+A
A-

أمينة الحواج: البحرين أرض خصبة لتتصدر المنطقة بالاختراع والابتكار

بدا اللقاء مع المخترعة والمبدعة البحرينية أمينة الحواج مغايراً لأي لقاء صحافي آخر، فالشابة العشرينية والتي استطاعت أن تنتزع أهم الجوائز والميداليات والدروع العالمية في مجال الابتكار والاختراع والتطوير الطبي وعلى مدى أعوام قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، رفعت علم المملكة عالياً فوق المنصات، من لندن إلى موسكو، إلى أميركا، والهند، وتستمر عجلة التشريف، لا تتوقف.

وفي هذا اللقاء الذي حرصت أن أحاول تغطية أوسع الجوانب من مسيرة الحواج في صنعة الاختراعات، تحدثت الإنجازات عن نفسها، وعن قدرات بنت البحرين، ما الذي تستطيع أن تقدمه أن أرادت، ولأمينة 3 اختراعات عالمية، مسجلة كحق ملكية فكريه لها. شركة (سيمنز) العالمية شريك لها بتصنيعها حاليا.

 

إنجازات أمينة الحواج في سطور..

قائدة الإبداع العربي للعام 2017

جائزة ابدر الدولية مع الميدالية الذهبية للمعرض التركي العالمي

ذهبية معرض جنيف الثالث والأربعين مع مرتبة الشرف الأولى

جائزة المجلس الوطني التايلندي للدراسات والبحوث كأفضل دراسات وبحث للعام 2015

جائزة الامتياز الأولى من وكالة مارس الماليزية للبحوث العلمية للعام 2015

الميدالية الذهبية من قبل الاتحاد الأوروبي العربي للإبداع والاختراع

جائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال كأفضل ريادية للعام 2014

درع فارسة شباب العلم من جمعية الخالدية الشبابية للعام 2015

أفضل مخترعة ملهمة بالشرق الأوسط من قبل المنظمة الأوروبية للمخترعات

جائزة مخترعة العام 2014 من معرض (انبكس) العالمي، أكبر معرض للاختراعات في أميركا

الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف الأولى من معرض الاختراعات الرابع في الشرق الأوسط 2011

المركز الأول كأفضل مخترع خليجي من مكتب الأمانة العامة للاختراعات 2011

ميدالية معرض (ايينا) العالمي للاختراعات في المانيا 2012

كأس منظمة موسكو للاختراعات كأفضل مخترع للعام 2013

الميدالية الذهبية على مستوى المعرض البريطاني العالمي الثالث عشر للاختراعات

الماسية المنظمة البريطانية العالمية للاختراعات كأفضل مخترع على مستوى العالم 2013

جائزة أفضل عالمة شابة للعام 2014 مقدمة من منظمة أرخميدس العالمية للاختراعات بموسكو

بدا اللقاء مع المخترعة والمبدعة البحرينية أمينة الحواج مغايراً لأي لقاء صحافي آخر، فالشابة العشرينية والتي استطاعت أن تنتزع أهم الجوائز والميداليات والدروع العالمية في مجال الابتكار والاختراع والتطوير الطبي وعلى مدى أعوام قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، رفعت علم المملكة عالياً فوق المنصات، من لندن إلى موسكو، إلى أميركا، والهند، وتستمر عجلة التشريف، لا تتوقف.

وفي هذا اللقاء الذي حرصت أن أحاول تغطية أوسع الجوانب من مسيرة الحواج في صنعة الاختراعات، تحدثت الإنجازات عن نفسها، وعن قدرات بنت البحرين، ما الذي تستطيع أن تقدمه أن أرادت، ولأمينة 3 اختراعات عالمية، مسجلة كحق ملكية فكريه لها. شركة (سيمنز) العالمية شريك لها بتصنيعها حاليا.

بداية، من هي أمينة الحواج؟

فتاة بحرينية، طموحها يصل إلى عنان السماء، أتشرف بأن استمر برفع راية بلدي في كل المحافل الدولية، ومن الناحية العملية أعمل كاختصاصية للعلاج الطبيعي، وأعد أول مخترعة بحرينية بهذا الجانب، ولدي 3 براءات اختراع مسجلة باسمي في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، وبريطانيا، وسأسجلها قريباً بالولايات المتحدة الأميركية.

ترعرت بالبحرين، والأصل من المحرق، وعشت بمدينة عيسى، وكل شيء فيَّ ينبض بحب هذا الوطن.

ما الذي كان يميزك عن أقرانك وأنت طفلة صغيرة؟

بأنني كنت حركية جداً، ونافره عن الروتين، وسريعة الملل من نمط الحياة التقليدي، ومن الأمور التي يذكرها لي والدي بأنني كنت كثيرة التحليل والتفسير للأمور التي تحدث حولي، ودقيقة الشرح والتفصيل نها. أما من ناحية الدراسة، فبرعت بإعادة تدوير الكثير من متعلقاتي الشخصية، لاستخدامها في أمور أخرى.

طفولتي كانت جميلة، بفريج البنعلي بالمحرق، ووالدي لم يبخل عليَّ بشيء، عشت الأيام البحرينية الأصيلة والمميزة.

