+A
A-

معرض الدفاع منصة للتشاور وتوحيد القرار إزاء الملفات الساخنة

تبدو أهمية احتضان مملكة البحرين لأول معرض دولي شامل للدفاع في الفترة 16 إلى 18 أكتوبر في العديد من الاعتبارات، لعل أبرزها: رعاية عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة القائد الأعلى لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع، فضلا عن دعم قوة دفاع البحرين لكافة فعالياته، ومتابعة قائد الحرس الملكي سمو العميد الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الحثيثة له بصفته رئيسا للجنة العليا المنظمة للمعرض والمؤتمر. ويُنظر لـ “معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع” باعتباره قفزة نوعية تُحسب للمملكة ولقيادتها الرشيدة، حيث يُتوقع أن يسهم تنظيمها لهذا الحدث في تطوير منظومة المعارض الدولية المتخصصة بأسرها، وتحديداً: المعارض الدفاعية والأمنية التي تُعنى بتبادل ونقل المعارف والتقنيات الضرورية؛ لتحقيق أعلى مستوى ممكن لأمن الشعوب واستقرار الدول في مواجهة التهديدات والمخاطر الدولية المتزايدة، وعلى رأسها الإرهاب.ويبرز هنا العديد من العوامل الإضافية التي تزيد من أهمية تنظيم البحرين لواحد من كبريات المعارض المتخصصة، والذي سيكون له ثقله المقدر ضمن أجندة أهم المعارض الدفاعية في العالم، أولها: توقيت احتضان المملكة لهذا الحدث الدولي المهم، خصوصا أنه يأتي وسط تحديات أمنية وسياسية واقتصادية دقيقة تستوجب تنسيق الجهود والدفع بالتعاون المشترك بين مملكة البحرين وشركائها وحلفائها وأطراف علاقاتها الإقليمية والدولية، التي يعد أبرزها حاليا التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بقيادة المملكة السعودية الشقيقة، وحلف شمال الأطلسي (الناتو). ولأن المملكة تؤمن وعن قناعة مطلقة بأن التحديات العالمية الحالية تتطلب مزيدا من التعاون وتنسيق الجهود بين جميع الأطراف، وذلك كتصور رئيس ضمن مبادئ رؤيتها العالمية وسياساتها الخارجية، فإن الحدث المرتقب سيكون أساسا قويا تضعه المملكة لضمان التشاور وتبادل الأفكار والمواقف، نحو تحقيق وحدة القرار إزاء ملفات الساحتين الإقليمية والدولية، وتثبيت دعائم وأركان تحالفاتها السياسية والعسكرية وصولا إلى وضع الحلول المقترحة المناسبة لأي مشكلات قد تطرأ في المنطقة أو العالم.

ثانيا: تطلعات المملكة الرامية لتطوير قواتها وإمكاناتها العسكرية، إذ يسهم المعرض والمؤتمر ليس فقط في التعريف بأهم المنظومات التسليحية المتطورة، وإنما أيضا في تعزيز التعاون بين مملكة البحرين وشركائها الإستراتيجيين، بما يحقق أهداف قوة دفاع البحرين التي تتطلع دوما لتطوير قدراتها الدفاعية والعسكرية الحديثة ووضعها دائمًا في حالة جاهزية قتالية عالية.

ثالثها: المشاركة رفيعة المستوى المتوقعة ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر المصاحب له، خاصة من جانب الدول ووفودها الرسمية والخبراء الإستراتيجيين، فضلا بالطبع عن الشركات المتخصصة، حيث تمثل الفعالية الدولية الكبيرة فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والآراء والتشاور حول المستجدات الأمنية الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، كما تعتبر ترجمة فعلية على أرض الواقع لمجمل الرؤى الإستراتيجية السياسية والدبلوماسية التي تشهدها التحالفات الرئيسة المشاركة في هذا الحدث الدولي المهم، وكيف يمكن الوقوف على مستجدات ملفات المنطقة الساخنة وجهود مكافحة الإرهاب.

رابعها: الإقبال الكبير على حضور فعاليات المعرض والمؤتمر، ما يعكس النجاح المتوقع له، خصوصا من جانب الشركات الدولية الكبرى التي أكدت مشاركتها في النسخة الأولى من هذا الحدث المرتقب.ويشار هنا إلى أن موقع المعرض قد حظي منذ فتح باب التسجيل في مارس الماضي بإقبال كبير من الشركات الإقليمية والعالمية، وكذلك الجهات ذات العلاقة والاختصاص. وأدى هذا الطلب المتزايد الى توسعة مساحة المعرض الإجمالية لاستقطاب أحدث المعدات والمنظومات والمركبات العسكرية مع توقعات بمشاركة أكثر من 3000 زائر من حول العالم، وما يزيد عن 100 عارض ومصنع دولي ومزود، إضافة إلى مشاركة أكثر من 50 وفدا عسكريا وسياسيا رسميا من جميع دول العالم.

خامسها: العوائد التي يمكن أن تجنيها البحرين من مثل هذا الحدث المرتقب، والذي سيجعل منها محط أنظار واهتمام صناعة الدفاع والأمن في العالم، خصوصا أن المعرض له قيمة إضافية مهمة، وهي تركيزه على قدرات البحرين كوجهة مثالية للمعارض والفعاليات العالمية، وإبرازه للمملكة كقوة سلام تدعو وتساهم في إحلال السلام والاستقرار في العالم، فضلا بالطبع عن استقطابه لآلاف الزوار والمهتمين، والترويج للمملكة كوجهة سياحية وتجارية متميزة، سيما أن الحدث الكبير سيتضمن عروضا فريدة تشمل تنفيذ تمرينات هبوط مظلية مباشرة وتمرينات رماية حرة وعروضا للسفن الحربية واستعرضا للمركبات العسكرية، وغيرها.