+A
A-

إلى متى يقمعوننا؟

الفنان بشتى مواهبه يظل موهوبا ويستحق كل الدعم من بلاده، وإن لم يجد هذا الموهوب يدا داعمة له اتجه إلى بلاد أخرى وارتحلت موهبته هناك، بدلا من أن يبقى في بلاده عزيزا ويُكرم.

صادفتني فعاليات كثيرة حضرتها، لكن كان هناك اختلاف في كل فعالية. الثقافة الفنية تلعب دورًا أساسًا، وأنا أتكلم هنا بخصوص تقدير الفنان على حسب أعماله لا عمره ولا منصبه الفني ولا رصيده، ولكل منا فنه وعلاقاته. فهناك ندوات حضرتها لا يوجد بها تقدير إلا للفنان الكبير في سنه، والصغير لا يرونه أصلًا ويتناسون كيف بنوا أنفسهم وهم الذين يقولون الشباب قادة البلد، فإذا كان الشباب قادة البلد احفظوا لهم كرامتهم وقدروهم.

لا يسعني إلا أن أقول إن هؤلاء فئة من الناس تجري وراء مصالحها، يدعون فنانا كبيرا في السن كي يفتح لهم سبلا في المجال الفني، أما الصغير الذي لا يوجد لديه رصيد فيستغلونه كي يصلوا إلى قلب مواقع التواصل الاجتماعي، ولهذا كان استغلالا وليس تكريما ولا فعالية ولا ندوة ولا محاضرة سيحضرها فنانون وإعلاميون.

يجب على كل من يسعى إلى الشهرة وراء ظهور الفنانين أن يتحذر كثيرًا وإلا سيقع في فخ الاستغلال، وكم صغير بارع وكم كبير عقله خاوٍ، والفن ليس عمرًا ولا سنًا ولا منصبًا، الفن موهبة وإحساس ومشاعر، فرفقًا بقلوب الفنانين.

هناك أناس يستصغرون الشاب ويرونه لا شيء يذكر، وهو الذي يرفعهم، ويجعلون للفنان الكبير في السن مكانة ويرميهم وكأنهم حدث لا يذكر في رأسه وأهم ما عنده تشريفه وتكريمه.

إلى الجهات الداعمة.. لا تهزأون بأي طرف ولا جهة ولا شأن معين، فالألقاب هي مجرد ألقاب وكلنا “سواسية”، نذهب نحن الشباب كي يكون لنا إثبات وجود، ولكن يقمعنا الكبار كي لا نخرج، ويشاهد الناس مواهبنا وهم على ظهورنا يكبرون، ويدّعون في اللقاءات بأن الشباب عمود الفن ولولاهم لما ارتكز الفن وقد يستغلون أفكارنا واختراعاتنا ويقولون لنا “تطوع”. كل منا يرغب في الأجر، ولكن التطوع في حال الاستغلال والأنانية لا يسمى تطوعًا بل هدرا لطاقات شبابية من الممكن في بلدان أخرى أن تصبح شيئًا عظيما.

لا نسعى إلا للخير والكمال لوجه الله ولكن التكريم في النهاية يأتي من الله وليس من البشر.

 

للكاتبة: منيرة عبدالسلام