+A
A-

العراق: خط أنابيب غاز يمتد إلى الكويت

 عيّن العراق شركة تويو للأعمال الهندسية اليابانية لمساعدته في بناء خط أنابيب للغاز يمتد إلى الكويت، ومصنع للبتروكيماويات مرتبط به، مع سعي بغداد لخفض حرق الغاز واستكمال دفع التعويضات المستحقة عليها بسبب غزو الكويت عام 1990.

وسيتيح المشروع، الذي لم تعلن تفاصيله بعد، للكويت تنويع مصادر استيراد الغاز.

وسيشكل أيضًا ضربة لرويال داتش شل التي كانت تسعى للهيمنة على الغاز في العراق، قبل أن تتضرّر علاقاتها مع بغداد في أعقاب انسحابها من مشروعات نفطية كبيرة.

وقال مصدر كبير في قطاع النفط والغاز يعمل على المشروع، لكن ليس مصرحًا له بالتحدث عنه علانية، يحتاج العراق إلى خفض عاجل لحرق الغاز، وهو يسعى لتحقيق الأهداف التي التزم بها أمام البنك الدولي.

ومشروع الغاز الكويتي هو حل سريع ووسيلة سهلة لتحقيق ربح من موارد الغاز.

ولم يستجب البنك الدولي، الذي اشترط مرارًا خفض حرق الغاز لإقراض بغداد، لطلب للإدلاء بتعلق فوري.

وقالت مصادر في القطاع إن تويو تقترح بناء خط أنابيب للغاز وبدء التسليمات بعد عام 2019.

وقال المدير المالي لـ تويو، كينسوكي واكي، في تصريحات لرويترز إن المحادثات بشأن خط الأنابيب ومصنع البتروكيماويات مستمرة، لكن القرار النهائي للاستثمار لم يتخذ بعد.

والكويت راغبة بشدة في المشروع وعرضت ضمانات سيادية لما يصل إلى 80 % من التكلفة، بحسب المصادر. ولم يتم بعد الإعلان عن التكلفة الإجمالية.

ولم تستجب وزارة النفط الكويتية لطلب للإدلاء بتعليق فوري.

وتكافح الكويت، على الرغم من أنها أحد منتجي النفط الأعضاء في منظمة أوبك، لتلبية احتياجات الطلب المحلي المتزايد على الغاز.

وتعاني من نقص قدره 500 مليون متر مكعب يوميًّا، وتغطيه بشكل رئيسي من خلال استيراد الغاز الطبيعي المسال من دول من بينها قطر. وتتطلع الكويت إلى تنويع مصادر واردات الغاز.

وفي العام الماضي، قالت الكويت إنها ستكون مستعدة لشراء ما يصل إلى 200 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز من بغداد.

ويحتل العراق المركز الثاني عشر عالميًّا من حيث احتياطيات الغاز التي يحوزها وقدرها نحو 3.7 تريليونات متر مكعب.

ويستخرج العراق كميات كبيرة من الغاز المصاحب للنفط المستخرج، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الغاز يتم حرقه حاليًّا.

وتركز خطط العراق لتطوير الغاز منذ فترة طويلة على شركة غاز البصرة، وهي مشروع مدته 25 عامًا بقيمة 17 مليار دولار، يشارك فيه العراق بحصة قدرها 51 %، بينما تملك شل حصة تبلغ 44 % وميسوبيشي كورب اليابانية حصة 5 %.

ويهدف المشروع إلى تجميع الغاز من حقول في جنوب العراق، من بينها غرب القرنة1 الذي تديره إكسون موبيل، والزبير الذي تديره إيني الإيطالية، والرميلة الذي تديره بي.بي.

وقال مصدر من داخل شل عمل على مشروع الغاز، كان هدف شل الرئيسي دائمًا تطوير مرفأ للغاز الطبيعي المسال، وفي نهاية المطاف مجمعًا للبتروكيماويات في العراق.

ومع رفض العراق الموافقة على سعر للغاز مع شل، تأزم المشروع بحسب مصادر. وتعقدت المحادثات أيضًا بفعل انسحاب شل من حقل مجنون النفطي في وقت سابق من العام.

وقال مصدر عراقي في القطاع  العراق غاضب من شل والآفاق غير مبشرة لشركة غاز البصرة .

وردًّا على سؤال بشأن المفاوضات، قالت شل ووزارة النفط العراقية إن المناقشات مستمرة، ولا يزال الجانبان ملتزمين تجاه المشروع.