترحيب بالفقراء، والذين منهم من يزور سموه لعرض مشاكله واحتياجاته، وكان بدوره حريصا على ألا يخرج أحد من مجلسه إلا وهو على درجة وافية من الرضا والسعادة”.

وتابع “أذكر أنه وفي العام 2000 وبينما كنت أعمل على إعداد كتاب عن تاريخ مكتبات البحرين، صدر العام 2001، سمعت أثناء ذلك عن المكتبة الخليفية، التي تأسست العام 1954 ولم تكن لدي - كغيري - معلومات وافية عنها، وعندما أسال أيا من أهل المحرق، أو غيرهم، لم أكن أجد جوابًا، وعندما التقيت بسمو الشيخ عبدالله (رحمه الله)، وسألته، اتضح أنه هو المؤسس لها، بزمن سمو الشيخ سلمان بن حمد، إذ أشار عليه مجموعة من أفراد الأسرة الحاكمة بهذه الفكرة المميزة، وكان المسؤول عنها فيما بعد”.

وأردف “في العام 1988 تسلمت دعوة سموه لحضور افتتاح مركز أحمد الفاتح الإسلامي، وكان تحت رعاية الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان (طيب الله ثراه)، وبعد أن انتهى الحفل، التفت مجموعة من المثقفين حول سمو الشيخ عبدالله، أنا أحدهم، فقال لهم: أبشركم بأن هذه الأرض الكبيرة شمال مشروع مركز أحمد الفاتح، بكاملها، أهدتها الحكومة لنا، لكي نبني عليها بالمستقبل مكتبة”.

وزاد “بعد مرور 10 سنوات على هذه الحادثة، في العام 1998 تحديدا، طلب مني وزير التربية والتعليم آنذاك عبدالعزيز الفاضل، تشكيل لجنة تعنى ببناء مكتبة ضخمة جدًا تسمى بـ (المكتبة المركزية)، فبدأنا من يناير بإعداد التقرير، وسلم له في مايو. بعدها التقيت بالفاضل لمناقشة التقرير، فاعتذر لي عن المشروع، وقال إن هناك مشروعا أفضل وأكبر لمكتبة أخرى ستحمل اسم الشيخ عيسى بن سلمان، وسيكون سمو الشيخ عبدالله بن خالد مسؤولًا عنها، ويريدك سموه أن تذهب الآن إليه، فذهبت لسموه، وتوصلنا لوضع الخطة، حتى تم وضع الحجر الأساس لمركز عيسى الثقافي، ومعه مكتبته الوطنية”.

وقال سرحان، وصت إنصات عميق من الحضور”أتذكر أنه وفي العام 2006 ومع اكتمال البناء، وكان التأثيث حينها في الطريق، ذهبت للسلام على جلالة الملك، مع أعضاء مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، فقالوا لجلالة الملك إن المبنى اكتمل، وسوف نبحث عن لمدير له من أوروبا، فقال جلالته: سأوفر عليكم العناء، المدير بينكم، ثم أشار جلالته إلَي، ووجدت حينها تعبيرات وجه الشيخ عبدالله (رحمه الله) متهللة بالسعادة، ونهض فورًا أمام جلالة الملك، وهنأني، وشكرني، والحمد لله المكتبة بنيت على أصول وزودت بما يقارب بمئة وعشرة آلاف كتاب”.

وفي مداخلة له، قال النائب السابق عيسى المطوع إن “الشيخ عبدالله بن خالد (رحمه الله)، ممن ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم (خيركم من طال عمره وحسن عمله)، هذا الرجل الكلمات تقف عاجزة على أن توفيه حقه، هذا الرجل المبارك والنبيل، قدم أسمى المواقف بأخلاقه، وحسن عشيرته، وبأمر تلمسه من كل عرفه، ولقد ترك رحيله فراغًا كبيرًا”.

وتابع “أمثال هؤلاء الرجال، وإن ماتوا، فإن أعمالهم وإنجازاتهم وما سطروه من مآثر تبقى حيه خالدة في أذهان الناس، كلنا يعرف سجايا سموه الطيبة، ويتنسم عبيرها، هذا الرجل، أخذ هم الإسلام، وحمل مسؤوليته بكل محفل، فتجده بكل مناسبة من أول السابقين”.

وواصل “أتذكر أنه حتى في المحاضرات، التي يحضرها عدد كبير من الضيوف من خارج البحرين، كان سموه (رحمه الله) يشاركهم الحضور، بل إنه كان يتربع الجلوس على الأرض بالصف الأول تواضعًا للعمل، في حين كان المحاضر يجلس على كرسيه، وموقف سموه هذا دلالة على التواضع الجم، وهو ما يقودنا لحديث رسول الله (ص): من تواضع لله رفعه”.

وأضاف المطوع “سموه آية في التواضع والخلق الرفيع، وممن يحملون لواء التوحيد، وتأليف القلوب بين الناس على محبة الله سبحانه وتعالى، وهذا الرجل أثنى عليه القريب والبعيد، ولقد قال رسول الله (ص): من أثنيتهم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًا، وجبت عليه النار، أنتم شهداء الله بالأرض، أنتم شهداء الله بالأرض، أنتم شهداء الله بالأرض”.

وزاد “الشيخ عبدالله بن خالد (رحمه الله)، من زمامه هؤلاء الرجال الأخيار الذين جاؤوا من صلبه، وهم معالي الشيخ خالد بن عبدالله نائب رئيس مجلس الوزراء، ومعالي الفريق الطبيب الشيخ محمد بن عبدالله رئيس المجلس الأعلى للصحة، وأستاذي الدكتور علي بن عبدالله (رحمه الله)، والذي كان جراحًا بالمستشفى العسكري، وكان أيضا قائدًا له”.