+A
A-

المحاضر الدولي والآسيوي محمد ذيابات لـ “البلاد سبورت”: الاحتراف الرياضي في الوطن العربي “جنين مشوَّه”

أكد المحاضر بالاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم وخبير الاحتراف الرياضي ونائب عميد شؤون الطلبة بجامعة اليرموك الأردنية محمد ذيابات الحاجة إلى قرار سياسي لتطبيق الاحتراف الرياضي في الوطن العربي، مشيراً إلى أن الاحتراف في الدول العربية أشبه بـ “جنين مشوَّه”؛ لأنه غير مطبق بالصورة المطلوبة.

وأضاف ذيابات لـ “البلاد سبورت” على هامش تواجده في دورة تأهيل منظومة الاحتراف الرياضي التي استضافتها مملكة البحرين، أن غياب الدعم المادي والتفرغ الرياضي يشكلان أهم المصاعب التي تعترض طريق تطبيق الاحتراف الرياضي في الوطن العربي.

وتحدث ذيابات عن الكثير من الأمور التي تخص الاحتراف الرياضي في هذا الحوار الذي نتركه بين أيديكم.

كيف ترى واقع الاحتراف في الوطن العربي؟

“محمد ذيابات”: الاحتراف الرياضي في الوطن العربي هو بمثابة “جنين مشوَّه”، فهناك تجارب من جانب بعض الدول، ولكنها لم ترق إلى الطموح، وذلك لعدم وجود أنظمة تحكم المؤسسات الرياضية، فالاحتراف الرياضي مازال يركز على اللاعب فقط، ويتناسى دور المدرب والإداري والحكم والإعلامي؛ بوصفهم جزءا أساسيا من المنظومة الرياضية.

وما الصعوبات والمشكلات التي تواجه الاحتراف الرياضي في الوطن العربي؟

“محمد ذيابات”: في الوطن العربي لا توجد لنا منظومة متكاملة للاحتراف الرياضي، كما أن غياب الدعم المادي والتفرغ الرياضي يعتبران من أهم الصعوبات التي تواجه رياضتنا، فنحن بحاجة إلى قرار سياسي في كل دولة لتطبيق الاحتراف الرياضي في مختلف الألعاب، فمن خلال الإرادة السياسية يمكن تخصيص موازنات ضخمة وسن تشريعات وأنظمة تنظم عملية الاحتراف والتفرغ الرياضي، فما يحصل حالياً هو مجرد اجتهادات ذاتية من بعض الأندية التي تحصل على الدعم من أعضاء الشرف أو الوجهاء التابعين لها، إضافة إلى ما تحصل عليه من دعم الدولة، والرياضيون يعانون عدم قدرتهم على التمثيل الخارجي أو حتى الالتزام بالحصص التدريبية في ظل عدم تفرغهم. إننا بحاجة إلى إستراتيجية تبين لنا أين نحن وأين يجب أن نصل، وأن يكون لدينا قرار سياسي يفرض تنظيم الاحتراف الرياضي وأنظمه وتشريعاته كافة ليشمل اللاعبين والمدربين والحكام والإعلاميين، فالأندية لوحدها لا يمكن لها أن تطبق الاحتراف من دون دعم الدولة أو دعم شركات القطاع الخاص.

وماذا تقصد بالاحتراف على مستوى الحكام؟

“محمد ذيابات”: لا يختلف الجميع على أن الحكام يشكلون جزءا أساسياً من المنظومة الرياضية، وهم بحاجة إلى التفرغ الكامل لممارسة التحكيم مقابل أجر مادي حالهم حال اللاعبين، ولكن الغالبية منهم ليسوا متفرغين لمجال التحكيم، وهم يعملون في الصباح بوظائف أخرى في الدولة، وفي المساء يديرون المباريات، ولو أردنا على سبيل المثال أن نقيم مباريات في الفترة الصباحية ودية أو رسمية، فإننا سنعاني كثيراً في الحصول على الحكام، وسيكونون بحاجة إلى خطابات؛ من أجل تفريغهم، وهو ما سيكون له انعكاسات سلبية على وظائفهم الأساسية ومشكلات لا حصر لها قد تلحق بهم.

