+A
A-

محمد البحارنة: الخط علم وليس مجرد فن

فنان الخط العربي الخطاط محمد علي البحارنة، ولد العام 1947 في المنامة، تعلم القرآن الكريم منذ صغره، وبدأ دراسته في مدرسة محمد صالح التاجر، وبعد سنة واحدة من دراسته بهذه المدرسة التحق بالمدرسة الشرقية لمدة سنتين ومن ثم واصل دراسته بالمدرسة الغربية المعروفة حاليا بمدرسة أبي بكر الصديق، ثم انتقل إلى المدرسة الثانوية ودرس بها حتى أنهى المرحلة الثانوية. وكان لنا معه هذا اللقاء:

حدثنا أكثر عن مسيرتك الدراسية.

التحقت بالمعهد العالي للمعلمين، وكنت من ضمن أول دفعة دراسية فيه، فتخصصت في التربية الفنية (مادة الخزف). بعد دراستي في المعهد ابتعثت للدراسة في انجلترا (كلية ردلاند - برستول) لمدة سنتين ثم عدت بعدها لأدرس التربية الفنية في المعهد الذي تخرجت منه في السابق. بعد هذه الفترة تركت التدريس وواصلت دراستي على حاسبي الخاص فذهبت للسويد والبرتغال.

هل درّست في المدارس الحكومية أو عملت في وزارة التربية والتعليم؟

بعد استكمال دراستي عدت مرة أخرى لأواصل التدريس بمدرسة مدينة عيسى الثانوية، ثم عملت في مركز الوسائل التعليمية بوزارة التربية والتعليم وبعد أرسلت للدراسة في الأردن. وبعد عودتي عملت في مركز الوسائل التعليمية في مجالات فنية لمدة 3 سنوات، بعدها تركت العمل بوزارة التربية والتعليم نهائيًا.

لماذا توجهت إلى مهنة التدريس؟

بسبب حصولي على بعثة دراسية ودراستي في المعهد العالي للمعلمين.

هل تأثرت بمن سبقك من الخطاطين العرب؟

طبعًا في البداية لتعلم أي عمل جديد لابد من التقليد، فكنت أرى كتابات وأقوم بمحاولة تقليدها، وهناك كراسة تعلم منها معظم الخطاطين الذين من جيلي وهي للخطاط هاشم البغدادي، وأيضًا تأثرت بالشيخ محمد بن عبدالعزيز الرفاعي وهو خطاط تركي أنشأ مدرسة تحسين خطوط في مصر، والعديد من الخطاطين الآخرين.

من هم أساتذتك؟

في واقع الأمر تعلمت الخط العربي عن طريق التعليم الذاتي واعتمدت بشكل كبير على عيني وهي مهمة جدًا للتشخيص، فلذلك ليس لدي أساتذة.

ما الأعمال التي قمت بها في الخط؟

معظم الأعمال التي قمت بها هي الكتابة لشركات الإعلانات؛ لأن الإعلانات في السابق تكتب بخط اليد وأيضًا عمل شعارات أو كتابة أسماء.

ما المعارض الي شاركت بها؟

شاركت في معارض قليلة، مثل معرض في السويد ومعرض في بيت القرآن في شهر رمضان وفي المدرسة.

ما أنواع الخطوط العربية؟

الخط الكوفي وخط المصافح وخط الثلث الذي يعتبر من أصعب الخطوط (أم الخطوط) وخط النسخ الذي يتميز بأن معظم كتب القرآن الكريم الموجودة مكتوبة به؛ لأن هذا الخط حروفه واضحة فلذلك يسمى بالخط الواضح، وهناك الخط الفارسي وفي الواقع اسمه نستعليق ولكن بسبب استخدام غالبية الفرس هذا الخط تم ربطه بهم، وأيضًا يوجد الخط الديواني والخط الديواني الجلي ويتميز الخط الجلي بالنقاط والتشكيلات ويكتب بريشة كبيرة.

ما المراحل التي يمر بها الخط؟

في نظري الخط يمر في 3 مراحل: المرحلة الأولى التقليد والتدريب إلى أن تتدرب على كيفية كتابة الحروف، والمرحلة الثانية كتابة الحروف بأسلوبك وبطريقتك الخاصة، والمرحلة الثالثة والأخيرة هي الإبداع في كتابة الخط بشكل فريد ومختلف. الخط يوجد به أسرار كثيرة والإنسان أو الخطاط كلما كتب أكثر كلما رأى نفسه يكتشف شيئًا جديدًا.

تتميز اللغة العربية بتعدد أنواع الخطوط... فما أثر اللغة في الخط؟ وهل من دور للخط في اللغة؟

الخط أتى كبداية لكتابة القرآن الكريم فارتباطهُ في اللغة ارتباط وثيق وارتباطه بالدين أتى كبديل للرسم والتصوير، فالخط هو فن تجريدي بحيث ليس به تفاصيل بل يوجد به جماليات وهناك مقولة لبيكاسو هي: “كل الفن متجمع في الخط”. والخط ليس فنا فقط بل هو علم والدليل على ذلك لديه قواعد، في النهاية اللغة العربية مرتبطة بالخط والخط مرتبط باللغة العربية.

هل لجمالية الخط علاقة بالمواد المستخدمة من حبر وأقلام وغيرها؟

بالطبع، الأدوات الجيدة تنتج عمل جيد، والأقلام تختلف، فيوجد قلم لنوع خط معين وقلم لنوع خط أخرى وهكذا. وأيضًا الحاسوب نفع الخطاط من ناحية إبراز الألوان وأبعاد الخط ويقوم بالتصغير والتكبير فينتج لوحة فنية أفضل.

من الذين قاموا بتطوير الخط؟

العثمانيون هم من قاموا بتطوير الخط، فالدولة العثمانية تقوم بجلب الفنيين والحرفيين فيقوم الخطاط بالاحتراف ومهمته فقط الإبداع في مجاله والدولة توفر له احتياجاته فنتج ذلك جيل كبير من الخطاطين، وأيضًا كان السلاطين العثمانيون مبدعين في فن الخط.

من خلال خبرتك الطويلة في هذا المجال كيف ترى واقع الفن اليوم؟ وهل من أشخاص يحملون الراية نحو التطوير؟

للأسف بالنسبة للبحرين ليس بها ذلك التطور الملحوظ جدًا، فمثلًا في جيلي كانت المشكلة ارتباطنا بالعمل فلا نمارس الخط كهواية بل كعمل فيأثر ذلك على مستوى الشخص، الآن في البحرين يوجد العديد من الخطاطين الشباب ولديهم ملتقى يجتمعون فيه كل أسبوع، وهناك أيضًا بعض المسابقات والمعارض وشارك البعض بمعارض في الخارج. أتمنى خلال السنوات المقبلة أن يتطور الخط في البحرين وأن تبرز لدينا قاعدة كبيرة من الخطاطين. وفي النهاية أوصي الخطاطين بمقولة الإمام علي بن أبي طالب (ع): عليكم بحسن الخط فإنهُ من مفاتيح الرزق.

محمد مرهون

طالب إعلام بجامعة البحرين