+A
A-

ترسيخ صور جديدة للمرأة العربية تبرز دورها التنموي

 رفع المشاركون في ورشة العمل الإقليمية “تعزيز صورة المرأة في وسائل الإعلام العربية” خالص الشكر والتقدير لرئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بمناسبة نجاح أعمال الورشة التي أقيمت على مدى يومين في مقر المجلس الأعلى للمرأة، شاكرين لسموها كرم الضيافة وحسن الاستقبال مع تمنياتهم بدوام النجاح في قيادة مسيرة المرأة البحرينية نحو آفاق أعلى وأرحب.

واستقبلت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري المشاركين في الورشة، وباركت الجهود التي يبذلونها من أجل إبراز الدور الحضاري للمرأة العربية، واستدامة الجهود الإعلامية الرامية إلى تطوير وبث مضمون إعلامي حضاري ينهض بالمرأة ويواكب المكانة المتقدمة التي حققتها بعيدا عن الصورة النمطية للمرأة في الإعلام.

وأكدت الأنصاري حرص المجلس الأعلى على تعزيز التعاون مع جميع الشركاء؛ من أجل تنفيذ التوصيات التي خرجت بها هذه الورشة الإقليمية، ومتابعة الأفكار والاقتراحات التي تقدمت بها المشاركات بما يواكب الظروف المتغيرة التي تعيش فيها المرأة وينعكس إيجابا على المرأة والأسرة والمجتمعات العربية والإسلامية ككل.

 

توصيات الورشة

وخرجت الورشة بمجموعة من التوصيات من بينها تأكيد أهمية الاستفادة من التجارب الناجحة في الدول الأعضاء حول تعزيز دور المرأة في المجتمع من خلال إنشاء شبكة للإعلاميات تحت إشراف الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي وتوثيق انجازات الرائدات.

كما أشادت الورشة بأهداف ومكونات مشروع منظمة التعاون الإسلامي للرصد الإعلامي للمرأة في الدول الأعضاء، ودعوة الدول الأعضاء إلى دعم أهدافه ونشاطاته ودعوة مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بقضايا المرأة في المجالات كافة إلى الاسترشاد بتوجهاته، وأشادت أيضاً بجهود “الإيسيسكو” في مجال تأهيل الإعلاميين من خلال مراكزها الإقليمية في كل من دكار والخرطوم وإسلام أباد ودعوتها إلى تخصيص المزيد من الدورات التدريبية المتخصصة للإعلاميات والاعلاميين والقيادات الإعلامية في الدول الأعضاء وإلى إعداد دراسات حول المرأة في الإعلام سواء المحلي أو الغربي تشمل تحديد وتعريف المصطلحات والمفاهيم مثل “ما الصورة النمطية أو التقليدية للمرأة المسلمة”.

ودعا المشاركون منظمة التعاون الإسلامي و”الإيسيسكو” إلى عقد أنشطة إعلامية تتوجه بمضامين تعكس مكانة المرأة العربية بالأرقام والمؤشرات لتصحيح المعلومات الخاطئة والصور النمطية عن المرأة في الإعلام الغربي.

وأوصت الورشة بحث وسائل الإعلام بأنواعها في الدول الإسلامية على ترسيخ صور جديدة للمرأة في الإعلام تبرز الدور التنموي وتركز على القصص الإيجابية في مجال مساهمات المرأة ودورها في الحياة العامة، وتعزيز حضور النساء في المؤسسات الإعلامية كصحفيات أو مكلفات بتسيير المقاولات الإعلامية، وحثهم على تبني ميثاق شرف أو مبادئ أساسية تعبر عن هذا الالتزام، إضافة إلى حث المؤسسات الحكومية المعنية على مراجعة صورة المرأة في المناهج المدرسية بمراحلها كافة وفي الخطاب الديني والمجتمعي لتكون أكثر إنصافا لمكانتها وإنجازاتها.

وأكد المشاركون أهمية تعزيز قدرات المرأة في العالم الإسلامي، وصون حقوقها ومكتسباتها، وتمكينها من المشاركة الفاعلة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في العالم الإسلامي، وأن يقوم الإعلام بدوره في ذلك.

 

البحرينية في التلفزيون

وخلال اليوم الثاني للورشة، واستكمالاً لتجارب الدول العربية في مجال تعزيز حضور المرأة في وسائل الإعلام عرضت المحاضرة في قسم العلوم الاجتماعية في جامعة البحرين بثينة قاسم دراسة أعدها المجلس الأعلى للمرأة تحت عنوان “تحليل مضمون المرأة في برامج تلفزيون البحرين.

وأوصت الدراسة باستمرار التغطية التلفزيونية لموضوعات تهم المرأة، وإلقاء الضوء على المبادرات الداعمة للمرأة البحرينية، وزيادة التنسيق بين لجنة تكافؤ الفرص بوزارة الإعلام والمجلس ليتناسب مضمون التلفزيون مع أهداف المجلس، والعمل على جذب رعاة للبرامج ذات المحتوى الخاص بالمرأة.

وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أبرزها انحسار التعامل الدرامي للمرأة على وضعها داخل أسرتها وفي محيطها الصغير، والتناول الدرامي رسخ في الأذهان أن المرأة أضعف في قدراتها من الرجل، فيما غاب عن التناول الدرامي تناول وضع المرأة في علاقات العمل.

ومن النتائج التي خلصت إليها الدراسة أيضا أن برامج التلفزيون عالجت جوانب كثيرة في دور المرأة وجهود تمكينها، وأكدت أن مضمون المرأة في الخطاب الإعلامي للمجلس واضحًا في التناول رغم محدودية تنوع تناوله في العرض، لكن البرامج التلفزيونية لم تتطرق إلى دور المرأة في المشاركة في الانتخابات رغم اقتراب موعدها.

 

التجربة المصرية

وعرضت أستاذ الإذاعة والتليفزيون المساعد بجامعة حلوان رباب هاشم ورقة عمل بعنوان “التجربة المصرية في تصحيح الصورة النمطية للمرأة في الإعلام: الواقع والمأمول “أكدت خلالها أهمية تطوير المضامين الإعلامية الموجهة للمرأة، وتحديث منظومة القيم والمفاهيم لدى المرأة بما يضمن سرعة تكيفها وتجاوبها مع متغيرات العصر الراهنة، ومناهضة التمييز ضد المرأة في الموروث الثقافي والاجتماعي، ومحاربة العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية السلبية، ودعم مفاهيم المشاركة في اتخاذ القرارات داخل الأسرة والقائمة على أساس الحوار بين الرجل والمرأة، ونبذ أساليب التنشئة التي تميز بين الأبناء في التعامل وفقاً للنوع.

 

مرصد إعلامي عالمي

وقدمت مديرة إدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي مها عقيل شرحا حول “مركز الرصد الإعلامي للمرأة في دول منظمة التعاون الإسلامي”، وقالت إنه سيتولى إصدار تقرير دوري عن المرأة في وسائل الإعلام وإعداد دليل حول أفضل الممارسات لتمكين المرأة في المؤسسات الإعلامية ومن خلال وسائل الإعلام، إضافة إلى النظر في إمكان استحداث جائزة إعلامية للمرأة في أفضل التقارير الصحفية والإنجازات الإعلامية للمرأة في الدول الأعضاء.ترسيخ صور جديدة للمرأة العـربـيـة تبـرز دورهـا التـنـمـوي