وماذا عن الإعلامي؟

“محمد ذيابات”: الإعلام يلعب دور أساسي وبارز كذلك، وينبغي أن يكون لدينا إعلاميون محترفون مفرغون لمزالة مهنة الإعلام الرياضي، ولكن الغالبية منهم يعملون في الفترة الصباحية بوظائف أخرى، وخلال المساء يعملون في مجال الإعلام. وهناك فئة قليلة تعمل بنظام التفرغ الكامل، وهو ما ينطبق كذلك على المدربين والإداريين، فهؤلاء جميعاً يشكلون حلقة مترابطة مع بعضها البعض، وبالتالي نحن بحاجة إلى تهذيب تلك المنظومة لنصل إلى مرحلة الاحتراف الرياضي المطلوبة.

وأين المدرب العربي من الاحتراف؟

“محمد ذيابات”: المدرب العربي لم يحصل على فرصته الكافية، خصوصا المدربين الخليجيين وبعض الدول الآسيوية مثل العراق والأردن وسوريا ولبنان وباقي الدول بمنطقة غرب آسيا، بخلاف مدربي دول شمال إفريقيا مثل التونسيين والجزائريين والمصريين والمغربيين، فهناك وللأسف الشديد عدم ثقة في المدرب العربي، وهي ناتجة عن ثقافات وقناعات وخلفيات خاصة، ولدينا بعض التجارب البسيطة مثل تجربة عدنان حمد مع منتخب البحرين، وتجربة نبيل معلول مع الكويت، وأستطيع القول إن المدرب العربي ليس له وجود في عالم الاحتراف.

وما أفضل دولة عربية على مستوى تطبيق الاحتراف الرياضي؟

“محمد ذيابات”: المملكة العربية السعودية تعتبر أول دولة عربية طبقت الاحتراف الرياضي، ولديها خبرة جيدة في هذا المجال، ومصر كذلك قطعت خطوات جيدة، ففي نادي الزمالك على سبيل المثال هناك طبيب نفسي مختص، فنظام الاحتراف المطبق في الاتحاد الدولي وباقي الاتحادات القارية يتطلب وجود طبيب، وليس معالجا فقط، لتشخيص وعلاج الإصابات الرياضية، فعندما تحدث حالة بلع لسان مثلا أو يتعرض لاعب ما لإصابة يجب أن يكون هناك طبيب يشرف على عملية التشخيص والعلاج بأسرع وقت؛ لأن التأخر في العلاج قد يؤدي إما إلى الوفاة أو نهاية مشوار اللاعب، وعموما، فإن الاحتراف الرياضي في الوطن العربي مازال في مرحلة البناء، وهناك اجتهادات فردية ومحاولات لتطبيق أنظمة الاحتراف المطبقة في الاتحادين الدولي والآسيوي، ولكنها لا ترقى إلى مستوى الطموح.

بصفتك محاضراً للياقة البدنية بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كيف ترى قيادة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الاتحاد القاري؟

“محمد ذيابات”: قد تكون شهادتي في الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة مجروحة؛ لأنني عربي، فمنذ تسلم الشيخ سلمان بن إبراهيم رئاسة الاتحاد الآسيوي استطاع النهوض بالكرة الآسيوية، وأصبحت الخطط والبرامج واضحة بما يخدم اللعبة في القارة الصفراء، كما أن الشيخ سلمان استطاع أن يوحد القارة الآسيوية، وهو يعمل بصورة مستمرة لتطوير جميع أركان اللعبة من مدربين وحكام ولاعبين وإداريين وإعلاميين من خلال الدورات وورش العمل التي ينظمها الاتحاد.

وما انطباعك عن الكرة البحرينية؟

“محمد ذيابات”: سبق وأن زرت البحرين مرتين لإقامة محاضرات في اللياقة البدنية، ولدي علاقات جيدة مع المسؤولين في الاتحاد البحريني لكرة القدم وبالتحديد الإدارة الفنية، كما تربطني علاقات جيدة مع طلبة مملكة البحرين الدارسين بجامعة اليرموك، ولدي فكرة جيدة عن الكرة البحرينية، فالمالكية هو بطل النسخة الماضية من الدوري لأول مرة في تاريخه، وهناك أندية معروفة على مستوى البحرين مثل الرفاع والمحرق، ولدي شبكة تواصل جيدة مع عدد من المدربين سواء المواطنين أو الأجانب، وأقدم لهم بعض الاستشارات في مجال اللياقة البدنية، وتبادل الخبرات ومجموعة من النصائح والإرشادات، وسبق أن سُئِلْتُ عن الكثير من المحترفين الأردنيين الذين لعبوا في البحرين، وكانت الكرة البحرينية متطورة بفترة من الفترات قبل أن تتراجع. وتمنياتي للرياضة البحرينية المزيد من التقدم والازدهار في ظل الجهود الكبيرة التي يبذلها القائمون عن اللعبة.