برأيك، ما الذي يميز الشباب البحريني عن غيرهم؟

مكافحون، ولا يقبلون بالإنجاز البسيط أو السهل، وحب البحرين تجدها دائماً بتحركاتهم، ومن الأمور المشرفة بهم، بأنهم يسعون دائماً لتحقيق المراكز الأولى، وتصدرها، وهي نقطة تحتسب لهم دائماً، ناهيك عن بساطتهم وتواضعهم، وتعاونهم مع الآخرين، وهي نكهة تميزهم.

هل ترين بأن المناخ يؤهل البحريني للإبداع؟

البحرين أرض خصبة وصالحة لأن تكون الأولى في المنطقة، للاختراع والأبداع معاً، ولدينا كل المقومات لذلك، بصدارتها الموقع الإستراتيجي للبلد، واحتضان مركز (اليونيدو) التابع للأمم المتحدة، أضف أن المؤسسات الموجودة تمثل عامل قوة وتميز، وفتح للأبواب وللآفاق، بدءا من مجلس التنمية الاقتصادية، ووصولاً إلى بنك البحرين للتنمية، وتمكين.

وتهدف رؤية هذه المؤسسات مجتمعة، لأن تدفع البحرين بأن تكون رائدة بمجال الأعمال، ونظراً لوجود هذه الجهات المانحة، والتي تكرس جهدها والكثير من الأموال لتحقيق الإبداع، بل وتحتضن المبدعين، وتحتويهم، فإن المناخ والبيئة اللازمة متوفرة، وتنتظر من يغتنم الفرص والمقومات والرؤية، وهو أمر أنا لامسته شخصياً خلال مشواري بمجال الاختراعات الطبية.

هل تجدين بأن مسار عمل هذه المؤسسات، يسير وفق رؤية واضحة؟

آمل بأن تندمج هذه المؤسسات تحت مظلة واحدة إرشادية، جامعة لها؛ لأن الجهود حالياً متناثرة نوعاً، وتفقد المبدع البوصلة الصحيحة التي يستطيع أن يسير من خلالها بطريق النجاح، والتميز، وبشكل واضح ودقيق ومنظم وسهل.

ما المعوقات التي تعترض الدخول بعالمي الإبداع والاختراع؟

بمقدمتها تركيبة الأسرة الحاضنة للمبدع، فعلى سبيل المثال، سمعت ذات مرة قصة عن شاب كان يريد الدخول في التخصص الثانوي الصناعي، وكانت لديه ميول إبداعية كثيرة في العمل الميكانيكي وما إلى ذلك، لكن الوالدين رفضوا وآثروا اختيار تخصص آخر له، يرونه أكثر نفعية وجدوى، علماً بأن الدول العظمى كأمريكا، بنيت على الثورات الصناعية، وليس غيرها.

وعليه، فإن الزج بالكفاءات بمجالات لا تناسبها يمثل تحطيم لها، وتضييع لقدراتها، وهي حالة سيئة موجودة بمجتمعنا، ومستمرة للأسف.

هنالك أيضاً شح وجود الورش المناسبة، والتي تساعد المخترعين على الصناعة والابتكار، وهو أمر عانيت منه شخصياً، وأنا أصنع اختراعي الأول، واضطررت لزيارة عشرات الورش الصناعية، ولم أجد من يساعدني، بل كانت هنالك جملة تتكرر على مسامعي باستمرار، وهي” تبين نسوي لك درج، أو (دريشه) حاضرين لك”.

وعليه نفتقر لوجود الورش الصناعية المتكاملة، والتي تضطرني لصناعة قطعة بهذه الورشة، وقطعه أخرى بورشة أخرى، وفي بعض الأحيان، لا تتناسب القطعتين مع بعضيهما، فالمشكلة أساساً ليست مالية، بقدر ما هي تقنية وتنظيمية، وتخصيصية أيضاً عبر توفير أماكن شاملة، تساعد المخترع للمرور منها من نقطة البداية وحتى النهاية.

كما أنه لا توجد لدينا مؤسسات تعزز مفهوم براءة الاختراع، وهذه بحد ذاتها إشكالية أخرى بالغة الأهمية.

ما الحافز الذي دفعك للاتجاه نحو الاختراع الأول؟

الحاجة.

حدثينا عنه

الاختراع الأول، والذي لم أعلم بأنه كان سيكون اختراعاً، توفقت في إنجازه العام 2009، والفكرة جاءتني من الم المرضى، وأنا أعالجهم -بحكم عملي- وفي السنة الثانية تحديداً، حيث لا حظت بأنه أثناء تغيير مفصل الركبة، أو مفصل الفخذ، أو الإصابات الرياضية المرتبطة بإصابة الرباط الصليبي، معاناة المرضى من الألم الشديد، ومنهم مريض كنت أشرف على علاجه، ولم يرخص من المستشفى؛ نظراً للآلام المبرحة التي يمر بها.

