+A
A-

“البلاد” تحاور متفوقين (2/2): أطباء المجتمع بلا وظائف منذ 10 سنوات

تواصل “البلاد” في الحلقة الثانية والأخيرة حوارا مع مجموعة من خريجي تخصص علم الاجتماع بجامعة البحرين.

وكما للأجساد أطباء، فإن للمجتمع أطباء، وخريجو تخصص علم الاجتماع يعتبرون أطباء أمراض المجتمع، ولكنهم بلا وظيفة؛ بسبب شح الوظائف المعروضة، وتجاهل الجهات الرسمية المعنية ايجاد حل مستديم لهذه المشكلة المؤرقة.

وناشدت خريجات علم الاجتماع الدفعة الأولى، اللاتي مضى على تخرجهن أكثر من 10 سنوات بدرجة امتياز، رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إصدار التوجيهات الفورية؛ لتوظيفهن من أجل رفع معاناتهم.

 

فضيلة تجول بمعارض التوظيف بلا نتيجة

عبرت فضيلة رمضان عن استيائها من بقائها 10 سنوات على قائمة انتظار التوظيف، لافتة إلى أنها توظفت ثم استقالت بعد أن كان راتبها 150 دينارا، إذ كان يلبي بعض احتياجاتها الضرورية.

وقالت “الأمر الأكثر تأليمًا بعد أن كنا أولى الدفعات المتخرجة، هو التسويق الإعلامي، وهو وضع تخصص علم الاجتماع من العلوم الجديدة في البحرين، وعليه فإن الطلب عليه كبير في سوق العمل سواء كان في القطاع العام أو الخاص”.

وأشارت إلى أنها حاصلة على معدل 3.5، وتطمح لحصولها على وظيفة تلبي احتياجات ظروفها المادية مقارنة بالوضع الحالي وارتفاع الأسعار.

وقالت “في كل مرة يقام معرض الوظائف أقوم بتسليمهم سيرتي الذاتية ولكن لا أحد يتواصل معي بالرغم من إعلاناتهم عن مئات الوظائف تحت فروع تخصصنا”.

 

إيمان تتحول من باحثة اجتماعية لمعلمة أطفال

إيمان سلمان عبدالله، خريجة علم اجتماع منذ 2009، لم تفدها شهادة بكالوريوس علم اجتماع في الحصول على وظيفة إلا أن وظيفتها كمعلمة رياض أطفال حصلت عليها في شهادة نالتها خلال شهر، بينما كانت طيلة الـ 5 سنوات التي قضتها من عمرها لم تحصل منها أية طلب وظيفة، فهي تحولت من باحثة اجتماعية إلى معلمة رياض أطفال وبمرتب قليل جدًا؛ سعيًا للهرب من وحش البطالة.

وقالت: “لا يخفى علينا أهمية علم الاجتماع في مختلف المؤسسات والقطاعات كالصحة والتنمية الاجتماعية فهذا التخصص غير مقتصرا على وزارة التربية لأهمية دور الباحث الاجتماعي في تلك القطاعات أيضا، وأن الكثير لا يعي أهميته الكبرى”.

وأوضحت “يهدف تخصص علم الاجتماع لتزويد الخريجين بالمهارات التي تمكنهم من العمل في الوزارات والهيئات والمؤسسات ومراكز البحوث ذات الصلة والتراث الشعبي والأجهزة الإعلامية هذا ما وجد في خطة التخصص عند الالتحاق به.

 

المدوب تعمل معلمة منزلية بسبب بطالة التسع سنوات

قالت فتحية المدوب، خريجة علم اجتماع وعاطلة عن العمل منذ 9 سنوات، إننا نعتمد على مدخولنا بما يصرف لنا التأمين ضد التعطل لمدة 6 شهور بمقدار 150 دينارا، فيما لا نستطيع أن نؤمن مصروفاتنا الشهرية.

وأردفت: نعاني من تأثير البطالة، والمستوى المعيشي والمادي صعب في ظل الظروف الاجتماعية ومع ارتفاع الأسعار وزيادة متطلبات الحياة وارتفاع أجور السكن وغيرها.

ولفتت إلى أنها تقوم بتدريس عدد قليل من الأطفال في منزلها؛ لكي تكسب القليل من أجر عملها لتغطية مصاريفها. وناشدت الجهات المختصة والمعنية إيجاد وظائف تحت مسمى تخصصهم في القطاعين؛ سعيًا لإنقاذهم من الظروف المعيشية القاسية.

 

خريجات: عتب على جامعة البحرين وشواغر كثيرة لا يعلنها “الخدمة”

في ختام لقاء “البلاد” مع نماذج من خريجي تخصص علم الاجتماع بجامعة البحرين أشاروا إلى أن التعرض للمشكلة لا يكفي، وطلاب علم الاجتماع المنوط بهم دراسة مشاكل المجتمع وظواهره الأجدر بهم دراسة مشكلتهم كخريجين حديثين في التخصص، وأن يكون هناك رؤية مستقبلية وتوازن مع خريجي التخصص ومتطلبات سوق العمل في القطاع الخاص، وأن يكون هناك توجه في ريادة الأعمال كقطاع حديث توجه له مؤسسات الدولة.

وبحسب خلاصة اللقاء تبين أن:

- القطاع الحكومي والقطاع الخاص من سوق العمل غير متعرف على طبيعة تخصص علم الاجتماع ويعتبر تخصص مبهما وحتى الطالب المتخرج من التخصص لا يوجد له مسمى مهني واضح.

- كان يجب على جامعة البحرين أن تلتفت إلى جوانب التقصير، وكان من المفترض أن تقوم جامعة البحرين بإغلاق الفجوة بين مخرجات التخصص الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل على الأقل بوجود برنامج تدريبي في المراكز الصحية ومراكز التنمية الاجتماعية والمدارس وأن تكون ساعات إلزامية من متطلبات التخرج.

وتساءلن: لماذا لا تقوم وزارة العمل بتوفير وظائف لطلاب وطالبات علم الاجتماع في المؤسسات الخيرية والاجتماعية المسجلة رسميا كالصناديق والجمعيات ومراكز العنف الأسري والأيتام مع دعم الراتب بشكل اعتيادي؟ إضافة إلى أن يقوم ديوان الخدمة المدنية بالإعلان عن وظائف لطلاب وطالبات علم الاجتماع رغم وجود شواغر في كثير من الأماكن الرسمية في كثير من الوزارات والمراكز التابعة للتنمية الاجتماعية.

وبخصوص وزارة التربية والتعليم يجب أن تقوم بتوظيفنا بدلا من تدريب المدرسين وتعينيهم مشرفين اجتماعيين ومشرفين أقسام، أَو أن توفر برامج تقوم بإعداد وتأهيل خريج علم الاجتماع للعمل في التدريس والإشراف في المدارس الخاصة.

وطالبن أن تقوم “تمكين” بعمل برامج تدريبية خاصة بطلبة علم الاجتماع لإغلاق الفجوة بين المخرجات الأكاديمية للتخصص ومتطلبات سوق العمل لأن معظم برامج “تمكين” لا تخدم التخصص بالشكل المطلَوب.