+A
A-

الزواج التقليدي تحت مجهر الشباب.. هل عاد أم ما زال مندثرًا؟

في السنوات الأخيرة شهدنا عودةً كبيرة لتقاليد الزمن الماضي الجميل في مظاهر الأفراح والعرس ولم يقتصر على ذلك فقط، بل امتد حتى وصل للجذور، وأصبح الزواج التقليدي شائعًا أكثر من حيث إن الأم أو الأخت هي من تختار للرجل شريكة حياته بناءً على مواصفاتٍ يطلبها أو تجدها الأم مناسبة.

“البلاد” طرحت الموضوع على عدد من الشباب؛ لمعرفة رأيهم، وهل بالفعل شاع الزواج التقليدي في هذا الوقت؟ كذلك رأيهم في المظاهر القديمة من ملابس وأهازيج (مال أول).

شاركتنا برأيها الشابة صديقة حاجيه بقولها: من وجهة نظري أعتقد أننا في الحاضر اقتبسنا الكثير من زمن “الأول” من حيث الزواج التقليدي والعادات والملابس، فأصبح متعارفًا مجددًا الزواج من الأقارب وفي سن مبكرة جدًا، فالبنت تصبح أمًا وهي لم تتعدَ عامها العشرين مثل زمن أجدادنا وأمهاتنا، حتى مصممو الملابس باتوا يصممون بالأقمشة القديمة والتطريز وغيره للمناسبات أو الزواج، فالبنت في يوم زواجها لا ترتدي الأبيض ولكن ترتدي ثوب النشل أو اللباس التقليدي الجميل والذهب الكثير الذي يأخذنا بالزمن إلى الوراء.

أما شريفة المحفوظ فقد طرحت وجهة نظرها، مبينةً أن وعي الفتيات خصوصًا ساهم في انتشار ظاهرة الزواج التقليدي أو ما يسمى بـ “الخطبة” قائلةً: أصبحت الفتيات أكثر وعيًا من ذي قبل، إذ لا توجد الآن فتاة تعلق مصيرها بأحدهم خصوصًا في ظل صعوبة المعيشة الحالية التي يمر بها الشاب البحريني حتى يصبح مستعدًا للزواج وتكاليفه من الناحية المادية، لذلك فإن الخطبة التقليدية أسلم طريق، لكن هناك أيضًا سلبية في الخطبة، فالفتيات اليوم ينظرن للزواج بنظرةٍ وردية بعيدة عن المسؤولية المطلوبة لهذه الحياة الجديدة، فتقبل فورًا بأول خاطب يطرق بابها خصوصًا إذا كان من الأقارب. أما بالنسبة إلى مظاهر الفرح القديمة التي بات الناس يفضلونها، أعتقد أن السبب هو أن الناس تشبعت من الشكليات الحديثة، وأصبح من المميز أكثر والملفت أن تُدخل العروس الطابع الشعبي في تجهيزات زفافها وملابسها، لكن في نفس الوقت لا زلنا لا نجد البساطة القديمة، فكل هذه التجهيزات الشعبية تكون مكلفة للغاية، فالتشابه في هذا المحور يقتصر على الشكل والتصميم فقط دون أهم عنصر وهو البساطة وعدم التكلف.

وكان للشاب حسين العالي رأي مغاير تمامًا، إذ اعترض على فكرة عودة وشيوع الزواج التقليدي في الزمن الحالي، مبررًا ذلك بطريقة العيش الحالي في ظل التطور التكنولوجي، إذ قال: من وجهة نظري أن حالات الزواج التقليدي قلت في هذا الزمن؛ نظرا لوجود وسائل الاتصال الاجتماعي والاختلاط بين الجنسين في الجامعات وأماكن العمل، لذلك أصبح التعارف وتكوين علاقة تؤدي إلى الزواج سهلًا جدًا على الطرفين.