+A
A-

أبو شادي: الناقد السينمائي جسر يربط بين الجمهور والفيلم

قال الناقد السينمائي المصري الكبير علي ابوشادي ان الناقد هو الجسر الذي يربط بين الجمهور والفيلم وهو أحد أضلاع المثلث الإبداعي والمكون من “الفيلم.. الجمهور.. النقد”.

جاء ذلك في الندوة التي أقامها نادي البحرين للسينما يوم أمس الأول والتي حملت عنوان “النقد السينمائي والتحليل الصحفي” وأدارها نادر المسقطي وحضرها عدد من المهتمين بالفن السابع وأصدقاء النادي.

واضاف ابو شادي أن الجميع يكتب عن السينما ولكن يبقى السؤال الأهم.. من له الحق في الكتابة، فالكتابة النقدية تختلف عن الكتابة الصحافية، فالناقد لابد وأن يعرف عن تاريخ السينما التي يكتب عنها ومتابع للسينما في العالم بشكل عام وغيرها من المواصفات، كما يجب أن يكون مؤهلا ويكتب بأسلوب مبسط للملتقي بعيد عن التعقيد، بينما الكتابة الصحفية فهي أشبه بالوجبة الخفيفة. على الناقد ان يحاول من خلال منهجه الأكاديمي ان يكون مرتبط بالقواعد ويختار اللغة السهلة، فالأسلوب شيء مهم جدا في عملية النقد. وبصورة عامة هناك خلطا بين الصحافة الفنية والنقد، والصحافة لها دور مهم جدا ومحترم في نقل الأخبار وعمل الحوارات والتحقيقات، لكن النقد شيء مختلف تماما لأن التعامل مع أي فيلم له قواعد ومناهج مختلفة وعلى سبيل المثال يجب أن يكون الناقد على دراية بتاريخ السينما وكذلك بجماليات العمل الفني، ولابد أن يكون له وجهة نظر وموقف في كل شيء من الكون والمجتمع ولديه رؤية خاصة، أن مفهوم النقد يختلف من شخص لآخر من حيث الأهداف والرسالة فهناك شخص يستمتع بالفن، بينما آخر يبحث عن التغيير، وثالث يبحث عن رؤية محددة داخل العمل الفني، لذلك يجب أن يكون الناقد على دراية كاملة بكل ما هو حديث وجديد وعلى وعى بما يدور على الساحة خاصة أن السينما فن متجدد بمعنى أن يكون الناقد مثقفا عاما متخصصا في شؤون السينما، ثم استعرض ابوشادي المدارس النقدية في السينما مثل النقد الانطباعي وهنا “يعبر الناقد عن انطباعاته الشخصية عن العمل الفني أو الأدبي، ويستخدم عادة، ضمير الأنا في التعبير عما يشعر به أثناء مشاهدته الفيلم، ويعبر عن أحاسيسه ومشاعره تجاه شخصيات الفيلم، وربما يتوقف عند مشهد معين يعتبره الأهم في العمل، مع إغفال الكثير من المشاهد والأحداث الأخرى التي قد لا تقل أهمية عن ذلك المشهد، فالنقد الانطباعي في اعتماده على المشاعر الشخصية للناقد، لا يخضع العمل الفني لمقاييس محددة أو مناهج صارمة في التقييم، فهو غير مهتم بتقديم بيان تفصيلي شامل، بل المهم أن يعبر عن كيف كان استقباله هو للعمل الفني.

كما تحدث عن دوافع ممارسة النقد السينمائي كالرغبة في التعبير انطلاقا من مشاهدة فيلم أو متابعة التعبير عن أحداث الفيلم وتمديدها بالقول وغيرها.

تلا ذلك فتح باب النقاش مع الحضور وكان أول المتحدثين يوسف فولاذ الذي تساءل عن ما يحدث في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي من نقد للأفلام، وهل الإنسان مازال يقرأ النقد في هذا الرتم السريع للحياة؟ أما المخرج بسام الذوادي فقد استفسر من ابوشادي عن ما إذا كان قد منع فيلما من العرض عندما كان رقيبا وكان الجواب بالنفي، موضحا بأنه أول من طالب بحذف الرقابة، كما تحدث ابوشادي عن قصته مع الفيلم الشهير “ أسكندرية رايح جاي” حيث ترك المخرجون هذا الفيلم ولكنه تصدى لعملية مونتاجه بعد ان اشتراه محمد رمزي وكانت تربطه حينها علاقة وطيدة مع المطرب محمد فؤاد وبسبب تدخله تم إنقاذ الفيلم وحقق الفيلم نجاحا كبيرا لم يكن في الحسبان، وكان طريقا لخروج افلام مماثلة لهنيدي وعلاء ولي الدين وغيرهم.