فقلت لنفسي، بأنه لابد تطبيق الكلام النظري بالكتب إلى الجانب العملي، وحين تحدثت مع والدي بأنني بصدد تصميم اختراع بهذا الجانب، انصت لي باهتمام، ثم قام بتنظيف قفص ضخم خلف المنزل، كان مخصصاً للدجاج، وحوله لي كمعمل مؤقت، وقال لي جملة لا تزال مؤثره ومحفزه؛ لأن أقدم المزيد لبلدي بقوله” أنا ما أعرف يا بنتي انتي شنو ناويه تسوين، ولكن الظاهر أنه شيء زين، وأنا بوقف بوقف معاك، وروحي الله يوفقك، واذا فشلتي، لك مني جائزة”.

وعودة للحديث عن الاختراع الأول، تقول أمينة الحواج: اسمه (الموند)، وهو جهاز يساعد على إعادة تأهيل عمل الركبة والفخذ بشكل أساس، وفيما يتعلق بإصابات المفصل الصليبي، وتغيير مفصلي الركبة والفخذ، وهو جهاز ميكانيكي يتم توصيله بسرير المريض، ويقوم المريض بوضع رجله، ويساعده على إعادة تأهيل العضلة، والتوصيل العصبي، بحيث يستطيع من بعدها ممارسة الحركة بشكل طبيعي.

بالإضافة لبعض المقاييس والخلطات السحرية في الجهاز، والتي تؤهله بأن يسرع من عملية العلاج لديه، ويخفف من مستوى الألم، وكانت النتيجة بأن المريض يستطيع تحريك القدم بشكل كامل وخلال 15 دقيقة فقط.

أين تم تصنيع الجهاز؟

في البحرين، ولقد تحقق ذلك بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة للأسباب السالفة الذكر، ولقد قمت بتصنيعه -كمرحلة أولى- من الخشب، كنت احتاج ثلاثة أشخاص يحملونه أثناء نقله من مكان لآخر؛ نظراً لوزنه الثقيل، فالفشل بالبداية كان موجود مصنعياً، وليس هندسياً، وعليه غيرت المواد التصنيعية إلى الألمنيوم والبلاستيك، وبعد أخذ كل الموافقات من مستشفى السلمانية الطبي، مع الشكر الخاص لرئيس قسم العلاج الطبيعي بذلك الوقت، ومازالت أشواق أحساني، والتي كانت داعمة لي ومساندة في الحصول على كل التراخيص اللازمة، ومن لا يشكر الناس، كما أخص بالشكر أيضاً جواد ملا، ومن لا يشكر الناس، لا يشكر الله.

وماذا عن الاختراع الثاني؟

الاختراع الثاني في مجال العلاج الطبيعي أيضاً، وكان في العام 2011، ويحمل اسم (استامنر)، ووفقت بإنجازه في إحدى الدول الخليجية، ومن خلال مشاركتي بأحد البرامج الداعمة للمخترعين العرب، وأضفت به أربعة وظائف جديدة، تضاف للاختراع الأول، وبحيث يؤهل الجهاز الجديد الساق وبشكل كامل، وبست وظائف علاجية، علماً أن الجهاز الأول يقدم حركتين علاجيتين فقط. ولقد سجلت الجهاز الجديد كبراءة اختراع ايضاً.

وماذا عن الاختراع الثالث؟

بعد نجاحي في الجهازين الأول والثاني، اتجهت لرفع مستوى التدقيق في الجهاز، وبأن يقدم تقارير ونتائج، وعليه طورت الجهاز ليقدم ثماني وظائف علاجية، بدءا من الجزء السفلي للظهر، ووصولاً للقدم، وبحيث إنه وبعد أن تثبت قدم المريض بهذا الجهاز.

ولي أن أشير بأن تسميتي الجهاز باسم (أمينة ثيربي)، جاء تناغماً مع حصولي على منصب سفيرة الاختراع في بريطانيا، وهو منصب أتشرف بأنني أول مواطنة عربية تشغله، وتسميتي الجهاز بهذا الأسم، جاء بناء على طلب المنظمة البريطانية للمخترعين، والاتحاد العالمي للمخترعين بجنيف.

والاختراع ليس مجرد اختراع، وإنما نظرية، يقدم رؤية علاجية شاملة، إضافة إلى توفيره معطيات شاملة عن قدم المريض، من حيث المستوى العضلي، ومستوى الألم، والمدى الحركي، وكم هي عدد اللازمة لترخيصه من المستشفى، وهو أمر سيسعف الكثير من المرضى من العودة للممارسة حياتهم بدلاً من تعطلها، خصوصاً بالمستشفيات الحكومية.

ما نياتك المقبلة فيما يتعلق بالأجهزة الثلاثة؟

بدأت أصنعها في العام 2013، بالنمسا وألمانيا، وشركة (سيمنز) الطبية إحدى شركائي بذلك، وحالياً وبسبب انشغالي بالدكتوراه ببريطانيا، فالوقت مخصص للدراسة، وبإذن الله وبعد انتهائي من الدراسة، سأتفرغ لعملية تصنيع الجهاز، وسيكون بمواصفات عدة، المنخفض المواصفات سيكون بسعر خمسة الآلاف دولار تقريباً.

لماذا لا نستمع عن مخترعين عرب؟

لأننا نتشاطر المعوقات نفسها.