+A
A-

“TRUTH OR DARE”... رعب خاص للمراهقين

الظواهر الخارقة للطبيعة وغير القابلة للتفسير، أصبحت الآن من الصرعات المسيطرة على الجو العام في هوليوود، وهذا لا يقتصر على السينما فحسب، بل امتد إلى التلفاز، والدليل على ذلك، طرح فيلم “TRUTH OR DARE” بعد أيام قليلة من فيلم رعب نفسي آخر هو “مكان هادئ”، وكلاهما تصدر قائمة الأفلام وحقق إيرادات ضخمة في الولايات المتحدة.

الفيلم من إخراج جيف وادلو، ويقدم مجموعة من الوجوه الجديدة الواعدة، ويأتي في مقدمتهم لوسي هال وتايلر بوسي وفيوليت بين وهايدن سيزتو، أملاً في تحقيق تواصل جيد مع الجمهور، خصوصا شريحة المراهقين والشباب.

فيلم “الحقيقة أم التحدي” يبدو من نوعية أفلام الإثارة التي تنجح في اجتذاب نوع معين من الجمهور من المراهقين والشباب أقل تحت 35 عاما، المولعين بأفلام الرعب والمشاهد المليئة بالمفاجآت المثيرة التي تتوالى على الشاشة، أو العيون المترقبة، أو الشغوفين بمعرفة كيف ستنتهي لعبة مميتة مثل تلك التي يطرحها الفيلم.

تبدأ القصة أثناء رحلة إلى المكسيك، حينما تتورط مجموعة من الأصدقاء في لعبة، ويجدوا أن من الصعب الفكاك من براثنها بعد ذلك. قواعد اللعبة صارمة، فكل من يجرؤ على الكذب ينال عقابا قاسيا، وبالمثل يعاقب من يطرح عليهم التحدي ولا ينجحون في تجاوزه، أما العقاب فهو الموت.

بعد المشاركة في اللعبة والعودة للديار، تدرك أوليفيا، الشخصية التي تجسدها هال، أن هناك الكثير من الأمور الغريبة بدأت تحدث لها، وأن حياتها معرضة لخطر حقيقي. وبعد رحلة سفر طويلة وشاقة، والعودة إلى الولايات المتحدة، تقرر الرجوع مرة أخرى إلى المكسيك؛ لاكتشاف سبب المشكلة وهذه الظواهر.

يشار إلى أن هال حققت شهرة من خلال برنامج تلفزيون الواقع “أميركان جونيورز”، وهو عبارة عن حلقات تستعرض مواهب الأطفال والمراهقين، ويعد بمثابة النسخة المصغرة من برنامج “أميركان أيدول”.

توطدت علاقة هال مع الجمهور من خلال دورها الناجح في المسلسل التليفزيوني “الحسناء الصغيرة الكذابة”، وقد أهلها هذا النجاح للحصول على فرصة حقيقية على الشاشة الكبيرة من خلال “الحقيقة أم التحدي”؛ لتملأ صورتها اللافتات الإعلانية في كل هوليوود.

حالف الحظ هال، إذ لم يتوقف الطلب عليها طوال الأعوام السابقة، وقدمت مواسم عدة من “الحسناء الصغيرة الكاذبة”، وتشارك حاليا في مسلسل تلفزيوني آخر بعنوان “حكم مدى الحياة”، تجسد فيه دور فتاة ظلت تعتقد لسنوات أنها مريضة بالسرطان، ثم تكتشف بعد ذلك أنها ليست كذلك.

وبخصوص تجربتها مع هذا العمل، تؤكد هال “كان بمثابة حقل تجارب، من دون أن أعرف أي من مساراته سوف يكون الختامي”. كما تؤكد أن التصوير كان بمثابة “جنون”؛ بسبب كمية الأماكن والاستوديوهات التي تعين عليها التنقل بينها لتصوير مشاهد الفيلم.

يشار إلى أن الفيلم من إنتاج استوديوهات “بلوم هاوس”، منتجة “اخرج”، الذي رشح هذا العام لنيل جائزة الأوسكار من فئة أفضل فيلم، وأصبح ظاهرة في عالم أفلام الرعب، وظلت التكهنات مثارة حول حظوظه الكبيرة في الحصول على التمثال الذهبي، الذي ذهب في النهاية إلى فيلم المكسيكي جييرمو ديل تورو “شكل الماء”.

وفي مقابلة مع مجلة “دبليو”، قالت هال “بلوم هاوس تتعامل على النحو التالي: شراء سيناريو، وإنجازه بميزانية منخفضة للغاية، كما لو كان فيلم مقاولات، وإذا حقق نجاحا ينفقون على الترويج له”. وتضيف “لم تكن لدينا أدنى فكرة حينما كنا نقوم بالتصوير إذا كانوا سيختارونه أو حتى سيعرض أم لا. كنا نصور كما لو كنا في ماراثون عصبي جنوني، نجري طول الوقت، ونبكي ونصرخ، ولكن يبدو أن الأمر في النهاية كان يستحق العناء”.

يبدو أن الفيلم مرضي عنه من النقاد، خصوصا أن 88 % من مستخدمي موقع “روتن توميتو” لتقييم الأفلام أعربوا عن رغبتهم في مشاهدته، هو ما يعد بادرة طيبة بالنسبة للفيلم ودعما قويا في بداية مسيرة النجمة الشابة، فضلا عن كونها رسالة مهمة مفادها أن نمط أفلام الرعب مازال باقيا وبعافية جيدة وله جمهور حريص على الذهاب للسينما؛ للاستمتاع بما يقدم منه.