+A
A-

الجبوري: لا أحد يعرف أين ومتى بدأ الكلام الإنساني

أقامت أسرة الأدباء والكتاب وضمن فعالياتها الأسبوعية يوم أمس الأول ندوة بعنوان “لغة في ظلالها لغات” تحدث فيها الأستاذ المساعد في جامعة “أ أم أ الدولية” صباح الجبوري وحضرها جمع من المهتمين.

واستعرض الجبوري في ندوته القيمة العديد من المواضيع الشيقة المتعلقة باللغة والانماط اللغوية المختلفة ومباحث النحويين والاساليب والمصطلحات، قاصا شريط الندوة بالتحدث عن أصل اللغة، حيث يقول:

اللغة أصلها من الفعل (لغا يلغو لغوا أي: قال باطلا.....)

واللغا: الصوت، مثل الوغا. ويقال أيضاً لغيَ به يلغى لغاً، أي: لهِج به. ولغي بالشراب أكثر منه.

واللاغية: اللَغوُ، (لا تسمع فيها لاغية). أي كلمة ذات لغو.

واللغةُ أصلها لغيٌ أو لغوٌ، والهاء عوض، وجمعها لغى، مثل برة وبرى، وتجمع على لغات أيضا.

والنسبة إليها لُغويٌ ولا تقل لَغَويٌ.

(الصحاح للجوهري)

وجاء في لسان العرب لابن منظور:

اللُغة: اللِسنُ. وهي فُعلَةٌ من لغوتُ، أي تكلمت، أصلها لُغوَةٌ، ككرة وقلة وثبة، كلها لاماتها واوات، وقيل أصلها لُغَيٌ أو لُغَوٌ، والهاء عوض، وجمعها لُغىً مثل بُرةٍ وبرىً، وفي المحكم لغات ولغون.

والنسبة لها لُغَوي ولا تقل لَغَوي.

ولم ترد مفردة اللغة في القرآن الكريم وإنما وردت في مكانها مفردة اللسان).

ثم تحدث الجبوري عن اللغة في الاصطلاح ويعرف هذا الجانب بما يلي:

اختلف العلماء وأهل اللغة في مفهوم اللغة وتعريفها

فسرها ابن جني “بأن حدَها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم”

ويشتمل هذا التعريف على أربعة جوانب هي:

أن اللغة أصوات.

أن اللغة تعبير.

أنها تعبير يعبر بها “كل قوم”.

أنها تعبير عن “أغراض”.

أما خصائص اللغة كما سردها الجبوري، فيقول:

حينما ننظر بعين التحليل إلى هذه التعريفات، نجد أنها تحمل بين طياتها الخصائصَ التي تميِز اللغةَ، وهذه الخصائص هي نفسها التي اعتمد عليها كثيرٌ من اللغويين القدماء والمحدَثين في تعريفهم للغة، وتتمثل فيما يلي:

صوتية اللغة

تعبيرية اللغة

اجتماعية اللغة

عُرفية اللغة

ثم انتقل المحاضر إلى تعريف اللهجة وهي:

جاء في لسان العرب:

اللَهْجَةُ، واللَهَجةُ: طرف اللسان، وكذلك جَرسُ الكلام.

ويقال فلان فصيح اللَهْجةِ واللَهَجةِ، وهي لغته التي جبل عليها فاعتادها ونشأ عليها.

فقد تتميز كل منطقةٍ في البلد الواحد بلهجةٍ مختلفة، فيكون في البلد الواحد لغةٌ واحدةٌ وعشرات اللهجات.

اللهجة هي مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة

 

وكانت العرب تقول عن اللهجة لغة فيقولون لغة تميم، ولغة هذيل ولغة قريش.

أما عن نشوء اللغات فيقول الجبوري:

لا أحد على وجه التحديد، يعرف متى او اين او على اية صورة ابتدأ الكلام الانساني، على الرغم من وجود افتراضات كثيرة في هذا الموضوع. إلا انه من المعروف جيدا، لا توجد جماعة انسانية، مهما قل حظها من الحضارة والمدنية، لا تمتلك لغة تتفاهم بها وتتبادل الافكار من خلالها.

وقد تعددت الآراء والفرضيات التي تفسر نشأة اللغة الإنسانية الأولى، ويبين عن اللغة العربية القديمة “اللغة الأم “. جل الأبحاث التاريخية والعلمية التي قام بها الباحثون أثبتت أن اللغة العربية الأم هي أصل اللغات العاربة التي يفترض أنها كانت تستخدم في شبه الجزيرة العربية قبل أن تتفرق أقوامها بسبب الهجرة.

وتعد اللغة العربية الفصحى الأقرب إلى اللغة العربية الأم لاسيما انها ظلت منطوقة في الجزيرة العربية مهد اللغة الأم، وأن أقوامها لم يتعرضوا لغزوات ولم يختلط أهلها بالغرباء، فاحتفظوا بتلك اللغة ولم يتأثروا بلغات الوافدين إلى أرضهم، ويشير إلى ذلك عدد من الباحثين بالقول: “يبدو أن اللغة العربية تمثل إلى حد معين اللغة (السامية) النقية لأنها حافظت على كونها اللغة الأقل تأثرا بالعناصر الأجنبية”.

وأخيرا ذكر المحاضر معلومة عن أصل الجذور في اللغات وهي: العربية 16505، اللاتينية 800، الانكلو سكسونية 2140.