+A
A-

المسحر يقاوم “الواتس آب” و”الانستغرام”

على الرغم من أن الجميع اليوم في البحرين والمنطقة يحب السهر الى وقت متأخر في الليل مع التلفزيون او مع الهواتف الذكية مازال المسحر في البحرين يصارع التكنولوجيا اليوم بغنائه وصوته في الاحياء، ومازال هو يعتبر أهم واطرف المظاهر الرمضانية ويؤدي وظيفته كل ليلة وهو يغني قبل السحور داعياً الناس للنهوض من النوم لتناول السحور، ويستمر (المسحر) طيلة شهر رمضان الكريم على هذا المنوال، وقد اعتاد الناس لا سيما في الماضي على سماعه وربطوا بينه وبين البدء في تناول طعام السحور.

وكان (المسحر) يطوف على المنازل في منطقة يتفق عليها مع زملاء له لئلا تتداخل مهامهم فيما بينهم وكان يسير على قدميه مسافات طويلة مناديا (لا إله إلا الله محمد رسول الله.. السحور يرحمكم الله) ويدق على طبلته لإيقاظ النائمين. ويختم (المسحر) شهر رمضان الكريم بليالي الوداع، حيث تكون هذه الليالي حافلة فيخرج ومعه مجموعة من أصحابه، كما يشاركهم الكثير من الشباب وحتى النسوة والصبية في بعض الأحيان وهو يردد بصوتٍ منغم: (هو يالوداع.. يا شهر الصيام.. عليك السلام) وتردد المجموعة خلفة هذه الألحان الشجية احتفاءا وتكريماً للشهر، واليوم اصبح المسحر في 2018 يستخدم الاغاني المشهورة كالاغاني المصرية مثل (العب يله) وغيرها.

ومن مواصفات المسحر قديما أن يكون شخصاً وقوراً يقوم بأداء فروضه ويخشى الله خوفاً ومهابة، وهو رجل بسيط، دخله محدود، يكون شهر رمضان فرصة له، للحصول على المال، كذلك فإن له مكانة خاصة لدى أهل “الفريج”. بصوت شجي خالٍ من النشاز، يقوم “المسحر” بإيقاظ الصائمين عن طريق جر حمار واضعاً عليه قطعاً من “الخيش” ويدور بين الفرجان وكانت مهمة المسحر ضرورية آنذاك، لم يكن الأهالي يوصلون الليل بالنهار في رمضان كما اليوم، لم تكن هناك بدائل من منبهات ووسائل إعلام تغنيهم عن هذا الرجل الذي كان، يحتسب من الله أجراَ على هذه المهنة، فمن يختاره أهالي الفريج للقيام بهذه المهمة يكون شخصاً فقيراً ومحتاجاً وهم أدرى بحاله وينتهزون الفرصة في شهر رمضان لمنحه “المقسوم” إما مكافأة عينية أو نقدية.