+A
A-

كردستان العراق ماض في الاستفتاء رغم موجة الرفض

أمام عشرات آلاف الأشخاص الذين احتشدوا في ملعب فرنسو حريري بعاصمة كردستان العراق أربيل أمس الجمعة، أكد زعيم الإقليم، مسعود البرزاني، أن القرار بشان استفتاء الاستقلال بات “في يد الشعب”.

وألقى البرزاني كلمة أمام الحشود قبل 3 أيام من استفتاء الاستقلال، الذي يصر الأكراد على تنظيمه رغم مخاوف الدول المجاورة والقوى الغربية من أن يؤدي ذلك إلى تقسيم العراق، وإشعال شرارة صراع عرقي أكبر في المنطقة.

ودعا البرزاني سكان إقليم كردستان إلى التوجه لصناديق الاقتراع في الاستفتاء المقرر تنظيمه الاثنين المقبل، وقال “نحن على قناعة أن الشراكة فشلت مع بغداد” و”لن نعود إلى تجارب فاشلة، ومستعدون للحوار بعد” الاستفتاء.

وقبل إطلالة البرزاني، كان عشرات آلاف الأشخاص توافدوا إلى موقع المهرجان وبدأوا بالاحتفالات تعبيراً عن دعمهم لاستقلال إقليم كردستان، رافعين شعارات تؤكد رغبتهم في الانفصال عن العراق، حسب ما قال موقع رووداو.

وكان البرزاني، رئيس كردستان العراق منذ 2005، رفض جهود الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا لتأجيل الاستفتاء، والضغوط الإيرانية والتركية التي تجري مناورات عسكرية على الحدود مع العراق للتأكيد على مخاوفها من أن انفصال أكراد العراق قد يغذي التمرد على أراضيها.

وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أمس الجمعة في تصريحات بثها التلفزيون، إن الاستفتاء يمثل تهديدا للأمن القومي التركي، وإن أنقرة “ستفعل ما يلزم” لحماية نفسها، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن الخطوات المستقبلي.

ورغم أنه غير ملزم، يرى كثير من الأكراد في الاستفتاء فرصة تاريخية لتقرير المصير، وقال هوشيار زيباري وهو مستشار كبير للبرزاني، “تلك هي الخطوات الأخيرة من السباق النهائي وبعدها لن نتزحزح”.

ويتوزع 30 مليون كردي بين إيران وتركيا وسوريا والعراق. وقال زيباري إن تأجيل الاستفتاء دون ضمانات بإمكانية إجرائه على أساس ملزم بعد التفاوض مع بغداد سيكون “انتحارا سياسيا للقيادة الكردية ولحلم الاستقلال الكردي”.

وفيما ارتفعت حدة التوتر بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان بسبب إصرار الأخيرة على المضي قدما في إجراء استفتاء يهدف إلى انفصال الإقليم عن العراق. اندلعت، أمس الجمعة، اشتباكات جرت بين مسلحين إيزيديين عراقيين يدعمهم حزب العمال الكردستاني، وأحد فصائل ميليشيات الحشد الشعبي قرب الحدود مع سوريا، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.

وقالت شبكة رووداو الإعلامية الكردية إن الاشتباكات اندلعت بين وحدات مقاومة سنجار ومسلحي الحشد الشعبي في قرية بارا في مجمع خانه سور بناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار. وأضافت أن المواجهات المسلحة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل 3 مقاتلين من وحدات مقاومة سنجار، واثنين من الحشد الشعبي.

وذكرت الشبكة أن “الاشتباكات اندلعت بين الجانبين جراء محاولة مسلحي الحشد الشعبي العبور إلى الحدود والتسلل إلى الأراضي السورية”.