+A
A-

إيران ترهب الثوار.. “المعتقلون قد يواجهون الإعدام”

- خامنئي في أول تعليق : المتظاهرون عملاء للخارج

لليوم السادس على التوالي تواصلت أمس الثلاثاء التظاهرات المناهضة للحكومة الإيرانية، على الرغم من قطع شبكتي التواصل الاجتماعي تيليغرام وانستغرام اللتين تستخدمان لتوجيه دعوات التظاهر، وأفاد التلفزيون الإيراني بأن 9 أشخاص قتلوا خلال مظاهرات ليلية في محافظة أصفهان، لترتفع بذلك الحصيلة النهائية لضحايا الاحتجاجات التي تشهدها البلاد إلى 21 شخصا، في حين تم توقيف 450 شخصا في طهران خلال 3 أيام. وفيما يشبه الترهيب للمتظاهرين، لوحت طهران بعقوبة الإعدام في وجه المحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع منذ الخميس الماضي. في حين اتهم المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي المتظاهرين “عملاء الخارج” بإثارة الاضطرابات.

فقد بدأت انتفاضة اليوم السادس في طهران من تجمعات احتجاجية في كل من ساحة “نبوّت” وميدان “شوش”، وشارع كارغر الشمالي باتجاه حديقة “دانشجو”. وفرقت قوات الأمن المحتجين في مركز سرق صادقية، وقامت بتفريق الباعة المتجولين من هناك، بحسب قناة “شهروند يار” عبر تيليغرام، والتي تغطي الاحتجاجات.

إلى ذلك، أفادت تقارير حقوقية بأن سجن “إيفين” امتلأ بمئات المعتقلين المشاركين في الاحتجاجات، بينما تزداد الاعتقالات في المحافظات أيضا وارتفع عدد القتلى بين المتظاهرين إلى 21 قتيلا، و3 من عناصر الأمن.

وذكرت وكالة “هرانا” التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان في إيران أن السلطات نقلت 423 معتقلا أثناء الاحتجاجات إلى القاطع “2 ألف” التابع لاستخبارات الحرس الثوري الذي يتولى التحقيق مع المعتقلين.

كما أفادت الوكالة بأن معملا داخل السجن يديره سجناء تلقى أوامر بصنع 1200 عصبة للأعين من القماش المطاطي، وهذا يوحي بأن عدد المعتقلين ربما زاد إلى هذا العدد من المعتقلين، حيث من المعروف أن التحقيقات في إيران تتم بعصب أعين المتهمين. وكانت السلطات قد أعلنت عن اعتقال نحو 100 شخص من مدينة أراك بمحافظة مركزي، بتهمة المشاركة في اقتحام مراكز حكومية ومبني الإذاعة والتلفزيون.

وتخشي المنظمات الحقوقية من تعرض المعتقلين للتعذيب أو الاغتصاب أو حتى الموت تحت التعذيب، كما حصل مع معتقلي الانتفاضة الخضراء العام 2009.

وتواصل الأجهزة الأمنية الإيرانية والحرس الثوري حملة اعتقالات عشوائية منذ اندلاع الاحتجاجات، بينما يستعد الإيرانيون للخروج بمظاهرات عارمة عصر الثلاثاء، حيث انتشرت ملصقات تحدد نقاط تظاهر جديدة في المحافظات والمدن المختلفة وحتى في مدن لم تشهد احتجاجات لحد الآن. وفي سياق الترهيب، لوحت طهران الثلاثاء بعقوبة الإعدام في وجه المحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع منذ الخميس الماضي. وحذر رئيس المحكمة الثورية في طهران من أن المحتجين المعتقلين قد يواجهون قضايا عقوبتها الإعدام عندما يحاكمون، وفقا لتقارير إخبارية متداولة.

ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن موسى غضنفر أبادي قوله “من الواضح أن إحدى التهم الموجهة إليهم يمكن أن تكون الحرابة أو شن حرب ضد “الله”، وهي جريمة عقوبتها الإعدام في إيران.

ونقل عن غضنفر أبادي قوله إن بعض المحتجين سيحاكمون قريبا بتهمة العمل ضد الأمن القومي وتدمير الممتلكات العامة. كما أكد أن حضور التجمعات التي لا تقرها الشرطة يعتبر غير قانوني في إيران. وتنظر المحكمة الثورية الإيرانية القضايا التي تنطوي على محاولات مزعومة للإطاحة بالحكومة. من جانبه، اتهم المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، أمس الثلاثاء، المتظاهرين “عملاء الخارج” بإثارة الاضطرابات، وذلك في الوقت الذي استمرت فيه مظاهرات مناهضة للنظام تفجرت الأسبوع الماضي.

وقال خامنئي على موقعه الإلكتروني الرسمي “في الأيام الأخيرة، استخدم أعداء إيران أدوات مختلفة، منها المال والسلاح والسياسة وأجهزة المخابرات؛ لإثارة مشكلات للجمهورية الإسلامية”.

وأضاف أنه سيلقي كلمة بشأن الأحداث الأخيرة “عندما يحين الأوان”. وبدأت التظاهرات الخميس في مدينة مشهد احتجاجاً على متاعب اقتصادية، وامتدت منذ ذلك الحين إلى عدد من المدن، ولم تتوفر أرقام عن عدد المتظاهرين المعتقلين في هذه المدن.